ولدت ثانية ,,,, من رحم الألم هذه المرة..
تلك الدموع التي ذرفتها في سنينها الماضية بمذاقها الشديد الملوحة طهرت قلبها الغض,,,وغسلت شوائب الروح,كما تغسل المياه النقية جسدا آثما...
ظنت آنذاك أن الحياة استحالت بدونه ,وأنها انتهت عند هذا الحد ,ولكنها أخطأت الظن هذه المرة أيضا
رشفت رشفة من فنجان قهوتها المر كأيامها وتساءلت ماذا تراه يفعل الآن ,هل افتقدها ,,هل بكى في غيابها,,هل وهل؟ وهل ؟؟؟؟؟؟؟وتشابكت كل تلك الأسئلة في ذهنها, ولم ينقذها من ضجيجها سوى رشفة مرة أخرى ,كان لابد لها أن تشرب الماء بعدها لتخفف من حدة المذاق المر لقهوتها وأيامها بدونه
لكنها اعتادت الأمر ,وهي الآن حية بدونه ,بل وربما هي أفضل حالا وأقوى,, هي الآن قادرة على حبس دموعها والتحكم بها أمام أيا كان . وهذا كان قبلا ضربا من ضروب المستحيل ,,كانت دائما تبكي لسببين :الأول هو السبب الرئيسي الذي تبكي لأجله ,,والثاني الذي جعلها تشعر دائما بالقهر والوجع وهوأنها تبكي أمام أحدهم ولا تستطيع حبس دموعها,إحساسها بأنها منكسرة وضعيفة كان يدفعها لتبكي أكثر وأكثر ..
إلهي كم كان موجعا ومهينا لها أن تشعر بالضعف ,,لكنها ليست نادمة فربما كان لا بد أن يحصل هذا لها
نعم كان لابد لها أن تذرف كل تلك الدموع , كان لابد أن يجتاحها هذا الكم الهائل من الفراق ,ليصبح الأمر عاديا هكذا ليصبح المرار مستساغا ومقبولا إلى هذا الحد , كان لا بد أن يعتصر قلبها دما , بل و لابد من كل هذا الألم ليحيلها نقية كياسمينة تفتحت على مهل عند الفجر..
رشفت آخر رشفة من فنجانها ,لكنها تلذذت بمذاقه المر المحبب هذه المرة وتمتمت :
لا تخجلي من دموعك أبدا
فليس الحزن وألمه نذير شؤم ,,,بل بشير ولادة جديدة ......حياة جديدة ...
فيالها من دموع...