news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
الهروب من الماضي...بقلم : ماجد جاغوب

 رجل تجاوز الثمانون عاما  من  العمر يتمشى وبخطوات ثقيلة وعاجزه  امام عريشة من اغصان الشجر على شاطىء نهر في منطقة معزوله ويتذكر نفسه قبل 50عاما حين كان يعيش مع والديه  وزوجته وثلاثة ابناء ذكور اكبرهم في العاشره


 وكان  المنزل كبير وهو الذكر الوحيد لابويه وفضل والده في ذلك الحين ان ينقل ملكية البيت وهو على قيد الحياه لابنه الذكر خوفا من مطالبات مستقبليه من شقيقتيه المتزوجات  وبعد اقل من عام على نقل ملكية البيت لاسمه توفيت والدته وبقي والده يعيش معهم الا ان زوجته بدأت تبدي اعتراضها وضجرها من ضيق المنزل لانها بحاجه الى غرفه اضافيه حتى يكون لكل ولد غرفته المستقله  وان والده العجوز يمكنه الانتقال لغرفة المخزن بجانب البيت وهي على استعداد لان تنظفها وترتبها وترسل له الاكل يوميا وتعتني به ولكنها ترغب في ان تنال حريتها واستقلالها داخل منزلها مثل باقي النساء وهذا حقها

 

 واعترض هو  في البدايه الا ان والده  استمع الى جدالهما وناداه في اليوم التالي وابلغه انه موافق على الانتقال لغرفة المخزن وانه لا يريد مشاكل بينه وبين زوجته لان هذا يؤثر على حالة احفاده  النفسيه وهذا ما لا يرضاه  وانتقل والده للمخزن وفي الاسبوع الاول كانت زوجته  ترسل لوالده طعامه بحضوره  وبعد ذلك  كانت تقول انها  ارسلت الطعام لوالده  قبل حضوره  ولكن بعد اسبوع اكتشف ان زوجته ترسل لوالده الطعام كل ثلاثة ايام وجبه من بقايا وجبات الايام السابقه  ووالده كان لا يغادر الغرفه وملتزم الصمت عند زيارة ابنه لمدة عشر دقائق كل يومين والتزم هو ايضا الصمت لان من يتنازل مره يتنازل مائة  مره  

 

وبعد عدة اشهر اخذت زياراته الى والده تتباعد لتصبح مره واحده كل اسبوع  ومات والده دون ان يعرف الا عندما اشتم رائحة غير عاديه مصدرها غرفة المخزن محل سكن والده و كان قد مضى على وفاة والده عدة ايام دون ان يعلم احد لان زوجته كانت تمنع الاولاد من زيارة جدهم وهي لم تكن ترسل له الطعام الا كل اسبوع مره رغيفين جافين وقليل من الماء وبقايا طعام اذا توفرت

 

 وبعد وفاة والده بسنة واحده اصيبت زوجته بالشلل الكامل وبقيت شهرين في المستشفى حتى توفيت ولم تكن تستطيع بلع اي شىء في الفم وفقط المغذي الطبي هو الطعام والدواء ولم يتزوج بعدها واعتنى باولاده بنفسه حتى تخرجوا من الجامعات وتزوجوا وسكن اثنين منهم في منطقة بعيده واصغرهم سكن معه في البيت وتم اخراجه من البيت بنفس الطريقه التي اخرج بها والده ولكنه لم يتحمل العزله في المخزن بجانب بيته  ومعاناة عذاب الضمير وسوء المعامله من زوجة الابن وكرر ابنه  معه نفس  ما فعله بوالده ففضل الموت في العريش على شاطىء النهر وليس في مخزن المنزل كما مات والده  وهرب من عذاب ضميره وذكرياته المره  وحياته البائسه

 

2012-07-01
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد