ملف حزب البعث العربي الاشتراكي بتـصرف المؤتمـر القطـري القـــادم وبتصرف من أنيـــط بهم إعادة هيكلة الحزب وصياغته شكلاً ومضموناً
ملف حزب البعث العربي الاشتراكي
البعث ينادي أبناءه الأبرار الأوفياء
أن هبوا لنجدته خفافاً وثقالا واملأوا الدنيا نشيداً وهتافا
لبيك يا بعث الأمة لبيك لبيك ياوطن العزة لبيك
لبيك يا شباب العُــرب لبيك لبيك يا بشار المجد لبيك
لبيك اللّهم لبيـــك لبيك لا شريك لك لبيك
القسم الأول: البعث ينادي أبناءه الأبرار.
1- لقد جاءت توصية المؤتمر القطري العاشر المنعقد في 6-10 حزيران 2005 في دمشق، بتحديد مدة ولاية القيادات الحزبية بدورتين حزبيتين في النظام الداخلي المزمع تعديله، فإذا صح ذلك!، فانه يعتبر ببساطة شديدة مصادرة بالنظام، لإرادة القاعدة الحزبية، وممارستها لحريتها في اختيار مَنْ تشاء مِن أعضاء القيادة، الذي أعطى وأجاد، ولا يزال قادراً على ذلك، وإعفاء من لم يكن كذلك، أو لم يعد قادراً على ذلك, بانتخابات حرة ونزيهة، بالاقتراع السري، كما هو معروف، فهذه هي ديمقراطية البعث الخلاقة والمسؤولة، الديمقراطية المحفزة دائماً، للحزب قيادات وقواعد على الاستمرار في البذل والعطاء وفي تحمل المسؤولية وتنفيذ المهام بجدارة واقتدار، وممارسة العمل الحزبي السياسي بهمة وحيوية ونشاط وإبداع. وهذا هو المطلوب بالمطلق بإلحاح وجدية كما اعتقد ... هذا من جهة ومن جهة أخرى يُفترض ألا يكون هذا التعديل المقترح ( المقر على الأغلب ) رداً على بقاء غالبية أعضاء القيادة السابقة لأكثر من ثلاثين عاماً ... والبعض الآخر لأكثر من خمس وثلاثين عاماً ولا يزال ... !!
أ- لذلك اقترح عدم الأخذ بهذه التوصية ( المتضمنة تحديد مدة ولاية القيادات الحزبية بدورتين حزبيتين ) وإبقاء المدة مفتوحة على الزمن كما كانت, تكريساً للديمقراطية, وتجسيداً للحرية، اللتان يفتخر بهما البعث ولا يزال ينشدهما، خاصة في هذه المرحلة الحرجة والخطيرة، من حياة الحزب وحياة الأمة والوطن، باعتباره منظمة سياسية شعبية، وليس جهاز سلطة حكومية، كما يظن البعض ...!!.
ب- وكذلك اقترح إلغاء قرار القيادة القطرية، القاضي بإنهاء مسؤولية وتفريغ الرفيق الحزبي في قيادات الشعب والفرق فقط، إذا ما أحيل للمعاش في وظيفته الحكومية / وقد نفذ هذا القرار على أمين شعبة سلمية وأمين فرقة فيها / فهل يُعقل هذا؟! وهل هذا هو الأسلوب ، لتجديد شباب الحزب كما يُفهم منه؟!
نعود للقول ولا نمل، أن الحزب منظمة سياسية شعبية ديمقراطية نضالية ... لها نظامها الداخلي الناظم لكافة شؤونها وأمورها، ومجمل حياتها الداخلية. نقول ما قلناه لأنه وللأسف هذا القرار قد صدّق الانطباع لدى المواطنين، أن الحزب قد تحول إلى جهاز وظائفي حكومي، أو في أحسن الأحوال إلى جهاز ملحق بالحكومة / وان غالبية الحزبيين هم كالموظفين ليس إلا / وليسوا كمناضلين كما كانوا أيام زمان ...
جـ- واقترح منعاً للاستكانة والتكلس للقيادات الحزبية، وحماية لها من الترهل والاسترخاء، لا بل ولرفدها دائماً، بالرفاق الأعلى شعوراً بالمسؤولية، الأعمق وعياً وثقافة، والأجود كفاءة ومهارة وخبرات، والأفضل أخلاقاً وسلوكاً وممارسات، والأكثر استعداداً للتفاني والإخلاص بأداء المهام وتحمل المسؤولية، والأصلب إيماناً بالتطور والتجديد والانفتاح، وبضرورة إعادة النظرة الشاملة بالحزب هيكليةً وتنظيماً، نظريةً وتطبيقاً، أداء وأخلاقاً، جدوى وفاعلية ونتائج، ومراجعة مسيرته المستمرة، وتقييمها بالموضوعية والدقة العلمية والشفافية، وتصويبها وتجويدها كما يجب ...
اقترح أن يُثبت بالتعديل المزمع للنظام الداخلي كمادة أو بند فيه، كما هي من النظام الداخلي الذي اقره المؤتمر القومي الثالث عشر عام 1980، والذي لم يوضع موضع التطبيق أبداً، والتي تنص " يحق لكل مؤسسة حزبية في اجتماعها النظامي أن تحجب الثقة عن قيادتها كلاً أو جزءاً، وأن تنتخب بدلاً عنها " هذا بالنص يكون أو بالمضمون حتماً، ويكفل تطبيق هذا النص بأمانة وصدق وجدية ومسؤولية، تجديداً للحزب دائماً وأكيداً، قيادات وقواعد، مما يحفز النشاط الحزبي، ويرفده بالحيوية والجدية والأمل الباعث على الفخر بالانتماء للحزب، والتمسك بهذا الانتماء، والمشجع بقوة للانتماء إليه من جماهير الشعب، بالإضافة إلى مساهمته الفعالة بالقضاء على ظاهرة الفساد بأسلوب ديمقراطي، ناجز وعادل داخل الحزب، والمساهمة الأشمل في اقتلاع هذه الظاهرة من جذورها في القطر أيضاً.
د- وبالتالي اقترح تجديد فعالية اللجنة المركزية للحزب، بأداء مهامها التي هي مهام المؤتمر، على مسؤوليتها اللاحقة أمامه، وإشراكها بما أمكن في انجاز وتنفيذ توصيات ومقررات المؤتمر القطري، بالمخول لها من الصلاحيات، وبما تملك من إمكانات فكريــة وثقافيـة وخبرات، وان تجتمع دورياً على الأقل كل ستـة أشهر / إذا لم ينص النظام الداخلي خلاف ذلك / لمساعدة القيادة ودعمها، ومراقبتها ومساءلتها عن أدائها وتصويبه وتحسينه، وعند اللزوم والضرورة تجديدها أو بعضاً من أعضائها، حسب النص المقترح في الفقرة السابقة المخول لذلك، في النظام الداخلي كمؤسسة حزبية في اجتماع لها نظامي، فالذي يبدو حتى تاريخه أن دورها اقتصر على انتخاب القيادة وكفى . إلاّ إذا تغير الأمر في هذه الدورة الحزبية، التي تبدو أنها مليئة بالمهام العديدة والكبيرة والصعبة وربما المصيرية, وقرر الحزب تقديم نفسه لقواعده ولجماهير الشعب والأمة، بحلته القشيبة, ودليله النظري, وتركيبته البالغة الدقة والصلابة والعلم، فكل ذلك يقتضي من اللجنة المركزية شحذ الهمم والتشمير عن السواعد والانطلاق الباهر للعمل والأداء, خاصة في المواقف الصعبة والظروف الخطيرة والهامة والتحديات الجسام للوجود والمصير, وللانجازات والبناء الواسعين، كل ذلك يتطلب ألا تبقى متفرجة أو مهمشة, وإنما تتحمل مسؤولياتها بجدارة وتمارس صلاحياتها بأخلاق والتزام ....
هـ- وربما يقودنا الذي جرى لتوصيات ومقررات المؤتمرات القطرية الثامن والتاسع وربما العاشر, من أن غالبتهـا وضعت موضع التطبيق دون الحاجـة لمصادقـة المؤتـمر القومي خاصـة التي تحتاج منها لذلك ... / فلقد أصبحت مثلاً مدة الدورة الحزبية خمس سنوات بدلاً من أربع منذ القطري الثامن / ... وتحديد أعضاء القيادة القطرية في القطري العاشر أيضاً ... الخ. فأقترح إما الدعوة لعقد مؤتمر قومي جديد لبحث كل القضايا و المواضيع والأمور المعلقة والبت فيها جميعاً, ومنها إلغاء القيادة القومية وتحولها إلى مركز اشعاع فكري وثقافي، واستقلال المنظمات القومية بكل شؤونها ... الخ.
و إما تنفيذ المقترحات الداعية لإلغاء القيادة القومية، وما يترتب على ذلك وما يتعلق بذلك،بقرار قطري, واستقلال كل منظمة حزبية في قطرها بكل شؤونها وقراراتها ونشاطاتها, وبالتالي تحمل مسؤولياتها في النهوض بتنظيمها ومهامها كما تشاء، وبالتالي تصبح قرارات وتوصيات المؤتمر القطري / المؤتمر العام للحزب / نهائية.
2- اقترح أن يصدر مرسوم, أو قرار رئاسي دائم, ( إن لم يوجد، وان وجد فيجب تفعيله وإن لزم تعديله ), يحدد الصور والإعلام والشعارات, التي يجب تعليقها في مكاتب الدولة والمؤسسات الحكومية ومكان التعليق, / كأن تكون صورة السيد رئيس الجمهورية وعلم الجمهورية, كما هو الحال الارجح في دول العالم / يضاف إليهما في المنظمات الشعبية والنقابات ومكاتب الحزب علم البعث وشعاره / أما في منظمات ومؤسسات المجتمع المدني وكافة قطاعات المجتمع ونشاطاته ... فلها الحرية باختيار ما تشاء.
وبهذا الشكل يتم تنظيم الأمور بالشكل الصحيح واللائق, بدلاً مما جرى ويجري في ساحة الوطن, واعتقد ربما يكون ذلك هو الأفضل ...
3- اقترح تبديل شعار / قائدنا إلى الأبد / بشعار أكثر تلاؤماً مع شعار الديمقراطية والحرية الذي لا يزال يرفرف في سماء كل الأوطان واقعاً كان أو أملاً منشوداً, قبل أن تفطن إليه وسائل الإعلام المغرضة, والأبواق الناعبة, وأصحاب الأقلام ذوي النوايا السيئة وطنياً، بالإضافة للذين يرددون ما تمليه عليهم دوائر العمالة أين ما كانت, وبالتالي تستخدمه ضد صدقية دعوتنا وتوجهنا وحراكنا السياسي الجدي نحو التجديد والتطوير والعصرنة, لانجاز الإصلاحات السياسيـة والاقتصادية الإدارية والثقافية والاجتماعية والحضارية ... الخ، المؤدية إلى المزيد من التعددية والحرية والديمقراطية بكل المجالات والاتجاهات وصولاً إلى التقدم والازدهار والرفاه، في ظل الاستقرار والأمن الرائعين، اللذين تنعم بهما سوريا ...
- ويمكن للقيادة تكليف أصحاب الاختصاص لتقديم الشعار البديل الأفضل المقترح "كأن يكون قائدنا العظيم بشار الأمين أو الأسد الأمين "، وإعادة صياغة الكثير من الشعارات، بما يتلاءم ومتطلبات العصر والواقع...
4- اقترح أن يجري التقيد بأصول وأنظمة إطلاق التسميات على المؤسسات والدوائر والمنشآت والمصانع والمعامل, والمدن وشوارعها ومدارسها ومشافيها ومستوصفاتها ... الخ, وقفاً للسيل الجارف, وإحتراماً وتقديراً لأصحاب المسميات, بدلاً مما هو جار الآن, الذي يعرفه القاصي والداني, والذي يفقدها قيمتها وهيبتها ومدلولها وبريقها المثير للجاذبية لتقليد أصحابها والافتداء بهم, والمسير على خطاهم...وان لم توجد قوانين أو قرارات أو تعليمات صائبة تنظم ذلك, فيجب إصدار ما يلزم لذلك.
- وأرى أن تُجمع تماثيل السيد الرئيس القائد الخالد الراحل حافظ الأسد في متاحف تُقام لهذه الغاية, ويمكن أن يكون الرئيسي فيها بالقرب من الضريح, ويتوزع الباقي / على المناطق الجنوبية والوسطى والشمالية والشرقية مثلاً /, وذلك للحفاظ عليها، وحمايتها, وتسهيل مشاهدتها لما تتمتع فيه من قيم فنية رائعة, أما النُصب التذكارية للقائد العظيم الراحل, فتبقى شامخة وخالدة وشاهدة على عبقرية وحكمة وعظمة وشجاعة وأخلاق وتضحية وإخلاص ووفاء هذا القائد الفذ, وتبقى أيضاً منارة مضيئة للأجيال في الوطنية والقومية والطهارة النضالية والبسالة الكفاحية والشهادة المقدسة, فيجب حمايتها ورعايتها والاهتمام الدائم بها, بما يليق بمن تمثل، بعد تخفيض عددها إلى الحد المطلوب تمجيداً وتذكاراً كما هو لدى الأمم الأخرى.
- وفي الختام لابد من الإصرار على التمسك بقوة, بحزب البعث العربي الاشتراكي العظيم, الذي لا بديل له في التصدي مع الشعب العظيم, لكل التحديات والأخطار والتهديدات والضغوط والمؤامرات, التي تصب على رأس سورية خاصة والعرب والمسلمين عامة, والانتصار عليها, وعلى الحرب النفسية القذرة والإعلامية الحاقدة والخطرة, الموجهة بهذا الكم الهائل من الأضاليل والأباطيل، والافتراءات والأكاذيب, الاتهامات المزيفة, والادعاءات المفضوحة الأهداف والمرامي التي لا أساس لها من الصحة جملة وتفصيلاً, كل ذلك ليفرضوا على سورية ما يريدون، وما على سورية سوى تنفيذ ما يرغبون, لكنهم خسئوا, فسوريا أكبر من أن تهزها الأعاصير, وأكبر من أن تركع للطواغيت, وأسمى من أن تساوم على الكرامة والحقوق ...، بحنكة قيادتها ودرايتها، وبصلابة وحدتها الوطنية وديمومتها، وبتماسكهما الراسخ وتفاعلهما الخلاق، هكذا كانت سوريا ولا تزال ...
ولا بد أن ينتصر الحق والعدل والشعب العظيم، بحكمة القائد والقيادة الفذة، وبطاقة الحزب الجبارة, وبوعي الجماهير المناضلة وقواها الحية, وتلاحمهم المصيري، وبوقوف الوطن الكريم, كل الوطن وقفة التحدي والتصدي والصمود, في هذه المعمعة الهائلة الخطورة والعنصرية والحقد على الجميع، / آه لو يدرون، آه لو يغضبون!! / ، ولابد بالتالي أن يندحر المعتدون إلى جهنم وبئس المصير ... وللبعث الحياة والخلود ولأمته الإبداع والوجود، ولشعبه الصمود والنصر المبين.
- وأرجو أخيراً أن يتسع صدر الرفاق لمثل هذه المقترحات والآراء التي تناولت في بعضها الظواهر المشاهدة, التي يفضل أن تعطي الانطباع الأفضل، والحافز الأصوب نحو الأرحب والأجمل, وللناظرين المسرة والارتياح, وللمواطنين الثقة والأمل, بإزالة جميع ما علق بمسيرة الحزب والشعب وانجازاتهما الرائعة, من شوائب مؤذية وضارة.
وستبقى أيها الوطن الغالي، في العقول والقلوب، درة الدنيا وجمالها الأوحد.
وإننا على الدرب القويم لسائرون, فلا تنتظرون ... ...