يقول أحد الاختصاصين الغربيين في أمراض القلب أن ثلاث مواقف مزعجة ولو كانت بسيطة , يمكن أن تتسبب بأزمة قلبية للإنسان العادي , ويعطي كمثال لأحد هذه المواقف ( تأخر قدوم الحافلة عن موعدها )
أردت أن استعرض بعض المواقف المزعجة التي يمكن أن يتعرض لها المواطن عندنا في اليوم واحد , وأدع إحصاء عددها للقراء الأعزاء , ثم يقوموا بالتخمين كم من الأزمات القلبية كادت أن تصيبه ( لا سمح الله ) في اليوم , وبالتالي نبين الصلابة التي يتمتع بها مواطننا .
بداية وأنت في السرير صباحا تخرج عليك أصوات مكبرات الصوت من المدارس ,وأريد لأحد أن يوضح لي لماذا تعاد كلمات – ستارح وستاعد – لخمسين مرة ؟
كذلك أصوات الباعة ومنهم (الغاز – الماء – الخضرة – الأشياء المستعملة ) أيضا هناك مظاهرة ذهاب الأولاد للمدارس ( داخل المنزل وخارجه) والمازوت الذي كسد سوقه هذا العام (بسبب تأخر الدعم الحكومي قليلا) - وطويطة طنابره - فهؤلاء البائعين باتوا لا يستعملون الخرطوم إلا نادرا لتعبئة خزانات المازوت , والمواطن أصبح - القادر منهم - يحمل عبوة (10 ليتر) ويهرع ليملؤها (225ليرة سورية) وهو يصرخ على بائع المازوت ليتوقف .
وهناك أشياء يمكن أن – تزعجك - توقظك , ومنها قرع باب منزلك باكرا , فتفتح لترى أحدهم أو إحداهن تقول : حسنة لله , أو جابرنا بكيس محارم , أو يقرأ لك نشرة عن بضاعة يسوقها كمندوب لشركة ما .
تنهض من السرير لتتناول قهوة الصباح , فتسعد- تتصبح - إما بانقطاع التيار الكهربائي , أو فراغ اسطوانة الغاز , ويبدأ مسلسل طلبات المنزل ( الأكل ومستلزماته من لحوم وخضار وفواكه ) أو فاتورة ( كهرباء – ماء – هاتف – خليوي ) أو عطل ( غسالة – براد – صنبور- خرطوم – كابس كهرباء – كمبيوتر – ريسيرفر – باب – نافذة ....إلخ )
انتبه ...! أنت للآن لم تغادر المنزل .
وهنا أتوقف لأنني أحسست – بنغزة في صدري – وسوف أتابع معكم في الجزء الثاني , ويبدو أن هذا المسلسل سوف يتقدم على باب الحارة إذا أوجزت , أما إن اتسع صدركم , فيمكن أن يتجاوز التركي وحتى المكسيكي منها .
إلى اللقاء.