إن موجة الاحتجاجات الإسرائيلية لا تزال في بداية الطريق والمجهول والغموض لا يزالا سيدا الموقف في المرحلة الراهنة، وأن الفجوة بين مطالب المحتجين وموقف الحكومة لا تزال شاسعة ومقدرة بعشرات مليارات الدولارات..؟
واليهود مشهورين ببخلهم فكيف تحل حكومة مشاكل إجتماعية مستعصية , وملحة بضرورتها ! وغريزة البخل ومنع العطاء متجذر جينيا" بالدماء عند اليهود !؟؟؟
يقول النشطاء في تلك المظاهرات أنهم إستخدموا حزمة التواصل الاجتماعي الفيس بوك والتويتر , والأنترنت , في الحشد لها وهدفهم ليس إسقاط النظام بل كان المطالبة بحزمة من الإصلاحات التي من شأنها تحقيق العدالة الإجتماعية من حيث التوزيع العادل للثروة , وكذلك حزمة من التشريعات التي تنصف اليهود الشرقيين بأحقيتهم في الترقي بالسلم الإجتماعي الإسرائيلي مقارنة باليهود الغربيين !!
فالغربيون "الاشكينازيم "لهم الحظوة والسطوة وهم أهل العز والجاه والسلطان ،بينما اليهود الشرقيون يصنفون وكأنهم مواطنون من الدرجة الثالثة ، وهم أشبه بالعبيد إلا قلة قليلة منهم تسللت بحذق إلى صفوف الاشكينازيم ولكن في أدنى السلم الاجتماعي والاقتصادي .
لم يطالب الحراك الإسرائيلي بتغيير النظام لأنه يعلم جيدا أن هذا النظام لم يخذله يوما وأنه أجبر أمة المليار مسلم على الركوع تحت قدميه وهاهم العرب يصالحونه ويعادون أصدقاءهم .
وقال يوسى نيشر، محرر شؤون الشرق الأوسط بالإذاعة العبرية، خلال التقرير الذي أعده أن موجة الاحتجاجات على غلاء السكن هي الأكبر من نوعها منذ تأسيس إسرائيل 1948، مضيفا أن حوالي 150 ألف شخص شاركوا في المظاهرات الضخمة التي شهدها عدد من المدن الرئيسية وفى مقدمتها تل أبيب والقدس وحيفا نهاية الأسبوع الماضى.
وتساءل المحرر الإسرائيلى:
"هل موجة الاحتجاجات الإسرائيلية تقتصر على الجانبين الاقتصادي والاجتماعي أم تتعداه إلى الإطار السياسي؟.. وهل خروج عشرات ومئات الآلاف إلى الشوارع معناه خيبة أمل الشارع الإسرائيلي من السياسة والسياسيين؟.. وهل تستهدف هذه الموجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه ورموز نظامه الحاكم كما حدث مع مبارك؟".
وكان لإرتفاع سعر جبنة "الكوتيج" الشهيرة في إسرائيل نصيب الأسد في الدعوة للمظاهرات التي انطلقت على صفحات موقع "الفيس بوك" سرعان ما اكتسبت زخما إعلاميا واجتماعيا كبيرا، واتسعت لتشمل مجالات معيشية جديدة وعديدة في مقدمتها السكن والوقود والطب والتعليم ، وأوضحت الإذاعة أن العامل الجديد فى تلك الانتفاضة الاجتماعية الإسرائيلية بروز الطبقات الوسطى على رأس المحتجين , وتحركت جماهير الطبقة الوسطى الاسرائيلية التي تتكون من اليهود الشرقيين " السفارديم " الذين يندرجون ضمن التوصيف اليهودي في الخانة العربية كون غالبيتهم أتوا مغررا بهم ومضللين من الدول العربية والبقية جاؤوا من بلدان لا تقل تخلفا وفقرا عن الدول العربية !؟
ووعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتطبيق إصلاحات لتخفيف تكاليف المعيشة، إلا أنه حذر من أن الإصلاحات الواسعة التي يدعو لها المحتجون والتي من الممكن أن تدخل إسرائيل في أزمة مالية !!
