تحت شعار الحب برزت في المجتمع وانتشرت انتشار النار في الهشيم ظاهرة سيطرت على عقول الكثير من الفتيات بنسبة أكبر من الشباب وأصبحت المحرك الأساسي لحياتهن.
طريقة سهلة ونتائجها مذهلة "في رأي الكثيرات من جنس حوا" ألا وهي العلاقة العاطفية مقابل المال هل وصلنا بالمشاعر الإنسانية والعاطفية إلى هذه الدرجة من الاستثمار البشع؟؟ نعم وصلنا والقصص القادمة في تحقيقنا أكبر مثال على ذلك...
إليّ استحوا ماتوا
لا تجد "دانا" حرجاً في أن تكون صريحة مع أي شاب تتعرف عليه منذ أول لقاء حيث تبدأ حديثها بأنها تحب الرجل الكريم الذي يدللها ولا يجعلها تحتاج أي شيء "طبعاً أي شيء مادي"، هي فتاة جميلة جداً ورغم أنها تدرس في الجامعة وستتخرج بعد عدة أشهر إلا أنها لا تفكر بأن تعمل بعد التخرج وتفضّل إقامة علاقات عاطفية مشروطة بمقابل مادي لأنها أسهل، على أساس أن الرجل إذا أحبها فعليه أن يلبي لها كل متطلباتها المادية، هذا هو مفهوم الحب عندها وبالمقابل يوافق الشاب ليحصل منها على جلسة غداء أو عشاء ثم يصطحبها إلى بيته أو منزل أحد أصدقائه وهكذا يستفيد الاثنان معاً!!
ولكن ماذا لو زادت الطلبات يوماً بعد يوم وتحولت عند "دانا" من شراء أحدث "موبايل" إلى شراء عقد ثمين من الذهب، عندها إما أن يُنفذ لها الخاروف طلبها أو أن يتم استبداله بخاروف آخر أقدر منه على شراء هذه الأشياء حيث تقول: "الأمر ليس عرض وبيع وشراء "كما يقولون" لكني من بيئة مادية أقل من عادية ومن حقي أن أعيش حياتي ككل الفتيات فلماذا لا يلبي لي حبيبي هذه الطلبات خصوصاً إذا كان وضعه المادي جيد وبالمقابل أنا لا أبخل عليه بشيء سواء أكان بالعاطفة أو بالجنس، بهذه الطريقة نحن الاثنان نكون سعيدين ومهما دفع من مال لإرضائي لن يدفع أكثر مما أدفع أنا فأنا أقدم له مشاعري وروحي وجسدي وهو الرابح في النهاية لأن ما أقدمه له أغلى بكثير مما يقدمه هو لكن إذا تغير في يوم من الأيام لن أتردد لحظة واحدة في أن أبحث عن غيره خصوصاً أني فتاة جميلة وأي شاب يتمنى أن يقيم علاقة معي كما أني اعتدت على الدلال والرفاهية".
ثلاثة بواحد.. وعلى عينك يا تاجر
ومن جرأة "دانا" الغريبة والتي تجعلنا نضع بعد حديثها المئات من إشارات التعجب!! والاستفهام؟؟ إلى قصة "سارة" المطلقة التي تتفنن في تعذيب الرجال كل حسب وضعه المادي فهي لا تكتفي برجل واحد فقط بل هم ثلاثة أو كما تقول وهي تضحك: "ثلاثة عصافير على الشجرة أفضل من واحد" وكل شاب منهم مخصص لنوع محدد من الطلبات الأول شاب وسيم أنيق يعجبها شكله الذي يلفت نظر أي فتاة لذلك أقامت علاقة معه رغم أن وضعه المادي متوسط وهي بدورها خصصته للطلبات البسيطة لأنها أحبته مثل فاتورة "الموبايل" وشراء الملابس والماكياجات أما الثاني فهو رجل في الأربعين من عمره أي يكبرها بعشرين سنة ويتمنى رضاها بأي طريقة ووضعه المادي ممتاز لكنه متزوج لذلك وافقت على أن تقيم علاقة معه شرط أن يلبي لها كل طلباتها التعجيزية مثل شراء خاتم من الألماس أواستئجار شاليه فخم على الشاطئ لها ولصديقاتها كلما أردن السياحة والاستجمام أما آخر الضحايا فهو رجل متزوج أيضاً لكنه لا يحب المرأة المتطلبة لذلك اشترى لها سيارة ووعدها أن يبدلها لها كل سنة إذا أرادت شرط ألا تطلب منه طلبات أخرى وأن ترافقه إلى "بيروت" في نهاية كل أسبوع لقضاء أوقات ممتعة.
التجارة بالمشاعر والحب باتت من أحدث صرعات الموضة في عصرنا الحالي وكما للشعر موضة وللأزياء أيضاً فقد اخترعوا للحب موضة وهي الابتذال وبيع الجسد مقابل المال، والأغرب من كل ما سمعنا وسنسمع من قصص أن من ترويها تتحدث بجرأة أقرب إلى الوقاحة دون أن تعي خطورة هذه الظاهرة وتأثيرها على الفتاة بحد ذاتها قبل تأثيرها على المجتمع وعلى عقلية الرجل أيضاً الذي ربما كان السبب في تحويل المرأة إلى سلعة وربما ساعدها على استكمال هذا الدور ليحقق مآربه الاستغلالية ويحصل على كل ما يريده من متعة مقابل مبلغ من المال.
الدنيا دين ووفا
أما "نادين" فقد كانت تخجل أن تطلب من حبيبها أن يشتري لها أي شيء وفي قرارة نفسها تتمنى لو أنه يقوم بذلك من تلقاء نفسه ولن تمانع طبعاً، لكنه كان يتصرف معها بشكل طبيعي ولا يقدم لها سوى دعوة على الغداء أو العشاء أو يهديها زجاجة عطر أحياناً بسبب أو بدون سبب وهي ملت هذه الحالة من التعامل فقررت أن تستخدم دهاء حواء وذهبت إلى محل الماكياجات والعطورات التي تشتري منه دوماً وطلبت منه أن يرفع سعر القطعة أضعاف مضاعفة عندما تأتي لزيارته مع حبيبها وبعد أن حدث ذلك جاءت إلى المحل في اليوم الثاني وأخذت نصيبها من العملية بعد أن أعطت صاحب المحل حصته وبذلك استطاعت "نادين" أن تجمع من هذه الصفقة في سنة واحدة حوالي 200 ألف من الأرباح ووضعتها في حسابها الجاري في البنك وأحياناً كانت تصطحب رجالاً آخرين إلى هذا المحل أيضاً لتزيد من نسبة أرباحها وبعد فترة تنتهي العلاقة ويبدأ البحث عن أشخاص جدد لاستغلالهم تحت شعار الحب!!
مليت أنا مليت
ويروي "سامر" تاجر أقمشة قصته قائلاً: "لا أعرف لماذا تتعامل الفتيات مع كل الشباب بهذا الشكل أنا أعتبر نفسي خبيراً في التعامل مع المرأة ولا أبخل على أي فتاة أتعرف عليها بأي شيء من الهدايا فأنا أدلل المرأة كثيراً لكني أكره أن تطلب مني الفتاة ذلك لأني لا أحب الوقاحة ولا أحب أن أشعر أنها تستغل حبي لها وإعجابي بها لحاجات مادية. ما هذه التفاهة كلما تعرفت على فتاة أجدها تطلب مني أن أدفع لها فاتورة الموبايل أو وحدات أو أن أصطحبها إلى السوق لشراء الملابس أو تطلب مني المال تحت أي مبرر كاذب لم أعد أجرؤ على الاقتراب من أي فتاة ليس لأني بخيل بل على العكس أنا كريم جداً لكني أصبحت أشعر بالقرف من هذه التصرفات ووصلت إلى حالة من الملل من كل الفتيات لقد أحببت مرتين وفوجئت بالمرتين أن كل فتاة أحببتها كانت ترتبط بي من أجل المال فقط مما جعلني أقطع علاقاتي مع كل الفتيات وأرفع شعار العزوبية خصوصاً أني كنت أبحث عن امرأة للزواج لا للعلاقة والتسلية فقط.
أنا بانتظارك خليت ناري بضلوعي
وأحياناً تكون الحالة معكوسة ونرى الشاب هو الذي يستغل الفتاة لتحقيق غايات مادية كما في قصتنا القادمة::
"سوسن" سيدة أرملة تقارب الأربعين أحبت شاباً في الثلاثين من عمره وقد ورثت عن زوجها المتوفى أموالاً طائلة، لقد أحبت هذا الشاب بصدق وأرادت الزواج به مقابل أن تعطيه المال الذي يريده، لكنه بدأ يماطل بالزواج منها بحجة أن أهله لا يوافقون وهو لا يريد أن يغضبهم وهكذا استمرت العلاقة بين "سوسن" وحبيبها وهي تنتظر اليوم الذي يتحقق فيه حلمها، فهي لا تريد أن تكون مجرد صديقة له كما أنها تشعر بالوحدة وترغب بالزواج والاستقرار في حياتها، أما "ماهر" حبيبها فهو لا يفكر إلا بجمع أكبر مبلغ من المال منها لأنه يحلم بالهجرة إلى أمريكا والاستقرار هناك طبعاً دون أن تدري بذلك وفعلاً هذا ما حدث تركها وسافر بعد أن أخذ منها كل أموالها ولكنه لم يسافر وحده بل مع حبيبته التي أصبحت زوجته وهي تبلغ من العمر 19 عاماً فقط.
رأي الطب النفسي: الفتاة تستسهل هذه الطريقة لكن المقابل جسدها
الدكتور "محمد الدندل" اختصاصي الأمراض النفسية العصبية ومعالجة الإدمان علق على هذه الظاهرة قائلاً: "عندما يصبح للعلاقة العاطفية أسباب ودوافع أخرى غير الحب فإننا نستطيع أن نسميها علاقة عاطفية بل مشروعاً تجارياً لأن العاطفة لا تأتي حسب معطيات مادية أبداً، خاصة وأن جزءاً كبيراً من العاطفة مرتبط باللا وعي"
أما عن الأسباب التي تدفع الفتيات للقيام بهذه السلوكيات فقال الدكتور "دندل": "الأسباب متعددة وقد تكون مرتبطة بداية بالفتاة نفسها ففي مجتمعنا الذكوري قد تكون المرأة إلى حد ما لم تسنح لها الفرصة لتحقق ذاتها بشكل حقيقي، بالإضافة إلى أنها تربى على أساس أنها كائن غير مستقل ومعتادة على أن تعتمد على غيرها في كل الأمور، إنها تنتقل من تبعية العائلة إلى تبعية الرجل "الزوج". وفكرة أن المرأة كائن حر ومستقل ليست موجودة في ذهنية المجتمع الذي يحيط بهذه الفتاة، وباللاوعي تتبنى الفتاة هذا الفكر الاجتماعي وتعيش على أساسه وتبني منظوراً خاصاً عن ذاتها من خلال المنظور الاجتماعي".
ويتابع د. دندل قائلاً: "هذا اعتقاد راسخ بالعجز موجود عند الكثير من الفتيات وأحياناً تكون الفتاة بحالة مادية ميسورة أو ممتازة وتسعى لإقامة علاقات عاطفية من أجل المال بسبب مرض نفسي أو حسب العادة أو للتسلية والسخرية من الرجال لكنها حالة استثنائية، والحالة الأكثر انتشاراً هي ظاهرة الفتيات اللواتي يقمن علاقات عاطفية بدافع حاجتهن للمال بشكل كبير وغالباً يكون السبب هو إحساس الفتاة بالدونية ولأن تصورها لنفسها يكون مشوهاً فالفتاة تربى على الخوف والإحساس بعدم الأمان".
ومن الأسباب الأخرى لقيام الفتاة بهذا السلوك هو الوضع المادي الصعب الذي يدفع الأنثى لاستثمار جسدها أسوأ استثمار، بالإضافة لنظرة المجتمع التي حوّلت المرأة إلى سلعة وهذا يتضح في قبول المرأة لفرص العمل أكثر من الرجل.
وبالنهاية أقول أن المرأة التي تدرك نفسها بشكل حقيقي يخاف منها الرجل ولا يجرأ أن يحوّل العلاقة الإنسانية معها إلى علاقة غالب ومغلوب كما أن إحساسه أنه لا يستحق الحب يجعله يشتري الحب، والفتاة أحياناً تستسهل هذه الطريقة لجمع المال بدلاً من أن تعمل وتجتهد على نفسها، لكن المقابل يكون جسدها!! وهي الخاسر الوحيد".