news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
ذهبْ العروسْ !!!... بقلم : الشيخ عبد القادر الخضر

لقد ذكرتني أحداث بنغازي الليبية وطبيعة شعبها الكريم الأبي إلى قصة  رواها لي شخصيا" النقيب الجزائري مصطفى وهي قصة حقيقية ! إنً عادات وتقاليد وأعراف الشعوب العربية واحدة وإنْ حدثت بعض الفروقات فهي لاشيء قياسا" بالتوافقات !!


أثناء حرب رمضان عام 1973م ضد العدو الإسرائيلي ! وكانت الأمة من المحيط إلى الخليج معبأة وإرادة القتال بأعلى مستوياتها لدى العرب ! وخاصة كونها أتت بعد النكسة في حرب عام 1967م !!! ومرت التجريدة الجزائرية على الطريق البري الليبي وبقرب قرية من قرى محافظة بنغازي , تقدمت فتاة ليبية تحمل بيدها صرة سوداء وأشرت لعربة جيب عسكرية وتوسمت فيها أحد قادة الرتل العسكرية وصدقت توقعاتها فقد كان فيها النقيب مصطفى الفوايلي من سلاح الدفاع الجوي الجزائري وهو من محافظة عنًابة , توقفت عربة الجيب ونزل النقيب مصطفى ليستفسر عن إشارة المرأة التي طلبت توقفه , لقد كانت فتاة حسناء في ريعان الشباب وكانت ترتدي الزي الشعبي لنساء الريف وكانت تقف بشموخ وعنفوان وقالت :

أخي هل أنت قائد هذه الكوكبة من الجيش  قال لها النقيب مصطفى نعم يا أختي !

 

هل من مشكلة حدثت من الجنود أو من العربات هذا ما دار بخلد النقيب وقاله لها : ردت عليه بثغر باسم نظم الدرً والحببا ! لا يا أخي ولكني أريد أنْ أتبرع بهدية عرسي من زوجي وهي عبارة عن مصاغ ذهبي للجيش الجزائري كمجهود حربي لأخوتي الذاهبين إلى الجبهة المصرية !!! ومعه أيضا" بعض المصاغ من نساء قريتنا !!! بمنتهى البراءة والجرأة والشهامة !!

يقول النقيب مصطفى لقد بهت وفتحت فمي من شجاعة ! وذكاء ! وكرم ! وإيمان هذه الفتاة !!

وفهمت منها أنً المعركة ليست معركة قادة وحكومات ! بل هي معركة شعوب وأفراد ! طفرت الدموع بعيني وتماسكت أمام نخوة وشهامة هذه الشابة و وقلت لها : ثبت الأجر إن شاء الله ! يا أختي نحن متجهزين وعندنا من المؤونة والأموال الشيء الكثير !

 

ولكن نحن بحاجة إلى الدعاء من القلوب العامرة بالإيمان أمثالك ونساء المشرق الليبي الماجدات أختاه أثابك الله وحفظك ! وردًتْ عليً بقولها خذوه مني وأعطوه لمن يحتاجه هناك على الجبهة فقلت لها بإصرار نحن بخير وأرجوك إقبليه هدية من عندنا ! لقد قبلناه ونهديكي إياه ! نزل سائقي وبعض الضبًاط واستمعوا لتوسلاتها بأخذ مصاغها الذهبي هدية عرسها ! ولم أنتبه إلاً ونحن محاطين بمجموعة من نسوة القرية , وبصوت واحد يرجوننا بأخذ صرة الذهب ! لقد تأثرت كثيرا" فنزلت دموعها على صفحات خدها الجميل كحب اللؤلؤ ! ولم أتمالك نفسي من رفع يدي وأؤدي لها التحية العسكرية وفعل زملائي الضبًاط كذلك ! وهنا رفعت العروس الليبية وصويحباتها أصواتهن بالزغاريد والتلويح بأيديهن لنا , بعد أن ركبت في عربتي والتفت إلى الخلف ورأيت دموعهنً مع الزغاريد ! ولم أستطع كبت دموع حبستها يوم ودعتني أمي وأخواتي وهنً يزغردنً لوداعي مع شباب حينا وأقاربي في عنًابة بالجزائر !

[email protected]

الشيخ عبد القادر الخضر

2011-03-08
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد