*شكرا موسكو ، شكرا واشنطن ، فماذا كان سيحلُّ بشعب سورية المفجوع الضعيف والمُستضعَف ، المُرتهَن لفوهات البنادق ، وللمرضى من أبناء شعبهِ ، لولاكُما !. حينما كان هناك من يقول في بعض بُلدان العالم الثالث أن المُستعمِر كان أرحم على شعوبنا من أنفسنا ، كانوا يلومونه !. لمْ يكُن المُستعمِر يقبعُ في أعماقهِ كل تلك الوحوش التي تقبعُ في أعماقنا، وأولها وحش الطائفية الذي جعلَ كل واحد غريبا في عيون الآخر، والشعار إن لم تلتهمه فسوف يلتهمك !.
*لقد حلَّ بشعب سورية ما لم يحلُّ بشعب فلسطين ،
ولا بشعبٍ آخرٍ في العالم !! ولكن كمْ كانت الأوضاع ستسوأ لو تُرِك الأمرُ
للمتحاربين ليتحاربوا إلى ما شاء الله!.
*منذ خمس سنوات و(السلطة السورية) تقول أنها ستستعيد السيادة على كافة الأراضي
السورية !! ومنذ خمس سنوات والمعارضة تقول أنها ستُسقِط (النظام السوري)!! فلا
السُلطة استعادت السيادة ولا المعارضة أسقطت النظام ، ولكن سقط الوطن وسقطت دماء
أبنائه كما لو كانت شلالات دمٍ هادرة !!. ضاقت المقابر ، تيتّمَ الأطفال ، ترمّلتْ
النساء ، فُجعِت الأمهات والآباء ، تدمَر الوطن ، نزحَ أبنائه أو هجروه !! كل ذلك
لأن طرفا متمسكا بالسلطة وطرفا يريد نزع السلطة !! وكل طرفٍ يقول أنه هو من يدافع
عن الوطن وعن الشعب ، فَأمَا كان ممكنا الاتفاق على نهج سياسي تعددي يتم فيه
التداول على السلطة بشكلٍ مُتحضِّرٍ بدون كل هذه الدماء والدمار!! لماذا لم يحصل
ذلك؟؟.
* المسئولون السوريون يقولون لولا الدعمُ الخارجي للمعارضة لسحقناها ، والمعارضة
تقول لولا إيران وروسيا لهزمنا النظام وأسقطناهُ !! . إذا الأطراف الخارجية هي من
حالت دون هزيمة المعارضة ودون هزيمة "النظام" !! يعني النظام والمعارضة هما مرتهنان
للخارج !! وهذا ما بات واضحا لا لُبسَ فيه !.
*اليوم لا مكانة لا للنظام ولا للمعارضة، وشكرا لأمريكا وروسيا، لأنهما نحّتَا
جانبا كل من النظام والمعارضة، وبدتْ موسكو وواشنطن أنهما أحرص على سورية من
الطرفين المتحاربين!.
*قد يقول واحد من هذا الطرَف، أن لروسيا حساباتها، ويقول واحدٌ من طرفٍ آخرٍ أن
لأمريكا حساباتها ، وهذا صحيح تماما ، فهذه دول وليست جمعيات خيرية ، ولكن أليسَ
إلزامها الطرفين المتحاربين رغما عنهما بوقف إطلاق النار يصبُّ في مصلحة كافة أبناء
الوطن ؟؟. هل كان بمقدور النظام والمعارضة أن يحققا ذلك؟ بالتأكيد كلا ، فكلٍّ
منهما كان ماضٍ بالانتحار ونحر الشعب والوطن ، غارِسِا في عقول مناصريه وهْمَا
واضحا أنه سيحسم المعركة (وهذا كان ممنوعا من البداية)، وقد شاهدنا كيف تفتتتْ
سورية ولم تعد فيها منطقة واحدة موحّدة ضمن محافظَة، ربما باستثناء القليل جدا !
ولو تُرِك الأمر للمتحاربين لما بقيت ناحية واحدة موحّدة ضمن منطقة !.
*لماذا كانت كل هذه العبثية والسريالية ؟ لماذا كان كل هذا الاستهتار بدماء البشر
وشباب الوطن؟ هل هي فعلا المؤامرة ؟ أم المكابرة والعناد وتغليب المصالح الخاصة على
مصلحة كل الوطن ودم أبناء الوطن، من طرف المتحاربين!.
*كنتُ يوم السبت الساعة الثانية بعد الظهر في 27 شباط ، في طريقي لشراء بعض الأغراض
للمنزل ، فسمعتُ إطلاق نارٍ بكثافة ، فوقفتُ في مكاني !! ثم شاهدتُ بعض العساكر
يهرعون باتجاه إطلاق النار بسرعة مع أسلحتهم ، ولكن بعد هنيهات عادوا ، فسألتُ
أحدهم : هل هناك شيئا ؟ فأجاب : كلّا !! فتابعتُ في طريقي وبعد مسافةٍ شاهدتُ بضعة
شبابٍ ومعهم بضعة عساكر يحملون نعشا نحو جامع الهدى في حي المزة للصلاة عليه قبل
دفنهِ ، وهم يهتفون (لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله ) وكانوا هم من يطلقون
النيران!.
تابعتُ في طريقي فرأيتُ بضعة نساء يقِفنَ
أمام إحدى الأبنية التي خرجتْ منها الجنازة ، وهناك نعوة لِشابٍّ مُعلّقةٍ على باب
البناية تنعي الشهيد الشاب (عامر ابن المرحوم .......) الذي استشهد وهو يؤدي واجبه
الوطني !! وبينما كنتُ أقرأ النعوة سمعت إحدى النساء تقول لزميلاتها عليهم أن
يأخذوه حالا قبل أن تعلم والدته !! وقد فهمتُ وكأنّ والدته تزوّجت بعد وفاة والده
وتعيش مع زوجها الجديد!.
*حزنتُ ، فوق كل حزني ، على هذا الوطن الجريح المكلوم الذي غاب فيه كل صوت للعقل
والعقلاء وحلتْ لغةُ الجنون والحماقة والجهلاء !.
*يلومون الأطراف الخارجية، ولكن ما كانَ للأطراف الخارجية أن تجِدَ طريقا لها
لِتسلكَهُ وتتسلل من خلاله لو أن طريق العقل والغيرة على الوطن والحرص على دماء
أبناء الشعب ، سادتْ من البداية ، بين كافة الأطراف!. ولكن كان الأمر واضحُا من
أوّلها أنه لا يمكن لأحدٍ أن يُلبي مطالب الآخر، ولِتذهَب الأوضاع نحو الحرب
والدمار والدماء والجحيم حتى النهاية، فإما قاتلٌ أو مقتول !. هكذا كانت المعادلة
والمقاربة !. وهذا ما جرَّ لاحقا إلى سورية تدخلات من كافة الأطراف الإقليمية
والدولية، وسواها من مقاتلين!! والحمد لله أن واشنطن وموسكو سحبتا أخيرا البساط من
تحت أقدام الجميع بهدف تنفيذ خريطة الطريق التي وضعوها في فيينا وتبناها مجلس الأمن
في القرار 2254 !. ولذلك لا يسعني إلا القول شكرا موسكو ، شكرا واشنطن!.
طبعا أعرفُ أن هناك من سيشتم موسكو ، وهناك من سيشتم واشنطن ، وهناك من سيتّهم
روسيا بالتآمر ، وهناك من سيتّهم أمريكا بالتآمر!. لن أحكم على النوايا وإنما على
ما أراهُ من أفعال ، وما أراهُ أنه لولا أمريكا وروسيا لَما كان هناك وقفٌ لإطلاق
النار في سورية !. نعم أمريكا لا تستطيع أن تفاخر بتاريخ حروبها وسياساتها، ولكن
علينا أن نحكم عليها اليوم، وليس بالأمس، من خلال موقفها من سورية ومن سعيها مع
روسيا لوقف إطلاق النار وصون المزيد من الدماء!.
*القرار اليوم بيدهما، وموسكو تعرف أن واشنطن ما كانت إطلاقا ستسمح لها بالمُضي حتى
تحسم الأمور لصالحها ، ولذلك كانت موسكو تعرف حدودها تماما، وتعرف الخطوط الحُمر،
ومن هنا هرعَ مسئوليها في وقتٍ ما ليقولوا : إن الهدف من الهدنة في سورية هو التوصل
إلى تسوية سياسية !. فخرجَ الوزير كيري بتصريحات يوم 23/ شباط يقول فيها : من الصعب
إبقاء سورية موحّدة إذا استمرّت الحرب فترة أطول ، وأن بلاده تدرس خيارات أخرى في
حال فشل الهدنة!. ثم كان وقفُ إطلاق النار منتصف ليلة الجمعة – السبت 27/ شباط !.
وأعتقدُ أن الروسي فهِم الرسالة الأمريكية
جيدا، وحديث كيري عن الخطة البديلة في حال فشل وقف إطلاق النار، يعني اللجوء للخيار
العسكري ، ولن تترك لروسيا الكعكة بمفردها، وأنه على روسيا أن تكون جادّة جدّا في
تطبيق وقف إطلاق النار من جِهتها وجِهة حلفائها لأن أمريكا على ما يبدو كانت
مُتكفِّلة بحلفائها !.
*وبعدها جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي أوباما ، أن العالم سيراقب وقف إطلاق النار !
يعني ببساطة يمكننا القول من خلال التحليل السياسي أن عيني أوباما قد تتحوّلان من
اللون الأسود إلى اللون الأحمر في أية لحظة، لاسيما أمام ضغط الإعلام الأمريكي وضغط
حلفائه في أوروبا وفي المنطقة عليه !. وطبعا روسيا ليست بوارد المواجهة مع أمريكا
على الإطلاق في سورية، ولا ترغب في أن تقوم واشنطن بالانخراط العميق المباشر في
وجهها في سورية ومدِّ المقاتلين بصنوف الأسلحة والصواريخ التي تقلب المعادلات !.
ولذلك كانت التأكيدات الروسية متلاحقة من أن روسيا هدفها التسوية السياسية وليست
بوارد تصريحات السلطات السورية عن استمرار الحرب حتى تستعيد الدولة سيادتها على
كافة الأراضي !
فروسيا تعرف إلى ماذا سيؤدي بها السير في هذا
الطريق!. وصفارة الإنذار الأمريكية ليست مزحة، وموسكو تدرك ذلك!. والدول العظمى لا
تسمح لنفسها أن تكون رهينة للدول الصغرى، ولا لأحلام الحكومات والأنظمة في الدول
الضعيفة ، طالما بيدها المقص ويمكنها أن تتفق فيما بينها وتُفصِّل وتُخيِّط كما
تشاء وتضمن كلٍّ منهما مصالح الأخرى!.
*هل كنا بحاجة لكل ما وقع في سورية؟ هل من أحدٍ سيكسب اليوم ما كان يمكن أن يكسبه
في البداية ومنذ عام 2011 قبل أن تسيل الدماء ويحصل كل هذا الدمار؟. وهل من أحدٍ
سيحصل اليوم على أفضل مما كان يمكن أن يحصل عليه العام 2011 أم العكس!! هل لو ساد
صوت العقل والوعي والتعقُّل منذ البداية وانخرط الجميع بعملية انتقال نحو
الديمقراطية والتعددية والتداول وفق دستور جديد متفق عليه من خلال مؤتمر وطني شامل
يضم كافة أطياف الشعب السوري وكافة أحزابه المعارضة وغيرها، كان وقع ما وقع ؟!. هل
ما وقعَ كان من صُنعِ أيدينا أم من صُنع الدول الإقليمية والدولية التي كان حرصها
على مصالحها الأنانية جميعا بلا استثناء ، أهم من الحرص على كل دماء الشعب
السوري؟!.
*كفىانا احتكارا للوطنية واحتكارا للسلطة التي لم ينجم عنها سوى التخلّف والتراجُع
إلى الوراء والفساد والظُلم والإقصاء وتهميش كوادر الوطن الفعلية وتراجُع دور
الشريحة المثقفة لصالح المراتب العسكرية، فهذا لا يمكن أن يحصل في بلدٍ وتستقيم
أوضاعهُ !. فضلا عن تعويم أتفه نوعيات لِتُشغِل أهم مواقع في الدولة ، كما تلك التي
عرفتُ نماذج عنها في مكان عملي السابق!. وحينما أقول أتفه نوعيات فهذا لا يعني أنها
لا تفهم، بل منها من يفهم جيدا، ولكنها تبقى هزيلة وانتهازية ومنافقة ، لِجهة
الجُبن وانعدام الجرأة في قول كلمة الحق والوقوف بوجه السلبيات والأخطاء والفساد،
ورضيت أن تكون مطية ومهمتها المديح والإطناب والتطبيل والتزمير، وهز الرأس للأسفل
وتزيين حتى الأخطاء!. يعني كانت نوعيات غالبيتها انتهازية ، ومنها حمقى ومجانين، لا
يهمها سوى مصالحها ومصالح أبنائها، وهذا ما شهدناه دوما !.
*سورية لا يمكن أن تستقر بالسير على نفس النهج والعقل الذي مضى عليه الزمن!. نحنُ
لسنا في زمن الخمسينيات ولا الستينيات ولا السبعينيات ولا حتى التسعينيات، ولا يمكن
أن تستقر البلد وتتقدم إلا بإقامة نظام برلماني تعددي ينتج عن انتخابات ديمقراطية
حرّة وشفافة ونزيهة، وحكومة يشكلها البرلمان ويمنحها الثقة ويحجب عنها الثقة!.
*كفانا ملهاةً، فقد دفعنا الأثمان غالية جدا بما لم يدفعها شعبٌ في العالم وعشنا
المأساة بأبشع أشكالها وألوانها!. كفانا برلمانات شكلية مأمورة ومُوجّهة وأعجز من
أن تعفي وزيرا من منصبه أو تستوجبه بسبب سوء استخدام السلطة أو عم احترام أية
معايير، وتحويل المؤسسة إلى مزرعة يسيد ويميدُ فيها سائق الوزير وكلمته نافذة كما
لو كان وزيرا ، ويقترح على الوزير، بل يُملي عليه ترشيح هذا وذاك لهذا الموقع أو
ذاك ، وترى الكبير والصغير في الوزارة يتسابق ليحظى بلقاء سائق الوزير ويتقرّب
منهُ!. هل يجرؤ كل مجلس الشعب استجواب هكذا وزير ؟. طبعا لا يجرؤ !(وأرجو من عرب
تايمز عدم الشطب) !.
*أعداء الخارج لأي وطنٍ قد يكونون معروفين، وهؤلاء لا يمكن أن يكونوا بِخطرِ أعداء
الداخل !! أعداء الداخل هم الأخطر في أي بلدٍ لا على التعيين، وهؤلاء هم المتعصبون
والمتطرفون والطائفيون والإقصائيون والمُستبدُّون والديكتاتوريون والفاسدون
والناهبون والمُستغِلُّون والداعسون على كل شيء اسمهُ معايير وتكافؤ فرص ووووو ،
هؤلاء جميعا لا يمكن تصنيفهم إلا أعداءً للأوطان (مع أنهم لا يقصدون ذلك) ولكنهم
يهدمون الوطن من الداخل وينخرون به حتى ينهار أخيرا ، كما فعل الفأر بِسدِّ مأرب
وهو لم يكن يعرف أنه سينهار!. ولا حَلّاً ونِهايةً لهؤلاء إلا بالديمقراطية
والتعددية والتداول وتطبيق القانون بشكل صارم على الجميع والمُحاسبَة، وأن لا يكون
هناك قانون للمدعومين وقانون للضعفاء
وتسود قاعدة : إن سرق فيكم القوي تركتموه وإن
سرق فيكم الضعيف أقمتم عليه الحدّ !. لا يمكن أن يسود الظلم وتنعدم العدالة دون أن
تنهار الأوطان!. وتفاقُمْ الظلمْ وغياب العدالة كانت دوما المقدمة لانهيار الأوطان
والشعوب !. فلينظر كلٍّ إلى نفسه أوّلا وأين هو من كل ما أشرتُ لهُ آنفا قبل
التنظير بالوطنيات وتوزيع شهادات حسن سلوك!. ويُصلِح ذاتهُ أوّلا !.
*الشعب السوري في كل مكان يدعو لله أن يستمر وقف إطلاق النار ويمضي الحل السياسي !
فقد آنَ لهذا الشعب الفقير البائس المسكين أن يرتاح وهو من لم يعرف الراحة في أي
وقتٍ منذ الاستقلال ، ودوما من حربٍ إلى حربٍ ، إما في الداخل أو الخارج ، أو من
قلاقل إلى قلاقل ، أو انقلابات وحركات منذ الاستقلال ، ومن فقرٍ إلى فقرٍ!!. فبعد
خسارة الحرب ضد إسرائيل عام 1948، جاء انقلاب حسني الزعيم في آذار 1949( وقد كان
فاتحة تدخل الجيوش العربية في سياسة بلادها الداخلية، ووصفه فارس الخوري بأنه أعظم
كارثة حلّت بالبلاد منذ حكم تركيا الفتاة )!. ثم انقلاب سامي الحناوي في آب 1949
ثم انقلاب أديب الشيشكلي عام 1952، ثم انقلاب الانفصال عام 1961 من طرف الشلِّلة الدمشقية ، ثم 8آذار 1963 وبعد ثلاث سنوات كانت هناك حركة شباط 1966 ، ثم هزيمة حزيران 1967 ، ثم بعد ثلاث سنوات كان هناك دخول القوات السورية للأردن في أيلول، ثم حركة 16 تشرين 1970 ، ثم حرب تشرين عام 1973 ثم حرب الاستنزاف ، ثم الخلافات مع مصر السادات بعد اتفاقية سيناء الثانية واتفاق كامب دافيد، ثم دخول القوات السورية إلى لبنان في نيسان 1976 وما جرى من حروب، ثم أحداث الأخوان المسلمين وما رافقها، ثم الحرب في لبنان ضد غزو إسرائيل عام 1982 ، ثم ألصراع بين كبار الضباط السوريين في دمشق عام 1984، ثم المشاركة في حرب الكويت عام 1991، سبقتها الحرب على ميشيل عون في بيروت الشرقية
هذا عدا عن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة
ضد شعب فلسطين في غزة والضفة ، وكان أطولها في آخر 2008 وبداية 2009 !. وكل ما
تقدّم كانت سورية معنية به !!. ، ثم الانخراط في عملية التسوية مع إسرائيل بعد
مؤتمر مدريد 1991، ثم الخلاف مع منظمة التحرير بسبب اتفاق أوسلو ، ثم عدوان إسرائيل
على لبنان عام 1995 وتفاهم نيسان ، ثم تهديدات تركيا بسبب حزب العمال الكردستاني ،
واتفاقية أضنة ، ثم احتلال العراق عام 2003 وما جرّه للمنطقة ، ثم كان الانسحاب
السوري من لبنان عام 2005 وتبعاته اللبنانية إثر حادثة الحريري ، حتى الوصول للعام
2011 حينما اندلعت الأحداث في سورية في شهر آذار ، وتدحرجت لاحقا لتصبح سورية
ميدانا مفتوحا لكافة الصراعات الإقليمية والدولية!.
*فألا يحقُّ للمواطن السوري بعد كل هذا الشقاء أن يرتاح ويستقرَّ في ظل نظامٍ
برلماني ديمقراطي تعددي انتخابي ، لا مكان فيه للانقلابات والحركات، ولا حروبٌ إلا
بقرار مؤسساتي وموافقة برلمان حرٍّ منتخبٍ بشكل تعددي وديمقراطي ويملك زمام أمره
وقراره مائة بالمائة ويُجسِّد الإرادة الشعبية!. لن نخرج من هذه الدوّامة مطلقا إن
لم يسود في سورية النهج المُشار إليه وتخضع صناعة القرار إلى مؤسسات برلمانية حرّة
وفاعلة!. وحينما أتحدثُ بهذا المعنى فلا أقصدُ أشخاصا وإنما أقصدُ نهج حُكم سياسي
يُلبي طموحات كل أبناء الوطن!.
*أوروبا خلقتْ من الجغرافية الأوروبية هوية جامعة رغم تعدّد شعوبها وأقوامها
ولغاتها !!. وباتَ كل أوروبي يُفاخر بهويته الأوروبية ويقول : لماذا سنختلف أو
نتحارب فجميعنا أوروبيون ، وانفتحت حدود أوروبا لكل الأوربيين!!.
*السوريون رغم كل روابطهم, لم تجمعهم ولا رابطة !!. لماذا ، ومن المسئول ، وما هي
الأسباب ؟. ألا يستحق كل ذلك مراجعَة ودراسات عميقة ، أم سنبقى نخدع أنفسنا ونطمر
الرؤوس بالرمال ونلقي باللوم على الخارج ، كما العادة ، بينما أحقاد الطائفية
معشعشة في الصدور وكنتُ أراها في خارجية بلادي على مدى 35 سنة، مع أن هذه وجهُ
السحّارة في الدولة!!. وما زال بعض أبطالها حتى اليوم وقد بلغَ منهم العُمر عِتيّا
، وكان الشعارُ عند البعض دوما : أحرقهُ بكل الوسائل !.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts