news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
قهوة 3...بقلم : ميس فايز حاتم

أشعل سيجارة أخرى ..
وكما ليجهز على ماتبقى في ضحيته من روح, قرر أن يهاتفها اليوم , بعد انقضاء شهر من إصداره حكم القطيعة عليها ...ليشرف بنفسه على اندثارها..
فقد كان ينقصه فقط أن يتأكد من أنها منهارة تماما في غيابه حتى يشبع جوع غروره
من ضعفها استمد قوته وغذا جبروته بانكسارها ,,وبنشوة منتصر ضغط على أرقام عشر ....


تسمرت عيناها على شاشة الهاتف ,,وكومضة برق مارقة ,عبر شريط الألم والقسوة مخيلتها خلال ثوان لم تتعدى رنتين أو ثلاث من هاتفها..
رفعت السماعة ,,وجاءها ذلك الصوت الذي انتظرته طويلا قبلا. ..((ألوووو.......)) وتوقف العالم برهة ..
اتخذت أسرع قرار في حياتها ,لملمت أنفاسها المتبعثرة ترشف رذاذ صوته وقالت :((ألوو نعم ؟؟))
هي حية إذا ..يصمت قليلا عله يسمع اختناق دموع أو لهاث لهفة ,,ولكنه سمع مرة أخرى كلمة :((ألو نعم ؟؟؟))


قال : كيف حالك ؟؟
بخير وأنت ؟؟؟
جيد ..ربما !!!! اكتفى بهذا القدر فليس أحد توقعاته, بل آخرها على الإطلاق أن يسمع صوتها متماسكا قويا هكذا ..كما رآها أول مرة ,,يوم قرر أن يهزم فيها ذلك العنفوان الصارخ لأنوثتها الطاغية على كل شىء,وظن أنه نجح حتى هذه اللحظة .....
هل من شىء أردت قوله ؟؟؟
جاء سؤالها مباغتا ,,كجمالها ليخرجه عن صمته..
عفوا ...لا فقط أردت أن أطمئن عليك (((هو فقط أراد أن يطمئن على سطوة رجولته عليها في غيابه ))) لم يعلم آنذاك أنها ليست طريحة الفراش ربما بل طريحة الفراق الموجع ...
هل أستطيع أن أراك قريبا؟؟؟ وددت لو نلتقي ونتحدث قليلا ...
ربما فيما بعد فحاليا لدي التزامات (((لم تكن هي التي أجابت على سؤاله ,,كان عقلها الذي استخدمته للمرة الأولى مذ عرفته )))


ولم يكن الحديث عن أي شىء هو مادفعه لطلب رؤيتها,,بل الدهشة والفضول ... أراد أن يرمي لها بحبال غموضه مرة أخرى علها تتعلق بها من جديد وتعيد إليه نشوة انتصاره الذي أفسده عليه صوتها المتماسك
لقد شعر للمرة الأولى أنه خسرها ,,هو الذي اعتقد أنها باقية دائما في انتظاره متشحة بضعفها وصمتها ...
تلك الفتاة التي أحبته بكل جوارحها ,وكسرها بكل جوارحه ....تلك الأنثى التي حملت ملامح وطيبة وصبر أمه ,,وهجرها هو كولد عاق...
لم يعلم أن لا أحد غيرها سيحبه بهذا الصبر ,,لم يعلم أن لا أحد غيرها سيحتمل نوبات جنونه وغضبه ,وطفرات حنانه النادرة ...


أشعل سيجارة أخرى ,,وتمدد ,وهاهي الذكريات بدأت تجلده..
هل أحبها ؟؟؟؟؟ لا يدري فهو الذي ماعرف الحب يوما طريقا إلى قلبه المحصن ...
نفث دخان سجائره في كل مكان ,,,وتمتم مذهولا ,,أيعقل ؟؟ أحببتها ؟؟
لم لا ؟؟ ربما !!!!! 

2013-05-21
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد