شاء القدر أن يكون أخوين أطرشين جارين وتزوجا بفاصل زمني قصير بينهما وكانا عتَالين في مواقف العتالة بمدينة الرقة ,احدهما نشأ أولاده عتالين وداخل بيته إسطبل الخيول ويفصل بين الأخوين جدار بعرض 15 سم فقط!؟
والآخر أولاده الفتاة البكر معلمة وكيلة في مدارس الرقة والبقية أحدهم يحمل شهادة الماجستير باللغة الفرنسية وآخر سنة أخيرة في التاريخ وفتاة في كلية وفتاة سنة أخيرة في الهندسة الزراعية وفتاة مدرسة للغة الفرنسية وآخر العنقود علي في الثالث الإعدادي ولولاه لذهبت فاطمة الى مدرسة محو الأمية في الرقة لتتعلم القراءة والكتابة حتى تستطيع قراءة القرآن وهذه أمنيتها الشخصية في الحياة أن تعرف القراءة والكتابة !
امًا مثلها الأعلى تتكلم عنه بإسهاب لأولادها فتقول :
شوفو الدكتور عبد السلام العجيلي رحمة الله عليه هو دكتور وإبنه دكتور !
ولم يترك الكتاب من يده حتى لقي وجه ربه ؟! أريدكم أولادي مثله واستدركت لتقول والفضل لله ومن ثم لأبوهم موسى الأحمد الجمًاسي الحسيني فهو يعمل ويقدم لهم من دخله في العتالة بأسواق الرقة منذ نعومة أظفاره ؟
وعادت لتقول:
إنَ زينة الذياب زوجة إبن عمي شواخ السيد البيبي بعد وفاة زوجها وبمساعدة ولدها سيد السيد البيبي سجلت قصة نجاح على مستوى حي أبو الهيس وأصبحت مثل يحتذى به ، فقد إستطاع سيد أن يعيل إخوته مع أمه الفاضلة زينة الذياب التي كانت تذهب مع أولادها إلى ورشات البناء ويلتقطون أكياس الإسمنت الورقية، وهو يعمل في الصناعة حتى تخرج إخوته أحدهم مهندس مدني وجميع أولاده تخرجوا أطباء ومهندسين أكثر من نصف دزينة والآخر طبيب أسنان وأولاده أيضاً نجباء ومتفوقين ، والآخر مهندس مدني تخرج من بلغاريا .
أمًا سيد الأخ الساعي أمام إخوته فهو من كبار رجال الأعمال أصبح بالرقة !
ومن محاسن الصدف أنَ فاطمة البيبي ، وزينة الذياب كلاهما من حي واحد وأقرباء، وكان لقصتي نجاحهما حافز للجوار في تعليم أولادهم فأصبح حيهم لا يخلوا من بيت من طبيب أو مهندس !.
فاطمة البيبي حفيدة سيد البيبي الشهير في الرقة من رجال القرن التاسع عشر وممن قاتل فلول جيش إبراهيم باشا في معركة تل الذيبات بالمرج على ضفاف نهر البليخ شمال الرقة حينما حاول أمير الهنادي التطاول على سكان تلك المناطق بسبي بناتهم عنوة وحاول خطبة هكشة البيبي أخت سيد فكانت المعركة الشهيرة وخلص الشيخ سيد بنات العشائر منه وقتله وشرد فلول قواته لاجئين عند مشايخ قبائل بدو الفرات ؟!
وكان رحمه الله فقيه بالشريعة وعنده مدرسة لتعليم القرآن والعلوم الشرعية ونسجت قصص كثيرة عنه من فرط شجاعته وجرأته فقد كون ثروة لا بأس بها من قتل السود في سرير نهر الفرات لأن الدولة العثمانية كانت تمنح قتل الأسد مكافأة 2 ليرة ذهبية ، وكان قائد للواء الجمًاسة في الدولة العثمانية حسب ما ورد في كتاب الحكومة العثمانية والبلاد العربية في الصفحة 133 للكاتب ساطع الحصري،
وكان الشيخ سيد البيبي قد شكل قوة عسكرية لقتال { الحنشل } وفلول البدو المتسربين من الجزيرة ونجد حسب نظام { وجاق لق } مع أبناء قبيلته الجمًاسة الحسينية التي ترتقي بنسبها إلى قبيلة بني سبعة ومنها إلى موسى الكاظم ومنه إلى علي زين العابدين رضي الله عن جده أبي الحسن الإمام علي بن أبي طالب .
فاطمة البيبي ، وزينة الذياب أمهات قد جسدن عملياً قول شاعر العرب حافظ إبراهيم بقوله :
الأم مدرسةُ إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
قلت ما تقدم والله من وراء القصد