news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
يا مُسلِمي العالم : اتّحدوا ، وإلا اقرأوا على إسلامكم السلام في العام 2050... بقلم : د. عبد الحميد سلوم

لعلَّ كارل ماركس لو كان حيا اليوم لاستبدل شعاره في المانيفستو الشهير: ( يا عمال العالم اتّحدوا) بشعارٍ آخرٍ ( يا مُسلِمي العالم اتّحدوا) بعد أن سقطت نظريته البروليتارية والصراع الطبقي ، وساد فكر داعش حتى أضحى تهديدا ،ليس لكل البشر الأحياء فقط وإنما لكل البشر الموتى أيضا ، لاسيما إن كانوا من عقل وفكر كارل ماركس !!. فإن كانت قبور صحابة رسول الله وأضرحة الأولياء تُمسَح بالأرض من قبل داعش


 فماذا لو وصلوا إلى قبر كارل ماركس وأنجلز في لندن أو ضريح ستالين في موسكو ، أو قبر روزا لوكسمبورغ في ألمانيا أو تمثال الحرية مقابل شواطئ نيويورك الذي تُجسِّده امرأة ( زنديقة فاجرة سافرة متبرّجة ليل نهار وصيف شتاء أمام أعين كل الرجال بلا خجل ولا وجلٍ ولا حياء ) !! وقد سمَحَت لي أن اصعد إلى أعلى كتفيها حينما زرتها ذات مرّة ومِنْ فوقهما ألتقطُتُ الصور لناطحات نيويورك وبُرجَي التجارة العالمي قبل أن يتحوّل اسمهما إلى (المنطقة زيرو) zero zoneبفضل (الأدمغة ) التي ستحوِّل العالم كلُّه ، إن تمكّنت، إلى زيرو ، وتعيده لعصر الكهوف والمغاور !!..

المسيح (عليه السلام) لم يأمر أتباعه المسيحيون بالوحدة الأوروبية ، ولا بتأسيس حلف شمال الأطلسي ، ولكنهم فعلوها !! الرسول محمد(ص) أمر أتباعه بالوحدة والتعاضد والمحبة وقال لهم ( المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضاً ) وقال لهم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبُّ لنفسه) !! ولكن المسلمين لم يفعلوها !! بل على العكس ضربوا عرض الحائط بتعليمات نبيهم وحوّلوها عبر التاريخ إلى شعار ( يا مسلمي العالم تقاتلوا وتنابذوا وتخاصموا حتى يذهب ريحكم ، ولا يبقى مكان لكم بين الأمم والشعوب )!!.

 

(ولا يؤمِنُ أحدكم حتى يقتل من المسلمين بعدد شعر لحيته) هذه هي الشِعارات الجديدة – المودِرن - !! ويخرج العَلمانيون والليبراليون السياسيون ، وأعداء المسلمين في الغرب ليقولوا : أن المسلمين لا يُحدِّثون مجتمعاتهم ولا يُطوِّرون أنفسهم وأنهم تخلّفوا ألف عام عن ركب الحضارة البشرية !!.. ما هذا الافتراء على المسلمين ؟!..

وهل تطوّرَ أتباع دينٍ بالعالم كما (تطوّر) المسلمون ؟؟!! ها هي شعارات التطوّر والتحديث : يا مسلمي العالم : بين فضائيات المسلمين من المغرب إلى جاكرتا ،مرورا بكل فضائيات الخليج ، تفرّقوا !!.. وبين المُحلّلين والمحلولين تنازعوا ، وبين ألوان وأشكال العمامات تقاتلوا !!.. وبين الصهاينة القُدامى والجُدد انبطحوا ، وبين اليهود (والنصارى) اندعِسوا ( وعفوا من استخدام كلمة النصارى ولكنها للتهكُّم من ثقافة من يعتبرون اليهود والنصارى أحفاد القـ.. والخــ..) ... وهم في الحقيقة فصيلة من فصائل القِردة والخنازير !!..

هل هناك من أمرٍ بات خافيا في الصراع الدائر على رقعة الشطرنج العربية وغيرها ، سوى ، ربما ، مخططات وتكتيكات المعارك ونتائج اجتماعات قادة الجيوش السرية أو رؤساء أجهزة المخابرات في المنطقة!!.

أليسَ المسلمون اليوم هم الأحوج لشعار يحاكي شعار كارل ماركس ( يا عمال العالم اتّحدوا ) ، أي (يا مسلمي العالم اتّحدوا) وإلا الفناء بانتظاركم في العام 2050 مهما تكاثرتم ، ولن تفيدكم تنظيرات عضو مجلس الشعب السابق الشيخ محمد حبش ، لا بالماضي ولا بالحاضر، وتوقعاته أن تصبح أوروبا إسلامية في العام 2050 !! ولا تنظيرات من كان عضو مجلس الشعب والمستشار الرئاسي وسفير ووزير ثقافة (البعث العَلماني) عن أهل (السنّة والجماعة وأهل الشيعة) ، فهذه قابلة للتغيير بأية لحظة حينما تقتضي المصلحة !! فهو من قال لي ذات مرّة عن نفسِه في مكتبه بالسفارة بأبوظبي (وكنتُ نائبا له) : بتعرف أنو أنا بعثي؟؟ فاستغربتُ كلامه !! فقال أنا عَلماني !!.. اليوم هو مُنظِر بثقافة( نحن أهل السنة والجماعة ، وهم أهل الشيعة) !!...

لم أكن أعرف إلا بعد فوات الأوان أن تغيير الأقنعة بحسب ما تقتضي الظروف ضرورة ، كما تغيير (الّلوك) بعالم الفنّانات ، اللواتي يُغَيِّرن (اللوك) يعني شكل ( الإطلالة والتسريحة ) كل فترة وفترة كما تقتضي أصول المهنة وطبيعة الحفلات وهز الخصر!! فهكذا يبقى الشخص مصدر جذبٍ واهتمام للمتابعين واللايكيين (يعني المُعجبين بلغة الفيس بوك )، وللمسئولين، ويبقى الانتفاع مستمرا والدخل مرتفعا !!.. تاري الغالبية يقتدون بالفنانات والراقصات وعليهم تغيير ( اللوك) كل فترة وفترة حتى لا يملّهم الجمهور، ولا ينبذهم المسئول !! ويبقى لهم بكل عرس قرص !!..

الموقف المُعارِض ليس المشكلة إن كان وطنيا ، فهذا حق أي شخص، ولكن هل التحريض الطائفي من طرف مثقفين خانوا رسالة الثقافة وابتعدوا عن معانيها لتتحوّل إلى رسالة قاتلة بدل كونها رسالة إنسانية، هل هذا موقف وطني ؟!! كنا نقول : كيف ستحترِم المتملق والانبطاحي والانتهازي حتى لو قال كلمة صادقة في وقتٍ ماْ !! فهو يُذكّرك بالشيطان حينما تحدّث ذات مرّة بكلام صحيح ، فقالت الملائكة للربّ إنه كذّاب حتى لو قال كلاما صحيحا !!. واليوم بتنا نقول : كيف يُمكِن أن تكون مُحترَما ولك شأنٌ ما لم تتعلّم كيف تكون منافقا وانتهازيا ومتملّقا وبمائة وجه وتعرف كيف تضحك على الصغير والكبير ، وعند اللزوم تقول للجميع :(( طظ ، وبتشمِّع الخيط ، يعني بتفركها ))... ما تعلمنا هذه الثقافة ولذلك كنا (مكانك راوح) بحسب اللغة العسكرية !! بينما من أتقونها استلموا أرفع المناصب!! أليسَ هذا ما كان على مدى عقود ، وما يزال !! وكيف ما بدها تبقى عوجه ...

