من القلب الذي ينزف ..

من الروح التي تبكي ..

من العين التي تدمعْ..

أنوحُ .. أبوحُ .. أسترجع ..

فذا وطني .. هو الأحلى ..

هو الأغلى .. هو الأروعْ ..

هنا القامات سامقةٌ ..

هنا الهامات شامخةٌ ..

هنا العمر الذي يمتدُّ في آلافه السبعةْ ..

بلادَ الشام .. يا مهد الحضاراتِ ..

يا أرض الرسالاتِ ..

يا خيرات دنيانا .. ويا عزًّا .. ويا طهرًا ..

ويا نبل البداياتِ ..

أيا وطني ..

يا ثروة التنوعِ .. ونعمة الثراءْ ..

يا وطني ..

يا روعة الفسيفساءْ ..

في الزمانِ والمكانِ ..

في الأشياءِ والأحياءْ ..

في الكتابِ وفي الخطابِ .. وفي النداءْ ..

لك الحب يا وطني ..

لك الولاءْ ..

للمدائنِ .. للقرى .. وللبشرْ

للهواءِ .. وللترابِ .. وللمطرْ ..

لرقص الشجرِ .. وشدو الحجرْ ..

لبسمةِ طفلٍ .. وركعةِ عابدْ ..

لحبةِ عرقٍ .. فوق الوجه وفوق الساعدْ ..

لمن يقرأ .. لمن يبني ..

لمن يزرعْ ..

ولأني أحبك يا وطني ..

يسكنني الهمُّ .. وبعضُ الخوفِ .. وأتوجّعْ ..

أبكي من أجلك .. وأصلي ..

أدعو لله .. وأتضرّعْ ..

كي تبقى سليمًا .. ومعافى ..

كي تبقى عزيزًا .. ومصانا ..

لا يُرغمه شرٌّ .. أو مكرٌ .. أو مطمعْ ..

لا يحمله غدر الأعداءِ لأن يركعْ ..

فلن يركع ..

ولن نركعْ .