لا يخفى على أحد الدور الذي يقوم به الإعلام في الوقت الحاضر و لعل طريقة التعامل مع الأحداث و سرعة نقلها أثّر سلبياً أو إيجابياً على المشاهد السوري و جعله يقف مذهولاً لهذا الكم الهائل من الأحداث و لا يدري من يصدق من يكذب , هل عليه الوقوف على الحياد !!!! . ماذا بعد .
لقد أثبت الإعلام اليوم أنه السلطة الأولى و ليست الرابعة و باستطاعته التأثير على الرأي العام و تغييره وفق ما يعرضه من مبرهنات وأدلة ملموسة أو تلميحات غير ملموسة لكنها مفهومة للعيان . المشكلة الرئيسية أن إعلامنا كان يعاملنا كالطفل الذي يستطيع التحكم بالمعلومات المتدفقة إليه و يحاول الإشراف على هذه المعلومات و تمحيصها وفلترتها و منع بعضها , و آلية التمحيص هذه تستغرق مدة زمنية لا يطيق الجمهور انتظارها فيلجأ للنزوح إلى قنوات أخرى أسرع و أشمل في مناظير تغطية الحدث و الوسائل المستخدمة للتغطية الإعلامية حتى أصبحت هذه القنوات ذات شعبية أكبر و ذات ثقل و تأثير أكبر على الإنسان الشغوف للمعلومة .
لن أتحدث عن عما يجري من ترنّح في الإعلام الداخلي جعله يخسر الكثير من جمهوره لكن سأتحدث عن أمنيات لإعلام جديد يحمل رسالته النبيلة في رفع الوعي الشعبي و يكون له مصداقية و صاحب ثقل في هذا الفضاء الإعلامي .
أمنيات إعلامية عامة :
- أتمنى أن أرى إعلاماً يتمتع بالشفافية الكاملة في التعاطي مع الأحداث .
- أتمنى أن أرى إعلاماً يقف محايداً بين كل الأطراف .
- أتمنى أن أرى إعلاما لا يجامل أحد .
- أتمنى أن أرى إعلامنا هو السبّاق في نقل الخير و على الأقل المحلي منه .
- أتمنى أن تأخذ الكلمة حقها و الصورة حقها و المقالة حقها و التحقيق حقه .
- أتمنى أن تطرح آليات عمل جديدة في المؤسسات الإعلامية .
- أتمنى أن تتغير الدورات البرامجية المملة في التلفزيون و الإذاعة .
- أتمنى أن لا تكون الجرائد مكان لبيع الكلام بل منبراً للأقلام .
- أتمنى أن تتعدد المؤسسات الإعلامية و تكثر و يتعدد رأيها و ترى الحدث بأكثر من منظار .
- أتمنى أن تتغير نشرة أخبار التلفزيون السوري عن نشرة الإخبارية السورية .
- أتمنى أن أرى برامج جديدة ذات إبداع سوري لا منسوخة من قنوات أخرى .
- أتمنى أن يكون إعلامنا دائما في قلب الحدث .
- أتمنى من إعلامنا أن لا يكذّب إعلام الغير لأن الجمهور هو الوحيد الذي لديه الحق بالتصديق و التكذيب .
- أتمنى أن أرى فرق بين الجرائد عدا اسمها .
- أتمنى أن يكون هناك نقابة للصحفيين لا إتحاد صحفيين ذو مسمى شكلي لا يستطيع الدفاع عن حقوق الصحفي .
- أتمنى فتح أبواب المؤسسات الإعلامية لطلاب الإعلام لأن هذا واجب من أجل ربط المعلومات النظرية بالعملية
أمنيات بالنسبة للإعلاميين :
- أتمنى أن أرى مذيعاً يبتسم .
- أتمنى أن أرى قلماً حراً.
- أتمنى الاعتناء بالصحافة الاستقصائية لأن ذروة الإعلام هو البحث العلمي عن سبب أي ظاهرة أو المشكلة و إيجاد الحلول لها .
- أتمنى على الإعلامي الاعتماد على الذات لا الاعتماد على النصوص الجاهزة و الاقتباسات لأنها الطريقة المثالية لخلق الإبداع .
- أتمنى أن لا يغلق الباب بوجه إعلامي .
- أتمنى أن لا يعاقب إعلامي من أجل رأيه .
أمنيات إعلامية بالنسبة للجمهور :
- أتمنى أن يعطي الجمهور هذا الإعلام فرصة جديدة ليثبت ذاته أنه على قدر المسؤولية .
- أتمنى أن تعود الثقة بين الجمهور و المؤسسات الإعلامية .
- أتمنى أن لا يُحكم على قناة في بثها التجريبي .
- على الشركات العامة و الخاصة دعم البرامج التلفزيونية و ترعاها لأن أي برامج تلفزيوني يحتاج إلى أموال و رعاية لكي ينمو .
يكفينا المقارنة بين عدد سكان سوريا و عدد سكان لبنان و كم صحيفة و محطة تلفزيونية و إذاعية لديهم و كم صحيفة لدينا و كم محطة لدينا حتى نعلم كم نحتاج , هذا على سبيل المقارنة بالعدد فقط لا الفحوى .
بالنهاية أتمنى من قانون الإعلام الجديد أن يحمي الصحفي و أن ينصفه و على الجميع التعاون لبناء إعلام واعي و مستقل و قادر على عملية التنشئة الاجتماعية الصحيحة .