news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
العولمة ...بقلم : تمار عيد

أصبحت العولمة ظاهرة تملأ الدنيا و تشغل الناس حيث شهد العالم منذ نهاية الأربعينيات من القرن الماضي تحولات سياسية و اقتصادية واسعة النطاق تمثلت في قيام تكتلات و أحلاف سياسية و عسكرية وتكتلات اقتصادية كبيرة وذلك نتيجة طبيعية للحربين العالمية الأولى و الثانية ثم قيام الحرب الباردة بين المعسكرين الرئيسين الشرقي و الغربي ثم سقوط الاتحاد السوفيتي و أعقب ذلك توحيد الألمانتين 1989م و ذلك بعد تهديم حائط برلين ثم جاءت أحداث الحادي عشر من أيلول 2001م .


وقد حظي موضوع العولمة باهتمام غالبية المفكرين في كافة دول العالم على اختلاف مستويات تطورها وذلك في ضوء الانعكاسات الكبيرة لهذه الظاهرة على مختلف المتغيرات الاقتصادية والسياسية و الثقافية و الاجتماعية لهذه الدول.

والعولمة كمفهوم هي الترجمة لكلمة \"\" GLOBALIZATION المشتقة من كلمة \"GLOBE\" أي الكرة والمقصود هنا الكرة الأرضية و \" GLOBALIZATION \" اصطلاحاً باللغة اللاتينية تدل على مشروع لمركزة العالم في حضارة واحدة.

والعولمة لغة: مصدر اشتقاقي لفعل مستحدث عولم يعولم عولمة,فيقال إن الحياة تعولمت بعد أن تعولم الاقتصاد وإن السيولة المالية قد تعولمت و كذلك الموصلات و المعلومات.

 

والعولمة اصطلاحاً:اندماج أسواق العالم في حقول التجارة العالمية و الاستثمارات المباشرة و انتقال الأموال و القوى والثقافات ضمن إطار من رأسمالية حرية الأسواق و خضوع العالم لقوى السوق العالمية بما يؤدي إلى اختراق الحدود القومية و الانحسار الكبير في سيادة الدولة لصالح الشركات الرأسمالية الضخمة المتعددة الجنسيات.

 

وهناك العديد من الاسباب التي أسهمت في بروز ظاهرة العولمة:

 

  1. -         انتهاء الحرب الباردة و تفكك الاتحاد السوفيتي الذي كان يشارك الولايات المتحدة زعامة العالم.

  2. -         انهيار الأسوار الحديدية لكل تعتيم تحاول بعض الأنظمة في العالم القيام به.

  3. -         وجود فائض من الانتاج العالمي في الدول الصناعية و الحاجة القصوى إلى تسويقه خارج حدود هذه الدول.

  4. -         التطورات التكنولوجية و ثورة الاتصالات و الإلكترونيات.

  5. -         التوجهات الاقتصادية العالمية المنبثقة عن اتفاقية منظمة التجارة العالمية.

  6. -         مؤسسات التمويل الدولية ورغبة الدول في تحويل ديونها و مساعدتها إلى استثمارات في الدول النامية.

  7. -         تنقل رؤوس الأموال بحثا عن الاستثمار و الربح المضمون.

 

وتتجلى العولمة في مجالات متعددة من الحياة منها السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الإعلامية.

 

- العولمة السياسية : من ابرز مظاهرها ما حدث من تغير ملحوظ في قوة الدولة إذ بدأ دورها يتضأل و صار الخضوع لرؤوس الأموال أمرا تقتضيه الحكمة الساسية حيث أصبح رأس المال يتحكم في الخيارات السياسية و أصبحت الشركات العملاقة المتعددة الجنسيات تحل تدريجيا محل الدولة.

- العولمة الاقتصادية : حيث برز هذا المفهوم حديثا نتيجة التطور التكنولوجي و بعد انهيار النظام الاشتراكي سادت النظرية الاقتصادية الغربية التي تعتمد على اقتصاد السوق و المنافسة و تعظيم دور القطاع الخاص و اتساع نشاط التجارة بين الدول فالعولمة الاقتصادية تمثل الانفتاح الاقتصادي و المنافسة في الأسواق و توسيع الأسواق  و النمو المتسارع لتبادل السلع  والخدمات و هذه التجليات تظهر بوجه خاص من خلال عمل التكتلات الاقتصادية العالمية وإنشاء منظمة التجارة العالمية والمؤسسات الدولية الاقتصادية كالبنك الدولي وغيره.

- العولمة الثقافية  : التي تعني ظهور ثقافة عالمية عابرة للقوميات و الجنسيات تسعى لتدمير التقاليد و العادات الموروثة في المجتمعات و تهمش بقية الثقافات في  العالم ومن ابرز تجلياتها وجود امريكا كنموذج أحادي أدى إلى أمركة العالم ثقافيا.

- العولمة الإعلامية : إذا كانت العولمة مفهوما اقتصاديا فإننا لا يمكن أن نفصلها عن عنصرين مترابطين :الثورة التكنولوجيا من جهة و الثورة الإعلامية من جهة أخرى إنهما جناحاها اللذان يضمنان لها الفعاليةو القوة .

و العولمة الإعلامية تعني إنشاء مؤسسات إعلامية دولية ضخمة لها قاعدة اساسية في بلد و تنطلق منه إلى كثير من البلدان و لها أثر فاعل في الإعلام المحلي لتلك البلدان.

 

اما في الوطن العربي تزايد الاهتمام في الآونة الأخيرة بظاهرة العولمة بعد أن أمضت مراكز الأبحاث العربية سنوات عديدة في دراسة هذه الظاهرة فصدرت العديد من الدراسات و الأبحاث يدافع عنها البعض و ينتقدها البعض الآخر فمنهم من يراها تطوراً ايحابياً حيث إنها تركز على تحرير قوى التنافس التي تساعد على توجيه الموارد البشرية و المادية إلى الواقع الأكثر إنتاجية وإنها تبشر بوعود مشرقة للجميع و إن العالم قد تحول إلى \"قرية كونية\" صغيرة تزول فيها جميع الحواجز و الحدود بينما ينظر آخرون إلى العولمة باعتبارها\"مصدراً للضغط و التهديد\" و تحكم الأقوياء برقاب الضعفاء..

2012-11-22
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد