يقول المثل ( فاقد الشيء لا يعطيه ) سأتكلم اليوم عن إعلام جرح مشاعر السوريين ,وكشف عن نابه الأزرق وحقده الدفين وهو الإعلام (العربي) ,
هنا سأقف لأشكر إعلامنا و إعلاميينا الأعزاء الذين لم يألوا جهدا في هذا الظرف الاستثنائي الذي لم نعهده من قبل , لنتجاوز هذه المرحلة الحساسة والخطيرة التي تمر ببلدنا بسلام , وكانوا فعلا الأوفياء كما عهدهم شعبنا دائما , على قدر استطاعتهم .
سأتكلم عن ذاك الإعلام العربي الذي يتشدق علينا في كل ساعة بدروس الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان بحيث يريدنا أن ننافس الديمقراطيات العريقة بأدق تفاصيلها , والمفارقة هنا أن هؤلاء يقولون ما لا يفعلون
قال تعالى : ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) صدق الله العظيم
ما يثر الضحك والاشمئزاز معا , بل ويدعوا للعجب هو محاولة من الأعمى أن يقودك وأنت البصير ؟ أو أن يدعوك هذا الأعمى ليعلمك مزج الألوان والرسم بها !
أو ما بالك بكسيح يحاول أن يعلمك السير ؟ فكيف بالركض !
أو أن يحاول الأخرس تعليمك الكلام ؟ فكيف بالغناء !
يا أيها العقلاء : إن فاقد الشيء لا يعطيه
هنا أخص بالقول قنوات تلفزيونية... تستغل الأحداث في الوطن العربي – تفتعلها أو تنفخ فيها - لتتاجر بها ساعات من البث المجاني تحشوا بها قنواتها.
وشاهدي على هذا أن هؤلاء لا ينشدون الرأي والرأي الآخر , أنهم بصراحة لا يملكون هذه الثقافة وبالتالي لا يمكنهم الفلسفة بها , هنا أريد أن أسأل من يتابعون هذه القنوات مع هذا الكم من السموم والحقد الذي ينفثه إعلامهم , هل هؤلاء يمارسون حرية أو ديمقراطية أو حقوق للإنسان في بلدانهم ؟
فأين البرلمانات ؟ وأين الأحزاب ؟ وأين الحريات عندهم ؟ إذا كانت المرأة في بلد أحداها لا تستطيع حتى قيادة السيارة ! فهل هؤلاء من سيعلمنا حقوق الإنسان ؟
أين تداول السلطة الذي ينادونه ؟
أنا أعلم أن الاتفاق بين الشعب والحاكم عندهم ( الكفاية مقابل الطاعة ) وهذه مع احترامي للجميع قاعدة لا تخص البشر ,
أقول : نحن السوريون من صدرنا الحضارة إلى الدنيا منذ مهد التاريخ , فهل بتنا في زمن يأتي من كان منذ عقود قليلة يسير حافي القدمين على رمال الصحراء ؟!! يأتي اليوم ليعلم السوريين المدنية والتحضر ؟
(النفط عمل عمايلوا) في الظاهر فقط .
هل هؤلاء من سيعلمنا التعايش ؟ الشعب السوري بكل أطيافه وطوائفه جبل بطينة واحدة منذ فجر التاريخ .
نحن وبكل فخر أيها الجاهلون من اخترعنا أول أبجدية في التاريخ , من شامنا انبلج نور المسيحية , من شامنا بدأت الفتوحات الإسلامية , وسورية كانت والآن وستبقى وشاء من شاء , وأبى من أبى هي صخرة الصمود وقبلة العرب , وستبقى دائما بوصلة العرب لمن ضل الطريق , تعالوا أيها ......وتعلموا من سورية أو انتظروا عقودا كي تشبهوننا , فإن الغد لناظره قريب .