news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
امرأة للفرح ... بقلم: ريما الـزغيــّر
syria-news image

كانت صديقتي تعتقد بحماقة أنثى أن الذين نحبهم خلقوا ليتقاسموا معنا المتعة لا الألم، وأن على الرجل الذي يحبها أن يبكي وحده، ثم يأتي ليتمتع بها أو معها


وما استذكرت هذا القول للكاتبة أحلام مستغمانمي  رغم انعكاس الصورة إلا بعد أن شاهدت صديقتي وقد لمع بريق الحب في عينيها فتسائلت لماذا تبدو جميلة مع أنها أقل من عادية؟؟؟ وما سر هذا التألق الذي يزين وجهها؟؟؟

 

 كم من مرة أحبت هذه الصديقة الغالية على قلبي وكانت تنتهي قصتها بجرح وأنين، هل أذكر خطيبها الأول الذي سافر وتركها دون كلمة وداع وقد عانت ما عانته من نظرات الإشفاق تارة ومن عيون المتسائلين باستغراب تارة أخرى ، أم أتحدث عن حبيبها الثاني الذي توفي قبل أن يتزوجها بأيام تاركاً وراءه هالة من الذكريات تكفي لحياة امرأة قررت يوماً أن تعيش في الظل ، ولأن الحياة لا تتوقف والأمل بالأيام القادمة يلون حياتنا عنوة مهما حاولنا اختيار اللون الأسود فتحت صديقتي قلبها للفرح وأحبت رجلاً وكأنها لم تحب من قبل رسمت له دروباً من أمل ولونت عيونها بوعود ذهبت مع الريح هكذا ببساطة، لم تخبرني بصاعقة الحب التي تجتاحها وتلذذت فترة طويلة بحمل السر وحدها ربما خافت على حلمها من الهرب الذي يأتي بعد الإفصاح ورغم ذلك أحبها وتزوج من صديقتها وكانت نهاية الحياة، لقد تحولت صديقتي إلى ركام ، جسد لا يبحث إلا عن مساحة من السلام وصارت حياتها خالية من كل شيء إلا الذكريات ، وفجأة... !! عاد الغرام من بين الركام ملوناً بأحلى الكلام فهرعتْ إليه حافية الأقدام، وتناستْ قاصدة كل عذاب السنين وأشرق وجهها من جديد بملامح فرح لا ترتسم إلا على وجوه العاشقين وشرّعت أبوابها للأمل ، للحياة ، دون أن تحكي عن خوفها من المجهول كما كانت تقول لي دائماً بعد كل فشل أو خسارة.

 

ولأن اللحظات السعيدة قليلة نحارب للاحتفاظ بها حتى لو اضطررنا أحياناً إلى سلخ جلدنا وتنكرنا لذاتنا ربما لا نجيد التمييز بين الوهم والحقيقة وغالباً لا نريد!! فنزج بأنفسنا في زوايا الوهم ونحوله إلى حقيقة رغماً عنا فقد عانت صديقتي من مشاكل عديدة في عملها ومع عائلتها وأذكر أنها ركضت إليه مسرعة تبحث عن مساحة من الأمان كيف لا وهو العاشق المتيم بحبها  فهي واثقة من وقوفه إلى جانبها ولا تريد أكثر من إحساسه بها وتعاطفه معها لكنه انتفض في وجهها وقال لها لا تأتيني بعد اليوم بوجه حزين تعالي بأقدام من فرح بثوب من حنين لقد أعتدت عليك وردة تزين حياتي بالعبير.

 

عادت صديقتي تحمل غضبها وفجرته في وجهي.. قالت إنه أناني ولا يحب إلا نفسه، وسألتني باكية ؟ ما معنى أن أفرح معه وأبكي لو حدي؟ لا أنكر أنها كبرت في نظري وشجعتها على تركه فوراً لكنها في اليوم الثاني عادت إليه ترتدي ضحكة صفراء رسمتها على وجهها كي لا يتركها ويرحل كالآخرين، رغم أنها تركت عملها وكانت الهموم تتراكم عليها من كل صوب ، والعاشق الولهان لا يدري ما تعانيه ولا يريد أن يدري، يريدها إمرأة للفرح فقط، عيونها تائهة ، نظراتها شاردة، لمحت القهر في عينيها مرة رغم أنها تخفيه تحت ابتسامة ورددت في نفسي (وأي عاشقة)!! قبل رحيلها بأيام قلت لها( خسرت نفسك عندما كسبت ذلك الرجل، من يبحث عن إمرأة للفرح لا يعرف معنى الحب ولا يستحق الحياة) ورغم ذلك ماتت صديقتي وهو مازال حياً!! 

2011-10-22
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد