news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الديمقراطية... مقارنة بين الفكر والممارسة 9 ...بقلم : محمد عبد الغني شبيب

الديمقراطية  Demoracy :
نظام اجتماعي أو سياسي يؤكد قيمة الفرد، والحفاظ على كرامته الإنسانية، وفيه تشترك الجماعة في إدارة شؤون نفسها·


وتعني في جانبها السياسي حكم الناس أنفسهم، وتطبيق مبادئ الحرية، والمساواة، دون تميز بين الأفراد بسبب الأصل أو الدين أو الجنس أو اللغة وفي ظل الديمقراطية تتحقق الإدارة الجماعية، وفيها يطبق مبدأ المشورة والمشاركة في اتخاذ القرارات·
وتطبق الديمقراطية في جميع مجالات الحياة السياسية والصناعية والتربوية والأسرية وليست

قاصرة على الحقل السياسي أو الانتخابي فقط ·
الديمقراطية طريقة حياة أو أسلوب حياة أو فلسفة حياة، تتيح لكل فرد فرصاً متساوية مع غيره

في المشاركة بحرية في نشاط الجماعة وفي تحقيق أهدافها , وبذلك يشترك الأفراد في عملية التخطيط ورسم الأهداف وفي اتخاذ القرارات السياسية وغيرها·
وفي الجانب السياسي تشير الديمقراطية إلى حكم الشعب، وتحقيق إرادته أو بالأحرى إرادة الأغلبية في كل المجتمعات الصغيرة أو المحلية والكبيرة·


وفي بلاد اليونان القديمة كان الناس يشتركون بأنفسهم في التصويت في اتخاذ القرارات والتشريعات، ولم يكن هناك حاجة في دولة المدينة إلى التمثيل البرلماني أي الديمقراطية البرلمانية، وتتطلب الديمقراطية بهذا المعنى توفير الانتخابات الحرة النزيهة، والتي تتسم بالشفافية وسرية التصويت وحماية الناخبين·

الديمقراطية بسط المساواة أمام القانون، وحرية الكلمة أو حرية التعبير، وحرية النشر، والاجتماع، والمنافسة الحرة، وتحقيق التوازن في المصالح·

وتفرض الديمقراطية حقوق الإنسان·
وتؤمن الديمقراطية بأهمية كل عضو من أعضاء الجماعة في وضع قراراتها(2) وتري أن رأى الكثرة يفوق رأي الفرد مهما كان هذا الفرد·
الديمقراطية في معناها اليوناني هي حكم الشعب، وفيها خضوع الأقلية لإرادة الأغلبية، وتوفر الديمقراطية الحرية والمساواة بين الناس·


وكان قديماً ينظر إليها منعزلة عن باقي الظروف الاجتماعية والاقتصادية السائدة، والديمقراطية تخدم عملية الإنتاج· وقد توجد الديمقراطية الشكلية، ولكن أفراد المجتمع لا يستفيدون منها· وقد تسيطر على الديمقراطية طبقة بذاتها كالطبقة الوسطى أو البرجوازية·
وفيها يجب أن يتم فصل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية· وتدعي الأنظمة الاشتراكية أنها تحقق الديمقراطية عن طريق امتلاك المجتمع أو الدولة لمصادر الثروة ووسائل الإنتاج، وفيها كان حق العمل مكفولاً للناس بقوة القانون مع منع البطالة والاستغلال بحيث يظهر ما يسمى   دولة الشعب العامل أو دولة كل الشعب .

 

مبادئ الديمقراطية:


وتضمن الديمقراطية حرية التعبير عن الرأي أو الفكر أو الشعور، وحرية العقيدة، والإقامة، والزواج، وحرية الحوار والنقاش، والأخذ والعطاء، وتبادل الآراء والفكر حيال مشاكل المجتمع، وهي تختلف عن الجو السلطوي ,ولا يمارس مشاورة الآخرين أو استطلاع آرائهم وينفرد هو بعملية اتخاذ أو إصدار القرارات , ويوجد مثل هذا القائد بهذا النمط السلطوي في المؤسسات العسكرية في ظل الأنظمة الدكتاتورية أو الشمولية أو الفردية أو القهرية .

أما القائد الديمقراطي فهو الذي يستمد سلطته في القيادة من موافقة الجموع عليه وعلى فلسفته وبرامجه في الإدارة وهو يعمل وفقاً لرغبات ومعتقدات أعضاء المجتمع وهو يراعي في ذلك كلا من حقوق الفرد وحقوق الجماعة·

فالقيادة الديمقراطية تعنى بكل من :


الفرد وحقوقه وحاجاته ورغباته
الجماعة وحقوقها وأهدافها ورسالتها
ومن بين مبادئ الديمقراطية

مبدأ التعاون لتحقيق الأهداف المشترك :


وهناك الجمعيات التعاونية وتقدم خدماتها لأعضائها ، وتمتاز بأن لكل منهم صوتاً واحداً بصرف النظر عن عدد الأسهم التي يمتلكها في المؤسسة التعاونية .

ويعد هذا الوضع خلافاً لما هو عليه الحال في الشركات المساهمة·


والديمقراطية بمعناها الحديث الضيق هي عبارة عن نظام حكومي ترجع فيه السلطة إلى الأمة، وكذلك لها ممارستها في شكل من يمثلون هذه الأمة عن طريق الاختيار الحر، وبمحض الإرادة وبملء حريتها، وهي بذلك حكم الشعب نفسه بنفسه لصالح نفسه أو لتحقيق أهدافه ومصالحة وفيه الغلبة لآراء الأغلبية أو الأكثرية ، ولكنها تقضي باحترام الأقليات، وبالاستماع الى الرأي الآخر وقبوله والتعايش معه .


ومن بين مبادئ الديمقراطية مبدأ الحرية , وتعني عدم فرض القيود، ومنح حرية التصرف أو السلوك أو الأداء أو العمل والعيش، وذلك حسبما توحي به إرادة الفرد العاقلة، ودون الإضرار بالغير أو دون خرق القوانين واللوائح والنظام العام إذا كان عادلاً وعدم الإخلال بواجبات الفرد·

ويميز بعض الباحثين بين أنواع الحريات الأربع الآتية:


1- حرية القول أو الرأي أو الكلام أو الحديث·
2- حرية العقيدة الدينية·
3- التحرر من الخوف·
4- التحرر من الفقر .

ومنها حرية الإرادة والتصرف , وهناك أراء مقابلة لفكرة حرية الإرادة ترى أن سلوك الإنسان في جميع الحالات والظروف تحدده العوامل الخارجية أو الظروف الحتمية·

وتتمثل الضرورة الموضوعية في شكل القوانين التي يضعها المجتمع·
وفي حال سيطرة طبقة من طبقات المجتمع تزول حرية الطبقات الأخرى، ولذلك فإن تطبيق الحرية يتطلب تحرير الناس من القهر الاجتماعي .
ومن بين مبادئ الديمقراطية

المساواة :

وفي ظلها يعامل الأفراد على أساس من تكافؤ الفرص والعدل والتساوي ، وتتضمن الفلسفة الديمقراطية فكرة العدل أو العدالة , وفيه يتحقق الإنصاف والعدل والقسط وإعطاء كل ذي حق حقه في المجتمع دون تمييز لجنس أو لون أو طبقة اجتماعية أو دين أو لغة ·


السيطرة  Dominance :
من شأن مبادئ الديمقراطية القضاء على كثير من النزعات العدوانية ومن بينها السيطرة أي إرغام الآخرين على الخضوع والاستسلام .

تجربة خلق جو ديمقراطي وجو استبدادي وجو فوضي:

وفي الدراسات النفسية استطاع عالم النفس "كيرت ليفينخلق جو ديمقراطي أو موقف ديمقراطي بين مجموعات من تلاميذ المدارس، حيث يشترك أفراد الجماعة أو المجتمع في التخطيط أو وضع الأهداف التي تنشدها الجماعة، ويحاط جميع أفراد الجماعة سلفاً بأهداف الجماعة أو رسالتها، وشجعهم القائد الديمقراطي على مناقشة نشاط الجماعة ونقده ثم كون >ليفين< جواً آخر معاكساً لهذا الجو الديمقراطي هو الجو الاستبدادي أو التسلطي أو السلطوي، وقارن بين آراء الجماعات المختلفة أو إنتاجها وقارن بين علاقاتهم فيما بينهم وعلاقتهم بالقائد ومقدار تماس الجماعة عندما تتعرض للأخطار·

وذلك في ظل كل نظام من هذه الأنظمة·حيث يسود الشعور الجماعي وليس الفردي أو الأنانية· والديمقراطية عموماً تشير إلى حكم الشعب ، أو بالأحرى حكم الأغلبية· ولقد درس كيرت ليفين الآثار التي يتركها كل من النظام :
1-   الديمقراطي·
2-  الاستبدادي·
3- الفوضوي أو الحرية المطلقة Laisseg Faire أو كما يقولون ترك الحبل على الغارب لجميع الأفراد ويعمل كل منهم حسبما يحلو له دون تدخل من القائد .

كما درس الآثار التي تنجم عن انتقال الفرد من وسط ديمقراطي إلى استبدادي وإلى فوضوي· ولقد خلص ليفين من هذه الدراسات إلى حقيقة أن الديمقراطية نظام اجتماعي وسياسي له أثاره القوية على الفرد والمجتمع, ووجد أن الإنتاج الأفضل يكون لدى الجماعة الديمقراطية، وأن أفراده أقل عداء فيما بينهم ، وأنهم أكثر وداً ، ووجد أن روحهم المعنوية Morale مرتفعة ، وأن أغلبية أفراد الجماعة يفضلون النظام الديمقراطي، ولكن ليس جميعهم·

ولقد وجد أن القرارات الديمقراطية يميل أفراد الجماعة إلى تطبيقها جراء اقتناع الجماعة بها وتؤدي هذه القرارات الجماعية إلى زيادة الإنتاج ؛ فالديمقراطية يستفيد منها الفرد والمجتمع كله، ولها آثار قريبة وأخرى بعيدة المدى وفيها يقوى شعور الفرد بالانتماء·
والديمقراطية قيم يتم غرسها في الشخصية منذ الصغر، وبذلك يتسم صاحبها بالتسامح والمرونة والاستقلال، ويشعر صاحبها بالانتماء للجماعة، وله شخصية في العمل، وهو أقل تمرداً على الجماعة·


والديمقراطية في جوهرها ، عبارة عن فلسفة اجتماعية تؤكد قيمة الفرد وكرامة الشخصية الإنسانية وحقوقها، وتقوم هذه الفلسفة على أساس مشاركة أعضاء الجماعة في إدارة شؤونها· وإذا قصد بالديمقراطية السياسية ؛ فإنها تعني أن يحكم الناس أنفسهم على أساس من الحرية والمساواة، بلا تمييز بين الأفراد بسبب الأصل أو الجنس أو السلوك أوالدين أو اللغة·


وتشير الإدارات الديمقراطية إلى الإدارة الاجتماعية التي تعتمد على مبدأ المشورة والمشاركة مع المرؤوسين في عملية اتخاذ القرارات .
إذا .. الديمقراطية عكس السيطرة Dominance التي تشير إلى الهيمنة والتسلط على الغير·

2013-05-30
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد