(قطعوا الطرقات وسرقوا المنازل وشردوا الناس وقتلوا الآلاف ورفعوا الأسعار ،وكله طبيعي .. لكن أن يلعبوا بالمتة هذا ما لا يحتمل).
عبارات كثيرة كتلك العبارة تناقلها الناس وكثرت في الأزمات التي تصيب المتة. المتة اليوم هي إدمان جزء كبير من السوريين ، فلا صباحاً أو مساءاً رائقاً لا تكون (كاسات) المتة تزين فيه جلسات أهالي الساحل تحديداً. ترتفع أسعار علب المتة وشاربها يعشقها أكثر. لا يعرف مصدر منشئها والحب في قلبه يكبر. فالمنزل دوماً في العمل، من دون كلل أو ملل. فرض لازم هي. واجب أخلاقي وإلا ستصبح (فضيحة) على كل لسان في مدينة مصياف مثلاً.
وبفضل عشق أهلها لها وإدمانهم المخيف عليها أصبح احتكارها أجمل مهنة لتجارها. ويبقى -مع ذلك- صمود محبيها وتصديهم لمؤامرتها شيء اعتادوا عليه. وأحد فصول المؤامرة عليها إدخال مادة الزرنيخ المسممة في العبوات كما يقال، وهنالك حالات تسمم في طرطوس بحسب مصادر غير مؤكدة.
الإشاعة كبرت وانتشرت وهزت صورة المتة في أعين التجار. ولكن لا ظروف صعبة بين الحبيب والمحبوب. فما أن سمع الناس بهذه الإشاعة حتى بادروا أكثر لشراء المتة ليتذوقوا طعم الزرنيخ. الزرنيخ بحسب الآراء نكهات. زرنيخ بالتوت ، زرنيخ بالمنغا ، زرنيخ بالمشمش. وبحسب نفس الآراء بدأت المطالبة بنكهات إضافية (إكسترا).
أما بالنسبة لعلماء الزرنيخ فالأخبار متضاربة حول انتحار بعضهم ، وتسمم البعض الأخر من المتة بدون زرنيخ. وآخرون تركوا ( المصلحة) وأصبحوا يبيعون (علكة) الزرنيخ في الشوارع.
وفيما يخص المستهلكين الذائبين (بدبديب) المتة فقد حملوني رسالة إلى المعنيين بالزرنخة أن يراعوا الطلبات بخصوص زيادة الزرنيخ بالمتة لأن ( الحالة هيك مو معقولة).