دماء .. جثث .. أشلاء .. آهات وأنين
رعب .. حيرة.. دموع .. وصرخات استنكار حزين
غضب .. صبر .. صمود .. وقوة لا تلين
هكذا أنت يا دمشق .. يا أقدم المدن وأعرقها
يا من كتب التاريخ سطوره على ترابك وأرسى حضارات العالم على أرضك ..
ماذا حلَّ بك يا أحلى بقاع الأرض !! يا من حباك الله أعذب ماء وأرق نسيم وألذ فاكهة وأطيب شعب
من سرق منك ضحكات أطفالك البريئة ؟! من اغتصب الحب من القلوب ليحرمنا الأمن والأمان الذي كنا ومازلنا نباهي به شعوب العالم كله .
مَنْ اغتال السلام فيك وسفك دماء شعبك الآمن ؟! يا من ترقصون على دماء الأبرياء وتتلذذون بقتلهم .
مَنْ أنتم ؟! مَنْ وراءكم ؟! ما دينكم ؟! ممَّ جبلتم ؟! هل لديكم قلوبٌ تخفق وعقولٌ تفكر ؟!
هل تشعرون وتشاركون الناس أحاسيسهم ؟! أشك في ذلك
لأن الحرية تقول : ( تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين ) .
فلِمَ الأنانية ولِمَ الظلم .
هل ملؤوا قلوبكم بالأحقاد لتنفثوا نيرانها على أطفال ونساء ورجال أبرياء أمنين , أم أعموا عيونكم بالملايين التي تنتظركم .
كم تعثرتم وأنتم تتسابقون لنيل الفتات الذي يلقون به إليكم وكلما فشلتم ازدادت أحقادكم وعميت أبصاركم فأصبحتم تمشون على غير هدى بلا هدفٍ ولا غاية حتى ينتهي بكم المطاف إلى النهاية .
إنكم وحالكم هذا تعيدون إلى ذاكرتي شريطاً يمر أمام عيني فأرى فيكم الشيطان الذي احترق بكيده فأصبح من الصاغرين .
وقارون الذي طغى وعلا في الأرض فخُسِفت به إلى أسفل السافلين .
وفرعون الذي طغى وبغى ولمْ يعرف الحق إلا حين رأى الموت بعينيه وصار من المغرقين .
وتتوالى الصور والنهاية واحدة فأين القياصرة والأكاسرة , وهولاكو, ونيرون, وهتلر, وغورو, ونابليون, وبلفور الذي زرع السرطان في خاصرة الوطن العربي, وما شارون عنا ببعيد .
وهكذا فصور التاريخ تترى والحقيقة واحدة .
الجبابرة ينتهون ...
والشعوب بالحب والعلم والعمل باقون ...
والشهداء أبد الدهر خالدون ...
فهل تبصرون أيها المجرمون ؟!!