news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
ماذا يعني حينما ينتقد مسئول برلماني روسي كبير مستشاري الرئاسة ببلدي ... بقلم : د. عبد الحميد سلوم

*ردود الفعل الروسية العالية والمباشرة ، رسميا ، وإعلاميا ، بعد التصريحات الأخيرة التي صدرت عن السلطات السورية ، لها معانيها وأبعادها ، وسبق أن تحدّثتُ عن ذلك في مقالٍ سابقٍ !. الواضح أن الروسي قد ضاق صدرهُ ، إذ يشعر أن السلطات السورية تسيرُ في عكس الاتجاه الذي حدّدهُ بالاتفاق مع الأمريكي !. لاسيّما أنه أكّد مرارا أنه لم يأتي للدفاع عن أحدٍ وإنما عن مصالح روسيا وحماية المدنيين ، وطبعا، عن مؤسسات الدولة وعدم انهيارها واستيلاء المتطرفين والإرهابيين عليها ، بحسب تصريحات الماضي !.


*موقف روسيا الرسمي من التدخُّل العسكري المباشر في سورية ، أوضحهُ الرئيس بوتين في كلمته يوم السبت 20 شباط بمناسبة عيد الجيش ، بوضوحٍ غير مسبوق حينما قال : "إن قواتنا المسلحة تدافع في سوريا عن مصالح روسيا الوطنية وتساعد في حماية المدنيين هناك من الإرهاب .. وأن المهارة الحربية لعسكريينا تزيد تحسنا ، وبقتالهم في هذا البلد الشرق أوسطي فهم يحمون الاتحاد الروسي ، ويقضون على المسلحين ، الذين يعتبرون روسيا عدوّا ولا يخفون خططهم التوسعية ، حتى على أراضي ورابطة الدول المستقلة .. وأنهم يساعدون في ظروف غير سهلة القوات الحكومية السورية، وغيرها من المشاركين في الحرب ضد الإرهاب، بسحق المتشددين، وإنقاذ السكان الآمنين من العنف والهمجية والتعسف...

 

 

وأكّد على سعي روسيا إلى حل الأزمة السورية بالطرق السياسية والدبلوماسية، قائلا: لقد سعينا دائما إلى حل أية مشاكل مثيرة للجدل بالوسائل السياسية والدبلوماسية فقط، وساهمنا غير مرة في إعادة الاستقرار إلى دول مختلفة، وساعدنا في إطفاء الأزمات الحادة، وسنسعى إلى ذلك في هذه الحالة أيضا .." ..
 


*تأكيد الرئيس بوتين على الحل السلمي السياسي والدبلوماسي في سورية يندرج في إطار قمة التصريحات الرسمية والإعلامية الروسية أنه لا مجال في سورية للحسم العسكري ، كما يعتقدُ بعض حلفائه!. وقد لاقاهُ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في تصريحه صباح 21 شباط ، أن بلاده كانت تقول منذ سنوات أنه لا حلّا في سورية إلا الحل السياسي !.
 


*كل هذا قد لا يٌضيف الكثير للمعلومات ، ولكن أن ينبري نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الاتحادي الروسي زياد السبسبي لينتقِد بشدة مُستشارِي الرئاسة السورية في مقالٍ على موقع (روسيا اليوم) حينما قال : (( ... وفي ضوء تلك المعطيات .... توقعتُ من مستشاري الرئيس السوري بشار الأسد أن يستشيروه بسحب البساط من تحت أقدام الإدارة الأمريكية، ومعها الغرب بتقديم الشكر للولايات المتحدة وحلفائها على دورها الجديد البنّاء الساعي إلى وقف إراقة الدماء على الأراضي السورية، وأن سوريا مستعدة لإنجاح هذا الاتفاق وتنفيذه ولن تترك حجة لأحد في إعاقة الحوار السوري-السوري، وبذلك تعطي للموقف السياسي الروسي مصداقية وقوة وجدية في معركته السياسية والدبلوماسية للخروج بحل سلمي سياسي للأزمة في سوريا وفي معركته ضد الاٍرهاب الدولي التي ستدوم طويلا...

 

ويتابع مستهزئا : وإذ بجهابذة العصر وعباقرة السياسة والإعلام في مدينة الفيحاء يُبدعوننا بنظريات سياسية وأفكار جديدة يجب أن تكون أساسا في برامج الجامعات في العالم وخاصة في كليات العلوم السياسية والدبلوماسية والإعلام … ثمّ يمضي قائلا : من هذه اللحظة التاريخية الحاسمة يجب على الجميع أن يصحح معلوماته ويعلم أنه لا يوجد في علم السياسة شيء اسمه الحل السياسي، وإنما يوجد المسار السياسي والمسار العسكري للحل..!! وأن إيقاف إطلاق النار والعمليات القتالية لا يتم إلا بين جيوش الدول ..!!

 

 

 وأن سبب الأزمة في سوريا في الفهم الخاطئ للمصطلحات السياسية على مدار العقود الثلاثة الاخيرة، وأن الحوار السياسي مع المعارضة يعطيها صفة الشرعية ويرفع عنها تهمة الاٍرهاب.!! ويُكمِل السيد سبسبي قائلا بنوعٍ من التهكُّم : ولكي لا أتدخل في الشؤون الداخلية السورية لن أتعرض إلى مفاهيم الوطنية واللاوطنية والوطني الشريف والخائن والإرهابي والخارج عن القانون، فهذا الأمر أتركه لمفكري سوريا وهم كُثر، وأمور كثيرة وكثيرة لا مبرر لذكرها كاملة …. ثم يتابع : المهم بالأمر أن لا تكون النجاحات العسكرية التي يحرزها الجيش السوري بمساعدة التغطية الجوية الروسية سبباً في الابتعاد عن المسار السياسي لحل الأزمة في سوريا، فمنذ اليوم الأول للتدخل العسكري الجوي كان إعلان القيادة الروسية واضحا عندما أعلنت أنه لا حل عسكريا للأزمة السورية، وأنه يجب أن يكون هناك بالتوازي مع العملية العسكرية لمحاربة الاٍرهاب حوار سياسي حقيقي سوري-سوري للخروج من الأزمة ...

 

 

 وأنه بعيدا عن حرب المصطلحات والتصريحات والمقابلات الصحفية والتلفزيونية لكافة المعنيين في الملف السوري يبقى الشيء الوحيد الذي يجب أن يفهمه الجميع أنه لا حل و لا مسار للخروج من الأزمة في سوريا سوى السياسي.. وأنه لن يستطيع أحدٌ بتاتا تغيير اتجاه التسوية ولن يُسمح له.. وأن العملية السياسية هي دائما حرب نفسية طويلة الأمد ينتصر فيها من يُتقن فن الصبر والانتظار وليس المراوغة وكسب الوقت )) ..
 


*كلام السيد سبسبي لا يحتاج إلى مزيدٍ من التعليق ، فانتقاده لمستشاري الدبلوماسية والسياسة والإعلام السورية ،بهذه الطريقة ، هي واضحة !! ولا أدري إن كان أحدُ في الدوحة عاصمة قَطَر قد تمكّنَ من التأثير على السيد سبسبي خلال زياراته المتكررة للدوحة للمشاركة في البرامج التلفزيونية ، وجعلهُ ينقلب على "جهابذة العصر وعباقرة السياسة والإعلام في مدينة الفيحاء " ، بحسب وصفهِ ؟!.
 


*لستُ متفاجئا بآراء السيد سبسبسي بأولئك "الجهابذة" ، ولكنني مُستغرِبا كيف أنه ، هو وغيره في موسكو ، لم يكتشفوا عبقرية أولئك " الجهابذة" حتى اليوم !. وطبعا هذا الكلام ليس عامّا أبدا ، فهناك استثناءات !.
 


*إنني بِحكمِ نشاطي السياسي الحزبي والنقابي أيام زمان، منذ أيام الجامعة ، وعملي الدبلوماسي ، أعرف شخصيا ، وعن قُربْ ، كل أولئك الذين عناهم السيد سبسبي !. وربطتنا علاقات صداقة ومودة واحترام ، منذ أكثر من 45 سنة ، أو على الأقل منذ 36 سنة ، مع أصحاب الجانب الديلوماسي !.
 


*كنتُ دوما ، ولستُ لوحدي ، أشفِق على سورية من بعض من يشغلون أهم المراكز ، لاسيما في مواقع يُفترَض أنها هي من تُقدِّم المقترحات والآراء والمطالعات في الميادين التي أشارَ لها السبسبي !. وكنتُ أقول دوما ، ولستُ لوحدي ، إن كان أولئك "العباقرة" ... هم أصحاب الإستشارات ،، فالله يستُر دوما من الأعظم !.
 


*نعم إن نجاح كل (أصحاب صُنع القرار) هُم مُستشاريهم على كافة ومُختلَف الأصعدة، فهؤلاء هم العيون التي يرى من خلالها أصحاب صنع القرار الأوضاع ومن خلال آرائهم ومقترحاتهم يتمُّ وضع القرار ، وبمقدار ما تكون مقترحاتهم وآرائهم صحيحة وصائبة يكون صنعُ القرار صحيحا وصائبا، والعكس صحيحٌ أيضا !!. ولن أزيد على ذلك !.
 


*أولئك اصحاب الإستشارات ، من بينهم من أعرفهم جيدا، ولو كان هناك تكافؤ فُرَص في الوطن والدولة ، بل لو كان هناك تكافؤ فُرَص داخل حزب البعث ذاته ، ربما لما كانوا في مراكزهم !. ولكن حينما تُقصي بالتعيين ، حتى داخل حزب البعث ، أنبل أبنائه وأشرفهم ، وأكثرهم صدقا مع ذاتهم ومع جماهيرهم ، وأكثرُهم شعبية بسبب صدقهم والتفاف الناس حولهم لأنهم يرفعون بالصوت العالي هموم البشر ويتحدثون بجرأة وشجاعة ضد كل مظاهر الخلل ، ولا يعرفون عقلية الانتهاز والتمسيح والتملّق ، فإلى ماذا ستؤدي هذه المقدمات ؟.
 


*أسألهم ، وهم يعرفون من أقصدُ ، من قيادات حزبية ، ومسئولين بالدولة ، لاسيما الخارجية، ألَمْ أكُن من الأكثر شعبية ومصداقية ورفْعا للصوت الصادق والشجاع ؟. ألَمْ أحارَبُ بعدها لأنني استحوذتُ في إحدى الانتخابات على أكثر من 90% بالمائة من الأصوات ؟. (نعم أكثر من تسعين بالمائة) !. كيف تمّ التعامُل معي بعدها ؟؟. لن أتابع ، تعرفون !!. وتعرفون أن ذلك ما دفعني لترك الجامعة والالتحاق بالخارجية بعد مسابقة تقدمتُ فيها على كل من تعيّن سفيرا من أبناء دورتي !!. فلحِقتم جميعا بنا في الخارجية ، ولكن بدون مسابقات ، طبعا باستثناء واحدٍ فقط من الجنوب السوري ، أعرف قريتهُ ، ويعرفُ قريتي ، جاء بمسابقة ، ويشغل منصبا رفيعا بالوزارة ، وما زالَ صديقا واحترمهُ ، وأميِّزهُ عنهم جميعا ، لأنه بقي وفيا وصاحب ضمير حي ، وأعرفُ كمْ كان حماسهُ للنهوض بالوزارة ، ولكنهم ...... !!. وإن كان لي من عتبٍ عليه أنه مُهذّبا أكثر مما يلزم في وسطٍ مفقودة به كل معاني التهذيب والمعايير !.
 


*ما فائدة أصحاب الاستشارة إن كانوا على مبدأ ذاك الطبّاخ الذي كان مُكلّفا بإحضار الأطباق للوالي ؟. فيُحكى أن الوالي اشتهى أطباق الباذنجان ، فبدا الطبّاخ بإسدال كل أشكال المديح على الباذنجان ، وفوائده للصحة !. ثم أحضر العديد منها بألوان وطعمٍ وخلطات مختلفة !!. وبعد أن أكل الوالي منها انزعجت معدتُهُ ، فاستدعى الطبّاخ ، وقال لهُ لقد أثقلَ هذا الباذنجان معدتي ، فبدأ الطباخ يُعزِي كل أشكال الضرر للباذنجان ، ويعتبرهُ أكلةً مزعجة وثقيلة على المعدة وتُسَبِّبُ النفخة ووو فقال له الوالي : لماذا مدحتهُ لي سابقا إذا ، ولم تقُل لي ذلك قبل طبخهِ ؟. فأجاب الطباخ : وهل يا مولاي أنا عبدُك أم عبد الباذنجان !!؟


*ماذا تتوقع يا رفيق سبسبي حينما رأس وزارة يُفرِّغ عن سابق عمد وإصرار وزارتهِ (نعم وزارته ومزرعته ايضا)، من كل كوادرها ذات الخبرة ؟. وسؤالي ماذا تتوقع بعد مقالتك ؟؟. انشالله ما تطلع عميل للدوحة ومهمتك الإساءة للقامات والرموز الكبيرة الوازنة جدا !!.
 


https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts
 

2016-02-26
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد