1- إن الاستبيان، يؤمن مساهمة الرفاق الفعالة، بشكل ديمقراطي حر، في إبداء الرأي حول المسائل المطروحة، مع ما يلزم من مقترحات:
أ- المسألة التنظيمية في الحزب.
ب- المحاور الفكرية / الوحدة العربية – الحرية – الاشتراكية – التنظيم القومي – البنية الاجتماعية للحزب / وهذا أمر إيجابي، تؤخذ منه الأفكار الأكثر صوابية وموضوعية. والآراء الأعمق تحليلاً وتركيباً، والأفضل فيهما مساهمة في التطوير والتحديث.
2- يساهم الاستبيان بتحريك النشاط الفكري والثقافي والمعرفي، للرفاق على كافة المستويات، الذي استغرق في سبات عميق وطويل جداً، منذ انتهاء أعمال المؤتمر القطري الثامن للحزب، المنعقد في بداية 1985. وهذا أمر إيجابي أيضاً ... ولا أدل على ذلك من ضمور مضمون الاجتماعات الحزبية، والندوات ...، وضعف الاهتمام بها، لكونها ليست اكثر من تأدية واجب محض، إلا ما ندر ... وبالتالي فاقدة لجاذبيتها وإشراقها، وديناميكيتها وحيويتها، وغناها وجدواها، التي يجب أن تكون. فلا حوارات ونقاشات جديدة وجدية، ولا مماحكات فكرية وجدالات مثمرة وجريئة، لاستخلاص الأساليب الأنجع، واختيار الأدوات والوسائل الأفضل، لإنجاز المهام وتحقيق الأهداف المنشودة. بالإضافة لقلة الاهتمام بالتثقيف السياسي والعقائدي والاقتصادي والاجتماعي ... الموضوعي والذاتي. الذي يخيم عليه الركود والجمود لعدة أسباب متراكمة. إلا القليل النادر الذي يتابع الدراسة والاطلاع، على الأفكار والآراء السياسية وغيرها، والتحليلات والدراسات المنشورة بمختلف الوسائل، والأنكى انه حتى الاطلاع على " مجلة المناضل " عادة ما يكون نادراً. فلا بد من العودة إلى التثقيف الإلزامي للمستويات الأدنى ...
3- يساهم الاستبيان بإيجابية، في الكشف، عن الرفاق الذين يملكون إمكانات علمية ومعرفية ضخمة، ويتمتعون بثقافة حزبية، سياسية وفكرية، اقتصادية واجتماعية ... عميقة، وخبرات متراكمة جيدة وواسعة، ولديهم طاقات إبداعية، ومواهب خلاقة، غير مستثمرة. وبالتالي يمكن للقيادة، بعد معرفتهم هذه، التقاطهم، والاستعانة بهم وبقدراتهم الكبيرة، عند دراسة موضوع تطوير وتحديث الحزب بكل جوانبه، وإعادة طرح نفسه بحلة قشيبة ومضمون متجدد ومتطور، عبر أية وسيلة / ندوة – لجنة – مؤتمر ... / للدراسة والتنقيح والتوضيح والصياغة ... ومن خلال ذلك تكليفهم، بإعداد دليل نظري مكثف للحزب، يكون بمثابة دليل عمل له، مما هو بين أيدي الرفاق من أدبيات الحزب. واستنباط مناهج عمل لكل مرحلة أو دورة حزبية، حسب الحاجة والضرورة لاحقاً.
سنوضح ذلك فيما هو آت.
4- من الملاحظ أن الاستبيان، صيغ بأسلوب مبسط ومتواضع، ولا يفي بالغرض الكبير منه، ولا يحقق الهدف المنشود من طرحه. وكان القيمين عليه الذين أعدوه، غير جادين ولا مؤمنين به. أو انه ليس لديهم افضل ولا اعمق. وهذه سلبية. إلا إذا كان لدى هؤلاء الرفاق، قرار قيادة أو توجيه القائد. أن الغاية من الاستبيان، واستطلاع آراء الرفاق، في هذا العصر، عصر السرعة الفائقة لتطورات العالم، إنجاز المراجعة الشاملة للبناء الحزبي السياسي والفكري والعقائدي والتنظيمي والقومي ... الخ. لإعداد دليل نظري للحزب مكثف جداً. يكون بمثابة دليل عمل واضح المعالم والأبعاد والمرامي. يتضمن المبادئ الأساسية والعامة والأهداف الرئيسية، وتفصيلها بكل جوانبها الدقيقة والشاملة، شرحاً وتوضيحاً، بالعبارات الأدق والأبلغ، الأسلس فهماً واستيعاباً، الأسطع بياناً وشفافيةً، والأوفى إمكانية تطبيقاً وتنفيذاً، والأجدى نفعاً وفائدةً، والأقوى جاذبية واهتماماً للجماهير العريضة ... وبالتالي استنباط وتحديد من هذا الدليل، سياسات ومواقف الحزب الجوهرية والإستراتيجية، داخلياً وخارجياً، عربياً ودولياً، وتحديد الشكل السياسي النظري لعلاقة الحزب بالسلطة والمجتمع أيضاً. وكيفية الحراك السياسي البعثي مع الجماهير، وتحريكها وتعبئتها لتحقيق مصالحها وأهدافها وآمالها، بمجتمع وطني عربي موحد، ديمقراطي حر وعادل. وينبثق عن هذا الدليل مستقبلاً مناهج عمل مرحلية، خاصة بكل دورة حزبية،كما ذكرت سابقاً، محددة فيها المهام والأساليب والأدوات والمهل اللازمة للتنفيذ الدقيق، بمرونة فائقة وإمكانية التطوير حسب المتطلبات والاستحقاقات المتجددة.
ويُعتمد بذلك على الكم الهائل من الآراء والمقترحات ( التي هي بالملايين ) والاستفادة القصوى من تنوعها وغناها، بعمقها وبساطتها، بشموليتها ومحدوديتها، بعلميتها وعاطفيتها، بموضوعيتها وخياليتها، لإنهاء الأعمال الكبيرة والواسعة المذكورة، بأسرع وقت ممكن.ليكّون لها بالنتيجة حزب جديد متجدد، ساهم الجميع بأعداده تحديثاً وتطويراً، شكلاً ومضموناً، بناء شاملاً ورائعاً، بمفاهيم وأفكار ومبادئ وعقائد ...، محددة بدقة ومهارة وإبداع، ومجمع عليها ديمقراطياً وإيماناً، وقناعة مطلقة ونهائية، فيكون بذلك الحزب نتاج الجميع وللجميع ...
- وإذا كان هذا هو المطلوب فيكون الاستبيان ممهداً لتحقيق هذه الغاية بشكل موجز وسريع وناجز.
- وان لم يكن، فاقترح أن يكون كذلك، لان الوقت والظروف الموضوعية والذاتية، والوقائع والإمكانات لا تسمح بغيره حالياً، بالتالي أكون قد قدمت مشروع عمل لكيفية التعامل مع الاستبيان ونتائجه المثمرة.
5- رغم ما سبق ذكره، فلا بد من الاستمرار بالتعبير عن الآراء والمقترحات الواجب ذكرها مهما كانت، استكمالاً للدراسة التي باشرت بها.
كان الأجدى أن يرافق هذا الاستبيان على بساطته، أن يُطلب من الرفاق، ترشيح من يجد في نفسه الكفاءة والقدرة والإمكانية، بالعمل في دراسة نتائج الاستبيان وصياغة المسائل المطروحة بشكل اعمق وأدق وارحب، والأكثر استقطاباً لاهتمام وتفاعل الجماهير بأطيافها المختلفة، أو يرشحه غيره كما هو معروف. يستدعى هؤلاء، إلى مؤتمر فكري ثقافي، سياسي عقائدي ... الخ لإنجاز نظرية للحزب شاملة، كدليل نظري للحزب، على المدى المتوسط أو البعيد، فيه تصور شامل للوجود والحياة، بكافة مناحيها ووجوهها، والمرتكزات العقائدية السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ... وما هو الشكل النهائي للمجتمع المقبل المنشود، وما هو دور الحزب والجماهير، والأحزاب الأخرى، وكيفية مساهمتها في ذلك، ودور مؤسسات المجتمع المدني المؤسساتي والمستقلة، في النضال لتحقيق مجتمع العدالة والديمقراطية والكفاية للجميع ... ويمكن أن تجري الدراسة والصياغة، بالاستناد، بالإضافة لنتائج الاستبيان، إلى دستور الحزب، وبعض المنطلقات النظرية، ومقررات مؤتمرات الحزب القطرية والقومية/ خاصة القطري الخامس والثامن والتاسع، والقومي الثامن والعاشر والعاشر الاستثنائي والثاني عشر 1980، وكذلك خطابات الرفيق الأمين العام للحزب، الغنية بالأفكار والآراء الجدية والجديدة التطويرية ... وأيضاً خطابات الرفيق الأمين القطري ومقابلاته والأفكار والآراء التطويرية والتحديثية للحزب ... بالإضافة لإمكانية الاستفادة مما أنجزته اللجنة القومية السابقة، التي باشرت بإعداد دليل نظري للحزب، ونشرت بعضاً من مقتطفاته في " مجلة المناضل " عام 1968. ويمكن الوصول إلى ذلك من أرشيف القيادة القومية، وكذلك أرشيف مجلة المناضل.
ويمكن لهذا المؤتمر أن يضع الخطوط العريضة للدليل النظري المطلوب، وتستكمل الدراسات اللازمة مستقبلاً. حسب توفر الإمكانيات، المهم التصميم والإرادة والقرار بذلك، وتحديد الكيفية والكوادر والمهل.
- وما ذكرت في هذا البند ليس أكثر من رؤية واقتراح وحسب.
6- وكان الأجدى أيضاً، إشراك التنظيم القومي في هذا الاستبيان // لا اعلم فيما إذا كان ذلك قد تم أم لا //. على الأقل على مستوى القيادات القطرية، وقيادات الفروع التي يكون فيها التنظيم على مستوى فرع فقط، وهي حرة في كيفية استطلاع آراء تنظيمها، أو عدمه، بالإضافة إلى الطلب إليها، إبداء رأيها في التنظيم القومي، بقاؤه مع التطوير المطلوب له، أو إلغاؤه واستبداله بما هو افضل، وما مدى رغبتها في الاستقلال التنظيمي والقيادي، يعطيها حرية الحركة والفعل، واختيار ما يناسبها في بيئتها وظروفها الموضوعية والذاتية، وتخلصها نهائياً من الاتكالية والتواكل، والتبرير بأنه ليس لها لا حول ولا قوة، بشان التنظيم القومي، ولا حتى دوراً فيه، فلم يعقد مؤتمر قومي للحزب منذ انتهاء أعمال المؤتمر القومي الثاني عشر 1980. بالوقت عينه يتخلص بذلك الحزب في سوريا، من عبء ثقيل وكبير، بأنواعه المختلفة، كان يتحمله ولا يزال، بلا جدوى جدية وعملية توازي هذا العبء.
- لذلك اقترح استبدال القيادة القومية، بمركز دراسة وإرشاد وتوجيه إعلامي قومي حر مستقل، يشارك فيه رفاق ذوو كفاءات عالية من المنظمات القومية، يكون بمثابة مركز إشعاع فكري وثقافي، سياسي وعقائدي، اجتماعي واقتصادي ... الخ، يستفيد منه جميع الراغبين بذلك، على مستوى الوطن العربي بعثيون كانوا أو غبر بعثيين.
- واقترح أيضاً مشاركة التنظيم العسكري الحزبي في سوريا بالاستبيان، إذا لم يتم ذلك حتى الآن ففيه كفاءات لا يستهان بها، بل يجب الاستفادة منها قدر المستطاع، من جهة، والديمقراطية والعدل يفرضان ذلك من جهة أخرى.
7- وكان الأفضل، التعميم على كافة الرفاق، وبشكل مهمة حزبية، ضرورية تفرضها الضرورة والواقع:
أ- دراسة بعض المنطلقات النظرية – النظام الداخلي – دستور الحزب، واستخلاص النتائج الإيجابية والسلبية منها، وتقديم المقترحات الموضوعية الحرة، في الجانبين السلبي والإيجابي. على ضوء التجربة الماضية، والخبرات المتراكمة، والإنجازات الهامة على كافة الصعد،للجنة المشكلة لهذه الغاية.كما سيأتي.
ب- تشكيل لجان بالتوازي، من ذوي الكفاءات العالية، والهمة الكبيرة، والجدية الفائقة، بغض النظر ان كانوا من القيادات او القواعد او من كليهما معاً، في كافة مستويات التنظيم الحزبي، للدراسة والصياغة، بالتسلسل. مما يؤمن تراكم هائل من المعلومات والمعارف للقيادة.وتكليف هذه اللجان، بالإضافة لدراسة المحاور الفكرية، الواردة في الاستبيان، بدراسة مقررات بعض المؤتمرات القطرية والقومية للحزب ذات الصلة بالموضوع. خاصةً القومي الثامن – العاشر- العاشر الاستثنائي – الثاني عشر (( المتضمن بعض الأفكار التطويرية لفكر الحزب، التي طرحها الرفيق الأمين العام للحزب )). والقطري الخامس المتضمن شعار المسيرة، الثامن الغني إلى حد التخمة بالحوارات والآراء والأفكار الإيجابية والسلبية، والتاسع، الذي فيه تحريض وتحفيز لكافة الرفاق، لإعادة النظر بأفكار وسياسات الحزب وعقائده ومنطلقاته الأساسية، ومواقفه الإستراتيجية، لتطوير ما يجب تطويره، وإلغاء ما أثبتت التجربة عدم جدواه، واستبدال ما يجب استبداله، وإغناء ما يجب اغناؤه. وبالتالي إعادة النظر بهيكلية الحزب ومضمونه، بما يؤمن استمراره حياً وحيوياً ومجدياً. ودراسة هذه المقررات لا تحتاج لجهد ووقت كبيرين، لان المطلوب منها، فقط دراسة الجانب الفكري والعقائدي والسياسي من هذه المقررات. وتقديم المقترحات الأفضل في هذا المجال الحيوي.
جـ- الأخذ بعين الاعتبار، والاستعداد والتحضير الجيدين، إلى انه سيصار إلى الدعوة، لمؤتمر قطري جديد، بالانتخابات جديدة مباشرة وحرة، حرية مطلقة لا لبس فيها، ولا شائبة- بإشراف لجنة ذات مصداقية وشفافية مشكلة لهذه الغاية من الرفيق الأمين القطري والقيادة- وفق النظام الداخلي لعام 1980 أو الحالي، لإقرار ما يلزم بشان كل المسائل المطروحة، التي من شانها، الوصول إلى الحزب المتجدد بالمضمون النظري، العقائدي والسياسي، الاجتماعي والاقتصادي، الثقافي والأدبي ... المنشود. بعد إقرار كل ذلك بشكل نهائي ومطلق. بالأسلوب والكيفية الأفضل والأنجع. وبشكل حضاري لائق ورائع وختامي.
- هذا اقتراح يكمل الاقتراحات السابقة ويتكامل معها، وتعتبر بمجموعها ورقة عمل ليس إلا.
8- ينطلق الحزب بحلته القشيبة، بعد أن يكون قد ألقى برداء العطالة والبطالة الحزبية عن كاهله، وتخلى عن الاستكانة والإتكالية والجمود والاطمئنان لم هو فيه، وطلق والى الأبد الخمول والركود واللامسؤولية واللامبالاة، التي طبعت حياته، في الحقبة الماضية والراهنة، ينطلق للعمل بين الجماهير التي هو منها واليها، من خلال أعضائه المؤمنين به، والأمناء عليه. لتبني سياساته ومواقفه القومية والوطنية، والدفاع عنها وعنه بالمساندة المطلقة، والتلاحم الفعال بينه وبينها، والتحرك بكل الإمكانات الهائلة، التي يملكها الشعب القوي، بوحدته الوطنية الراسخة، والعزيز على الآخذ من الداخل والخارج. والتحرك المثمر لإنجاز مهام التحرير والبناء والاستقرار، والتقدم والازدهار والتطوير الحضاري المطلوب، واحتلال مكاناً لائقاً به،بين الأمم، جدير به حتماً أيضاً. والمساهمة الجدية بهذه الوحدة الوطنية، بالتصدي لكافة التحديات الخطيرة المحدقة بالأمة والوطن، وإفشال كافة الضغوط والمؤامرات التي حيكت وتحاك ضد الأمة ومصيرها ومصالحها المشروعة، وضد مشروعها الوطني الإنساني والحضاري التي تسعى لإنجازه.
ولا يمكن أن تحصل هذا على ما اعتقد، إلا بالتكافل والتضامن والتفاعل مع القائد، الذي ليس هو اختزال للقيادة، ولا القيادة اختزال للحزب، ولا الحزب اختزال للشعب،بل الجميع في إطار واحد، لإنجاز الاستحقاقات الهامة المطلوبة في هذا الواقع المتغير والمتبدل بشكل متسارع باستمرار، خاصة في حالة سيطرة القطب الواحد على العالم الحالية، وما يحاول فرضه على العالم من سياسات وثقافات ومواقف ... رغم تبدل المبادئ والمصالح والمواقف والأصدقاء والخصوم، وما يشكله ذلك من أخطار وكوارث على العالم اجمع.
- مع الأخذ بعين الاعتبار هنا، ما للاستبيان من إيجابية واضحة، من خلال شعور الرفيق الحزبي بأهمية وجوده، ودوره في حياة الحزب ومستقبله، وتحرره من كل ما كان يكبل قدراته الإبداعية، وطاقاته الخلاقة، في التعبير عن آرائه وأفكاره بحرية وديمقراطية مطلقة، وفي النضال والعمل بين الجماهير بدون استعلاء ولا استكبار، وبلا تسلط ووصاية، وبدون الانغماس في المشاكل اليومية كموظفين ليس إلا. بل بتواضع واحترام حقيقي لهذه الجماهـير، وبتغلـيب المصالح العامـة على الفرديـة، وبالتحلي بشـعور عال بالمسؤوليـة، وباعتبار ما يسند لـه مـن سلطة، ليس أكثر من مهمة حزبية جماهيرية، وليس امتيازاً، يلهيه عن واجبه الحزبي النضالي، الذي يكون فيه آخر من يستريح بكل شيء، وآخر من يتمتع بالإنجازات الهامة، التي حققتها الثورة والجماهير معاً. ومن خلال المجموع الذي هو منه واليه.
- وأنعش الاستطلاع أيضاً الآمال، للرفيق الحزبي، بانطلاق حزبه من جديد، واسترداد موقعه وقوته في الجماهير ومعها، متطهراً من كل من تسرب في غفلة من الزمن إلى صفوفه، من الانتهازيين والمنتفعين، من وجود الحزب بالسلطة، بأسلوب ديمقراطي حر، تنفذه القواعد الحزبية، إذا ما أتيح لها ذلك، بانتخابات حرة ديمقراطية، مسقطة كل هؤلاء أو على الأقل غالبيتهم. وهذا ما سيكون حتماً، إذا ما أردنا تغيير صورة الحزب، في عيون وقلوب وعقول المواطنين كافة. وليس هذا الاستطلاع، إلا الخطوة الأولى، من مسيرة الألف ميل، التي يجب إنجازها للوصول إلى بر الأمان.
والمهمة الأهم، التي يجب أن تتضافر لها كافة الجهود الوطنية، هي استكمال إنجاز الثورة الصناعية، والسعي الحثيث والجدي لإنجاز الثورة التقنية والمعلوماتية، الطريق الأوحد للخلاص النهائي. وهذه المهمة، ليست هامشية، ولا ثانوية، ولا بسيطة، بل هي موقف وخيار وهدف جوهري استراتيجي، يجب أن يكون في رأس اهتمامات وأولويات القادة العرب، وجماهير الأمة على امتداد الساحة العربية الواسعة، وليس على سوريا وحدها.
- أخيراً ربما تكون هذه الملاحظات والاقتراحات، رغم تواضعها، مفيدة بشكل وباسلوب ما، في إنجاز التغيير الحقيقي المطلوب، في حياة الحزب، وحاضره ومستقبله، الذي تنشده القيادة، والقواعد الحزبية والجماهيرية حقاً ومعاً.