العالم يتغير بسرعة من حولنا وعلينا أن نسير بنفس السرعة لكي نستطيع أن نقول بأننا نتطور.
من كلمات السيد الرئيس , سوف أنطلق بسرعة متجاوزا ما كنت أنوي طرحه في الجزء الثاني من الإعلام يحتاج إعلاميين .
لأصل لقول سيادته : نريد أن نفتح حواراً مع الجميع .
ولأني أؤمن بأن لكل إنسان اختصاصه , فسوف أتكلم عن إعلامنا السوري , والذي يعد في هذه المرحلة الحساسة خط دفاع أول في الحرب الإعلامية الموجه ضد سورية , والتي أفظع ما تستهدفه هو الإصلاح والأمن والاستقرار والوحدة الوطنية , وتحاول أن تعود بنا لمرحلة تجاوزها الزمن مثل ما تجاوزها الفكر السوري قيادة وشعب .
هذا الإعلام الذي يجب عليه أن يواكب المرحلة الجديدة فكرا ومنهجا , ويسير بسرعة لكي يلحق بقطار الإعلام الذي لا ينتظر النائمين , ولا يستقله سوى المحترفين المنفتحين على الآخر.
هنا يجب علينا أن نحرق المراحل , ولكن بالحفاظ على هويتنا وثوابتنا , ومواقفنا المبدئية .
منذ فترة وأنا أحاول أن أجد جوابا لهذا سؤال : لماذا لا تستضيف وسائلنا الإعلامية من يقولون أنهم معارضة أو ( الرأي الآخر)
الآن السيد الرئيس قال: نريد أن نفتح حوارا مع الجميع .
وانطلاقا من مقولة سيادته , أقول : ما المانع ؟
ما المانع أن تكون عندنا برامج حوارية وندوات مفتوحة ندعو فيها الجميع ليبدوا رأيهم , ولنختلف ونتناقش جميعا بحب وشفافية تحت سقف الوطن .
(وكما يقول المثل الشعبي : خلي البساط أحمدي )
أي : لنتصارح ضمن بيتنا (الإعلام الوطني) ولا ندع الوسائل الإعلامية المغرضة تستقبل الرأي الآخر (المعارضين) وتوجه النقاشات على شاشاتها أو وسائلها حسب أجنداتها , فبصراحة... الشعب السوري في حال لم يتمكن من أن يتابع هذا النقاش الصريح على شاشته , بديهيا فسوف يتابعه على تلك القنوات , ولا خوف على شعبنا...نعم لا خوف على شعبنا ... فهو ناضج فكريا وسياسيا وعاشقا لسورية , ويستطيع أن يفرز الغث من السمين , عدى أن حميمية المكان (الشاشة السورية ) واحترام رأيه , ومنحه منبرا داخل وطنه سوف تجعل من كلام وأفكار المعارض تتسم بالموضوعية والمسؤولية الوطنية .
وكذلك نفعل في جميع الوسائل (المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية ) السورية ليتمكن الجميع من أن يدلوا بدلوهم بحرية , فهذه الظاهرة الصحية سوف تعود ثمارها في النهاية للصالح العام , خاصة إذا كنا سننتقل لمرحلة جديدة يجب أن نستعد لها جميعا, والتي ستشهد مكافحة الفساد والرشوة , وولادة قوانين الإعلام والأحزاب , ورفع حالة الطوارئ , وقوانين تتعلق بالانتخابات , ضمن مسيرة التطوير والتحديث .
أقول : أيها الزملاء وكل في موقعه , يجب علينا جميعا أن نعمل من الآن فصاعدا بجهد مضاعف , لكي نبدأ مشوار الديمقراطية بثوبها السوري (الخاص بنا) , لتكون تجربتنا رائدة في المنطقة , ولتشرق شمسها من سورية مهد الحضارات , وقلب العروبة النابض .