مرت الأيام الماضية على سورية ثقيلة ومرعبة وحزينة , أعترف أني في وقت من الأوقات شعرت بالخوف من هذه الهجمة الشرسة على أسرتنا السورية
, هذه الهجمة المدعومة بوسائل إعلامية منها المشبوهة ومنها من كنت أعتقد أنها موضوعية وتعمل بحرفية فخاب ظني فيها , وكنت دائما أطمأن سائلي بأن سورية لا خوف عليها , ليقيني بحكمة قيادتها , وأن شعب سورية بلغ من النضج السياسي والفكري مرحلة تمكنه من الصمود والتصدي لهذه الحملة الممنهجة عليه , ولثقتي بأننا نحن في سورية أسرة واحدة منذ فجر التاريخ والمدنية , لأننا وبكل فخر نحن نعيش بأقدم عاصمة مأهولة بالتاريخ , ومن هنا خرجت أول أبجدية للبشرية .
ما من شك أننا بحاجة لكثير من العمل - ضمن إمكانياتنا - لنرتقي إلى ما نطمح إليه , بل نحتاج إلى جهد استثنائي وسريع مع كثير من الحب والشفافية , وهنا الكل مسئول , وعلى الجميع قيادة وشعب , أن يعملوا تحت شعار كلنا مسئولون تحت سقف مصلحة الوطن.
ربما تكون الحالة السورية فريدة لا تعجب البعض – حدهم جهنم - أو هي معقدة قليلا فلا يفهمها سوى من هم على درجة معينة من الذكاء .
في السابق عملت أجهزة دول لها باع في زعزعة أمن بلدان كثيرة في العالم , على أن تدق إسفينا بين أفراد الأسرة السورية , تارة بالطائفية وتارة بالمذهبية وتارة أخرى بالإثنية , ولم يفلحوا ؟
وفي الأيام القليلة الماضية عملوا على استغلال حاجات مطلبية مشروعة للمواطنين , لينفثوا سمومهم في حملة أظهروا فيها أقصى ما يمكن من قدراتهم الشيطانية استهجنتها شرائح المجتمع السوري , بل واكبت هذه الحملة أعمال عنف هجينة وغريبة على مجتمعنا السوري المسالم , وهنا نترحم على أرواح جميع الشهداء اللذين سقطوا فداء وحماية للعقد الاجتماعي .
إن انتصارات سورية السياسية الإستراتيجية , جعلت من حاسديها يشطاطون غيظا من حكمة قائدها ومن صمودها واستقرارها وصلابة جبهتها الداخلية , فدفعوا المليارات من الدولارات , فقط..... لكي يزرعوا الفتنة و الخراب في سوريتنا الحبيبة قلب العروبة النابض .
أقول : لكل من لا تعجبه حالتنا السورية , ويظن أن قلبه على سورية وشعبها , بل ويدفع المال ويسخر أبواقه الإعلامية وزبانيته لتغييرها ,
أقول : نحن نصنع ديمقراطيتنا على مقاسنا , وحريتنا نابعة من داخلنا , ونحن دولة مؤسسات , وسوف نحل مشاكلنا في بيتنا , لن أقول لكم شكرا , بل حلوا مشاكلكم أولا , وابحثوا عن حريتكم , وأرجوا أن أرى يوما عندكم مؤسسات كما عندنا وبعدها , فإن استطعتم ذلك...؟! فلكل حادث حديث .
أقول للسيد الرئيس والصديق بشار الأسد : سر بنا سيدي الله معك , فمن كان معه هذه الملايين من المواطنين يبادلونه الحب بالحب والوفاء , فهو على حق , فلا يجتمع الناس على باطل , ومن كان الشعب معه فأكيد الله معه .