وشعارات المحتجين اليهود هي مطالب إصلاحية , والغريب أيضا" أنها مثل ثورات الربيع العربي تفتقد إلى القيادات المتعارف عليها واغرب ما فيها أنها تردد أسماء الرموز والقيادات الحاكمة العربية مثل مبارك وزين العابدين وعلى رأسها رئيس وزراء إسرائيل النتن ياهو ! ومطالبها محصورة في النقد الحاد لنظام الإقتصاد الحر ولرموزه من رجال الأعمال شديدو الثراء في إسرائيل ! الذين تزاوجوا مع السلطة في توجيه الإقتصاد الإسرائيلي !!!
وإن لم يذكروا حكومتهم بالإسم فلسان حالهم يقول : إيًاك أعني يا جارة !!؟؟
ولأول مرة تظهر قواسم مشتركة بين مطالب اليهود ومطالب الشارع العربي الممثلة بثورات ربيعه الأحمر !
إسرائيل كيان مجرم لم تعرف له البشرية مثيل , إستفاد كثيرا" من شرور الأمم الغابرة والمتخلفة على الرغم من رفعهم لشعار الديمقراطية , ونشأت إسرائيل بجهود منظمات إرهابية مثل : الهاغانا , وشتيرن00 وغيرهما , وأول من إكتوى بنارهم الحكومة البريطانية في فلسطين أيام الانتداب ! بل إنً الموساد هو ثمرة تلك المنظمات وهو البعبع الجاثم على صدر كل سياسي بأي بلد كان بأوربا , أو أمريكا , أو دول الإقليم من يعادي سياسة إسرائيل ؟!
الغريب العجيب تعاطت الحكومة الإسرائيلية مع المظاهرات ببرودة شبيهة بأسلوب حسني مبارك ! بل والأغرب لم تعتقل أحد وهي الدولة التي يحكمها قانون طوارئ منذ نشأتها !
إسرائيل ورياح التغيير ؟؟:
يبدو أنه هناك علاقة وثيقة بين الأزمات المالية التي تجتاح العالم وآثارها المدمرة على الإقتصاد العالمي و قادة إسرائيل الحاليين ! ويقال أنهم وراء كل مصيبة وكارثة كونية بما فيها الإحتباس الحراري نتيجة للتقنية الإسرائيلية المسماة الكيم تريل وهو سلاح أيكلوجي خطير !!
بل هم وراء تنامي قدرات الصين العسكرية والاقتصادية ؟! وهم سيقودون مسيرة الكساد العالمي المرتقبة ! وإفلاس أسواق المال العالمية !
فهم بتناوبهم لتداول السلطة في إسرائيل منذ نشوء الكيان فالآباء والأعمام يورثون مناصبهم ؟! بل تراهم من رئيس حكومة إلى وزير , مرة في الدفاع , ومرة في المالية و ومرة في 000 لا يتركون المناصب الحكومية إلا في الحالات التالية :
• الموت فهو مصير كل حي من بني آدم
• فضيحة مدوية تم التغاضي عنها مرات ومرات وفاحت رائحتها , وأصبحت عل كل لسان
• عيب مهني جسيم لا تغطيه الحظوة في سدة الحكم ولا النسب العتيد !
إنً العالم على الإطلاق والشعوب العربية والشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي في الكيان واليهود في جميع دول العالم على الخصوص , سيكونون سعداء من دون رموز وساسة وقادة وحكام تل أبيب الحاليين من كان بسدة الحكم أو من ينتظر دوره الموعود ؟! فالحاجة ملحة وضرورية لوجوه جديدة بعقول منفتحة ورؤى إنسانية لطاقم حكم جديد في الكيان الإسرائيلي ! لأن إرادة التغيير هبت على جميع دول العالم وهي تسونامي هائل مدمر لعروش الطغاة ومن يساندهم علنا" أو في الخفاء ! ولن تجدي نفعا" بعد اليوم أبواقهم الإعلامية والتجسس على المواطنين الآمنين فقد تم إفتضاح عملاق الإعلام مردوخ الصهيوني العنصري حتى العظم ودور ماكنته الإعلامية وغيره في الأزمات المالية وقضايا التجسس على الأفراد في أوربا وكل مكان تتنفس فيه الحرية , والأهم ذلك دور الشركات العابرة للقارات واللوبيات الصهيونية في الغرب وتزاوجها المحرم مع اليمين المسيحي المتطرف الذي أنجب لحتى الآن كارثة الشباب الآمن في مملكة النروج وذبحهم بدم بارد أليست هذه المذبحة أفظع من أسطورتهم المحرقة ! وأصابعهم واضحة في أحداث شغب لندن الآمنة !!!