تحيّة لك أيّها الموظف القابع وراء تلك النافذة , ليت كلماتي تستطيع التعبير عن مدى سروري للقائك , نعم للقائك بعدما انتظرتُك , انتظرتُك طوال يومين لكنّك لم تأتِ , ماذا أفعل بك أيها الموظف الحبيب , هل أرفع لك القبعة لقدومكِ إلى عملك , أم أنحني إجلالاً لتشريفِكَ مكتبك .
كنت أسأل عنك كل ّ ساعة بل كلّ دقيقة لعلّك تتكرّم علينا بطلّتك البهية .
لستُ ناقماً عليك البتة لأن غيري ربما انتظرك أكثر مني , لكنني أتعجب من هؤلاء الموظفين الموجودين معك في نفس المكتب و الجاثمين وراء مكاتبهم من دون حراك أو رد , و كأنهم صمٌّ لا عمل لديهم سوى شرب الشاي و السجائر , و لا شيء سوى ذلك , و كأن عملك هو عملٌ استثنائي لا يمكن أن يعوّضُكَ أحدٌ في غيابك .
هل توقفت الدنيا عندك أيها الموظف !!!!!!! نعم , أقول نعم توقفت عندك الحياة و الدنيا .
لهذا وهبتُك حياتي و وقتي لانتظارك أنا و من معي من المنتظرين الواقفين و الجاثين و المفترشين الأرض و كأننا الأطفالُ الذين ينتظرون مجيء أباهم لتناول العشاء معه , و لاشيء نفعله إلا انتظارك و الدعاء .
فقد تحوّلتَ في أذهاننا إلى سجّان , حبستَ عقولنا و جسدنا و نحن نفكر بلقائك , و لا نفكر بغير ذلك , أصبحنا معبوديك !!!!!.
و بعد حضورك الكريم و(الحمد لله على السلامة ) و مهرك للأوراق بتلك السرعة التي لا تزيد عن 5 ثوانٍ , طلبتَ مني إحضار ورقة من الديوان الذي يبعد عن نافذتك مسافة (10) خطوات و بعد إحضاري إياها عُدت إليك فلم أجدك !!!؟؟؟؟؟ , فتركت لك هذه الرسالة معلّقةً على نافذتك المشؤومة .
شكراً لاهتمامك عزيزي الموظف , أُعلمك أنني سأوقف يوماً آخر من حياتي , أراك غداً و السلام.... .
التوقيع
مواطن متلو متل غيرو