ربما بات المسلمون هم الأحوج اليوم لشعار شبيه بشعار كارل ماركس (ياعمال العالم اتّحدوا) ، وتيمُّنا بشعار الوحدة الماركسية نقول (يا مسلمي العالم اتّحدوا) التي دعا إليها رسول الإسلام(ص) قبل ألف ومائتي عام من دعوة كارل ماركس لعُمَال العَالم !!..

لا مُستقبَل للإسلام إن استمر بالسير على طريق الدّم الذي ارتسمت معالمه من سقيفة بني ساعدة وما زال مُستمِرّا حتى عشيرة (البو نمر) في العراق وقبْلهَا عشيرة ( الشعيطات) في سورية ، وما زالت ديار المسلمين عامرة بلون الدم الأحمر بدلا من لون الشجر الأخضر والمروج الخضراء ( كما ديار الكفّار) ، حتى بتْنَا نكرَه كل لونٍ أحمر ولو كان لون الورد الجوري، لأنه يُذكَرنا بالدماء فقط ، وليس بِعِيد فالانتاين !!..

ملايين الشباب المسلم عبر العالم الإسلامي ، وخارجِهِ، بات ينتابها الشكُّ إن كان الإسلام فعلا هو دينٌ (سماوي) أم وضعي !! بالنسبة لي أنا مقتنع كلِّيةً أن الإسلام دين سماوي ، ولكني بذات الوقت لا أستغرب هذا التساؤل من ملايين الشباب المسلم ، ولا ألومهم ، لأن ما يشاهدونه اليوم يدفعهم بكل قوّة لطرح ذاك التساؤل !! فهل من دين سماوي يُحلّل كل هذا القتل والذبح والحقد والاغتصاب والخطف والعبودية ويُجرِّد الإنسان من كل معانيه الإسلامية !!. هل ما تقوم به المجموعات التكفيرية هو من وحي السماء ، أم من (وحي) غريزة الوحوش المُفترسة !!.

طريق الدّم ، المُشار إليه آنفا، بات يوازيه طريق القتل والذبح والخطف والإرهاب على طول العالم الإسلامي ، من غرب وشمال إفريقيا ، من مالي والنيجر ونيجيريا وشمال الكاميرون وليبيا والصومال ، عبورا بآسيا العربية : اليمن والعراق وسوريا ولبنان ، وباتجاه الشرق حتى أفغانستان ووسط آسيا في إقليم شيجيانغ في شمال غرب الصين ، وقبلها في شمال القوقاز !!..

مئات الفضائيات تتحدّث عن الإسلام على مدار الساعة ، ولكن لكلٍّ منها إسلامها ، وكلٍّ منها تُخاطبُ الأخرى : لكمْ إسلامكم ولي إسلامي ، لكمْ ربكم ولي ربي ، لا أعبد ما تعبدون ولا أؤمنُ بما تؤمنون !!..

لم أشهد في العالم المسيحي هذا الكم الهائل من الفضائيات التي لا شغل لها إلا الحديث (بالدِين) على مدار الساعة ، ورُبّما لذلك اتّحدوا .. لأنهم لم يسمحوا للدين باقتحام موائد الطعام والمكاتب والمؤسسات وفناجين الشاي والقهوة وعلب الكوكاكولا وسندويشات الهمبرغر ، والدخول إلى الحمّام والخروج منه ، والبنطلونات والشالات ، وشعر المرأة وأفخاذها ، وما بينهما ، وخلفهما وفوقهما ...... لم يختزلوا الدين كله في (جسد امرأة )... لم يؤمنوا بأن الشيطان سيكون حيث يكون رجُل وامرأة لوحدهما ، ولذا أرسلوا الرجُل والمرأة على متن سفينة فضائية واحدة إلى الفضاء ليعيشوا خارج نطاق الكرة الأرضية أشهرا وسنينا ، ثم يعودون ليُقدِّموا للبشرية اكتشافا جديدا واختراعا جديدا ونعيش بفضل عقولهم ، بينما نُذبَح بفضل عقول ( ما اجتمع رجُلٌ وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما ) !! وهل من شيطان في الكون إلا أصحاب ذاك العقل اللاعقل !!..

كمْ أصابَ الإمام محمد عبده حينما قال بعد زيارته لأوروبا ورأى فيهم قيمٌ ومبادئٌ وأخلاقٌ وإتقانٌ للعمل (وهذا أساس كل نجاح ) وهم ليسوا بمسلمين، فقال : وجدتُ في أوروبا مسلمين بلا إسلام ووجدتُ في بلدي إسلام بلا مسلمين !!!.. نعم بهذه العبارة اختزل الفرق بأكمله بين الغرب الأوروبي والشرق العربي !! وهذا كان قبل أن نسمع بالقاعدة وداعش والنُصرة وبوكو حرام ، وكل تفرعات ذرّيتهم من (مجاهدين ومجاهدات) ناكحين ومنكوحات ، تونسيات وسعوديات وأوروبيات !! فما عساه سيقول لو كان اليوم حيّا !!..

الإسلام كدِين وجوهر وإيمان ، أصلا لم يعد موجودا إلا عند قلَّة بين المسلمين !! فقد تحوّل إلى سلاح تدميري كما سلاح الطيران والصاروخ والمدفعية ، أي إلى أداة ووسيلة حربية تفتك بالمسلمين عن طريق التحريض الطائفي والمذهبي أكثر مما تفتك طائرات التحالف بتنظيم داعش !!..

وبعد كل هذا يأتيك شخص ليتوقّع بسخافة أن أوروبا ستصبح إسلامية في العام 2050 ، ولكنه لم يخبرنا أي إسلام سيسود بها !! ربما حتى لا يفتحون المعركة بينهم منذ اليوم ، فتقول داعش أن (إسلامي ) سيسود ، ويقول الأخوان أن إسلامنا سيسود ، ثم يقول الوهابيون أن إسلامنا سيسود ، ثم تأتي النصرة وتقول إسلامي سيسود ، فتعترض القاعدة وتقول ، بل إسلامي سيسود ، ثم يأتي عضو مجلس الشعب والمستشار الرئاسي والسفير والوزير السابق في دولة ( العَلمانية) ويقول: (إن إسلامنا أهل السنة والجماعة سيسود ) فيجيبه أخرا : كلا إسلامنا أهل الشيعة سيسود ...... فتنشب معركة جديدة منذ اليوم حول أي إسلام في أوروبا سيسود بعد أن تصبح القارّة العجوز إسلامية وتستسلم لربِّها كما يعتقد عضو مجلس الشعب السابق محمد حبش صاحب التحيّات المشهورة من تحت قبّة المجلس في دمشق وحتى القرداحة في اللاذقية حينما كانت المصلحة تقتضي ( عودوا للأرشيف) !! ..

 

 ولذا لا يسعنا إلا أن نخالف توقعات الشيخ محمد حبش ( مع أننا نريد للإسلام أن يسود وينتشر في الأرض وعلى سطح القمر والمريخ) ولكن حتى لا ينقلون معاركهم ومذابحهم لاحقا لأوروبا وينتهي كل الإسلام والمسلمين كما انتهوا في الأندلس قبل أكثر من خمسمائة عام بعد أن اشتعلت المعارك والقتل والذبح بين ملوك الطوائف حتى قضوا على بعضهم بعضا ، ومن تبقّى منهم كان الأوربيون كفيلين بالقضاء عليه ، إلا من تحوّل للمسيحية !!.. ثم إن أصبحت أوروبا إسلامية إلى أين سيهاجر المسلمون من ديارهم العامرة بكل أشكال القتل والذبح والجهل والتخلّف وهي الديار التي أنعم الله عليها بنعمة الإسلام !! على الأقل إلى أين سيهاجر زياد الرحباني أو نانسي عجرم هرَبا من العنف في هذه المنطقة ؟؟!!.

********************

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2014-11-12
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد