عندما يرزق الأهل بالابناء فأنهم يشعرون بالفرح يغمرهم علما ان خروج ابنهما الى الدنيا هو امر يجسد امتدادهما في الحياة الدنيا
وتولد مع الابن التزامات تتزايد كلما ازداد نموا ويكون الوالدين في وضع نفسي يجسد تضحية الابوين باحتياجاتهما ومتطلباتهما التي تكون ضرورية بالنسبة لهما من اجل الوفاء باحتياجات وتلبية رغبات الابن على حساب نفسيهما ويشتد عود الابن ليصل إلى مصاف الرجال او الذكور لان لكل منهما مقوماته فليس كل من ولد ذكرا يتمتع بمواصفات الرجولة وبمرور الزمن يمكن ان تتغير الظروف ليصبح الابوين غير قادرين على العمل والانتاج و دون اي مصدر للدخل في نفس الوقت الذي يصبح للابناء مصادر دخل ويحتاج الابوين عندها ما ينفقاه على احتياجاتهما اليومية, ولكن البعض ينسى ان الابوين ضحيا باحتياجاتهما على مدار عقود من اجله ويتعامل مع متطلبات حياتهما وكأنه حمل ثقيل وقد يصل الامر عند البعض الى تناسيهما
واحدى السيدات الارامل في احدى الدول اشتكت الى الجهات المختصة ملتمسة ايجاد حل لمشكلتها فهي تقيم وحيده في بيت كبير وقاربت على السبعين من عمرها ومريضه بالقلب والضغط والربو ومعظم وقتها في المستشفيات والعيادات دون عناية او رعاية او مساعده ولا يوجد من يتحدث بلغتها من الجيران علما ان لديها ثلاثة ابناء وابنتين جميعهم متزوجين ومقيمين بعيدا عنها في نفس المدينة ولكن تمر الاشهر ولا احد يتذكرها حتى بزيارة ويخبروها انها لو قدمت اليهم في بيوتهم لطردوها واحيانا يغمى عليها في الشارع ويأتي الاسعاف لنقلها الى المستشفى
والسؤال هنا ما هو شعور تلك السيدة نحو من ضحت من اجلهم بعمرها ولا يكلفون انفسهم بالالتفات اليها ولكن اذا علموا من السلطات المختصة بوفاتها يمكن ان يذرف احدهم الدموع امام الناس تمثيلا وليس حزنا ولكن هل مثل هذه النماذج تشعر بالحزن فعلا على وفاة والديهم وهل فكروا ان أبناءهم وبناتهم سيكررون نفس النوع من التعامل معهم ونسي هؤلاء قول الخالق عز وجل في كتابه الكريم (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا اياه وبالوالدين إحسانا )