تعزف الزوجة أحياناً على وتر الضّعف الأنثوي لتنجو بنفسها من مواجهةٍ ليست من مصلحتها, فتتبنى مقولة "ناقصات عقل" حتى لا تدفع ثمن خطأ ارتكبته, أو عبارة أفلتت من لسانها, ولكن ما إن تتغير الظروف والمواقف حتى تتحول إلى امرأة أخرى, ترفض بإصرار تلك التهمة الموجهة إلى عقلها الصغير, فتطالب بالمساواة وبحقوق لا تقل عن حقوق الرجل في شيء!!.
أثار أحدهم هذه النقطة في حضور عدد من السيدات, واشتكى من معاناته من هذا الأمر مع زوجته, فهي تردد هذه العبارة عندما تواجه مشكلة ما معه, وتتراجع عنها في مواقف أخرى!!
ضحكت إحدى الحاضرات وهي متزوجة منذ ما يقارب الربع قرن عند سماعها لتلك العبارة وقالت: "الزواج هو عبارة عن حيلة وتلاعب, تخطيط وجس نبض, هجوم وضعف, وتمسكن عند اللزوم".
في حين قالت أخرى أن ثبات الزوجة على هذه النظرية سيجعل منها ضحية, والضحية تفقد مع الوقت حقوقها, فهي اتبعت التّمسكن وقلة الحيلة في البداية, حتى اعتقد زوجها أنه تزوج من (نعجة) كما يشتهي معظم الرجال, ولكن مع مرور الوقت ومعرفة طباع الزوج ونقاط ضعفه, يمكن للمرأة أن تمارس عليه قوتها وذكاءها, فعندما ترتكب خطأً ما في حق عائلته يؤنبها على فعلتها فلا تجد مخرجاً إلا عبارة "ألم تقل أكثر من مرة أن النساء لا يجوز معاتبتهن فهن ناقصات عقل؟", وحين أكشفُ سراً أقول "وهل تسلّم المرأة سراً؟"
لذلك برأيها أن المرأة يجب أن تعرف متى تستغل الموقف لمصلحتها, ومتى تكشر عن أنيابها لمصلحتها أيضاً, حتى يتأقلم الزوج مع طبيعتها, فيقنع نفسه بأن هذا الأمر هو (طقس) لا يستقر على حال.
أما في حال علمت الزوجة أن زوجها ينوي القيام بعمل ما دون علمها, تنسى ضعفها وصورتها الساذجة لتطالبه بتنفيذ قانون الشّراكة في الحياة الزوجية, حتى يحتار الزوج متى يتعامل معها على أنها ضلع قاصر ومتى يعاملها معاملة الند للند.
بدأ أحد الحاضرين بالكلام عن تجربته في هذا المجال قائلاً: "عندما طلبت من زوجتي التخلي عن وظيفتها والتّفرغ لبيتنا وعائلتنا, حسمت الموقف وأعلنت بأنها لن تترك وظيفتها أبداً عندما قالت "مثلي مثلك", ولكنني شعرت بعد مرور بعض الوقت بالارتياح لهذا القرار بعد أن أحسست بثقل الحياة الزوجية.
إلا أن زوجتي نسيت مبادئ المساواة والنديّة لتظهر بصورة مختلفة وتقول "أنا امرأة, والرجل هو رب البيت الذي يتوجب عليه أن يصرف!", وحين أطلب منها أن تعد فنجان قهوة لصديق يزورني تقول "وهل أطلب منك تحضير القهوة لصديقاتي؟"... وإذا أصابني المرض وطلبت منها أن تبقى معي تقول "وهل تلازم البيت عندما أمرض أنا؟".
تابع حديثه وقال أن أكثر ما آلمه عندما طلب منها أن تدفع قسط المدرسة لأحد الأولاد قالت "اليوم أدفع قسط الولد, وغداً تطلب مني أن أشتري ملابس لأحدهم وأنت للآخر, ثم تطلب مني أن أشتري اللحم وأنت الخضار, حتى أشعر بأنني أعيش معك في حالة (مساكنة) وليس كزوجة".
هي تنسى أنها امرأة حين تطالبني بأن تسهر مثلي وتخرج مع أصدقائها كما أفعل أنا, وتصرّ على أن المرأة ليست "ست البيت المسكينة".
تدخلت أخرى في الحديث واعترفت بأن هذه المقولة هي لعبة جيدة وصائبة, أثبتت التجارب نجاحها, فالمرأة ليست ساذجة لدرجة تجعلها ضعيفة كل الوقت, ولا قوية بحجة المساواة, فالذكاء أن تدرس الزوجة منذ البداية عقلية زوجها, حتى تقرر إذا كانت اللعبة معه مضمونة النتائج, فبعض الرجال يخنقون القطة من اليوم الأول, وعلى المرأة هنا نسيان اللعبة, وعليها باستعمال أسلوب الغنج والدلال, حتى تحصل على ما تريده, بأن تحصل على تعاطفه حين يرى منها ضعفاً وقلة حيلة.
تابعت المتحدثة كلامها وصرحت بأنها تعتبر هذا النوع من التحايل يشبه الكذبة البيضاء, فقناع الضعف هو أقوى الأقنعة التي تمكن المرأة من الإمساك بزمام الأمور, في الوقت الذي يظن الرجل أنه هو الآمر الناهي.
فمثلاً عندما تكون الزوجة حاملاً ويطلب منها القيام بعمل ما, تستغل وضعها وتقول له "وهل أهون عليك وأنا حامل؟ هل تريد إزعاج الجنين؟" خاصة إذا كانت امرأة عاملة فهي غالباً تتصنع التعب والإعياء بحرفية تجيدها الزوجات العاملات, هنا يختلف الوضع فإذا كان يحبها عندها سيتقبل كل الوجوه التي تظهر بها.
قناع الضعف هو أسهل الأقنعة وليس أقواها, فالمرأة لن تستطيع الاستقواء على الرجل مهما كانت صاحبة شخصية قوية, لذلك لعبة الضعف الأنثوي هي الأجدى في النهاية, والعناد لا يجدي نفعاً.
ولكن إحدى الحاضرات كان لها رأي آخر, فهي ترى أن استغلال المرأة لأنوثتها عندما تريد هو ضعف وعدم ثقة بالنفس, وهو غباء اجتماعي لذلك هي لا توافق على سياسة التّلوّن حسب الظروف, ولا ترغب أن ترى زوجها خاتماً في إصبعها, فبنظرها الرجل لن يصدق هذه اللعبة, ولا يصدق أنها ناقصة عقل, لأنها ورقة مكشوفة بالنسبة له, وهو يبتلع طعم التحايل بمزاجه, حتى يجعلها تصدق أنها قوية وقادرة على التلاعب به.
تابعت قائلة... قبول المرأة التلاعب بزوجها وحمله على تصديقها يجعل منها شخصاً انتهازياً وصولياً لا يحترم الزوج ولا يقدره, وستخسر احترامه وثقته عندما يكشفها.
برأيي تختلف المرأة عن الرجل من الناحية النفسية بشكل عام, ولكن هذا لا يعني أنها ناقصة عقل حتى لو ادّعت ذلك, وهذا التقلّب من أنثى ضعيفة على امرأة قوية, هو تقلّب في الحالة المزاجية من أجل مصلحتها, التي تحتل المرتبة الأولى ضمن أولوياتها.
لهذا السبب يشعر الزوج باضطراب وتشويش عندما يعجز عن فهم زوجته, التي تعتقد أنها هي أيضاً لا تفهم نفسها, وبالتالي لن ينتقد سلوكها, وهذا سيؤثر سلباً على حياتهما الزوجية, ولكنها سياسة مكشوفة ومفضوحة بالنسبة إلى معظم الرجال, وتأكيد على ضعف شخصيتها, وعدم ثقتها بنفسها, وإلا لاختارت المواجهة بشجاعة ونديّة كما تدعي عند اللزوم.
