تسارعت السرعة مؤخرا في عملية مكافحة الفساد , فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع أو نقرأ عن إقالة مسؤول هنا أو مدير هناك , مما هم متورطين في عملية الفساد أو ممن هم مقصرين في أداء واجبهم الوظيفي ,
هذا الفساد الذي أعاق ولفترة من الزمن مسيرة التطوير والتحديث في بلدنا العزيز (سورية(إن الجميع يدرك أن عملية البناء بحاجة إلى بيئة سليمة وأشخاص شرفاء يحبون بلدهم ويتفانون في خدمة شعبهم , فهذه البيئة يجب أن تكون خالية من المتسلقين والانتهازيين والمقصرين (البليدين المهملين(
لقد عانينا جميعا ولفترات طويلة من هؤلاء الذين حسبوا أن المنصب امتياز لهم ولأقربائهم , ولم يدركوا أن هذا المنصب هو مسؤولية ألقيت على عاتقهم خدمة لبلدهم وشعبهم ( لذلك هم مسؤولين) فالمسؤولية بمعناها الحقيقي هي أن يكون المسؤول في خدمة منصبه , لا أن يكون منصبه في خدمته ولأغراضه الشخصية.
إن أي أرض إذا أردنا زراعتها , يجب علينا أولا أن نستصلحها ونمهدها ونقتلع منها الطفيليات , هذه الطفيليات التي إذا لم تقتلع قتلت الزرع فيها .
وأي بناء قبل البدء فيه وإن كان يبنى على أساسات متينة , فيجب أن تكون ركائزه متينة أيضا , وهذا لا يكون إلا بأناس شرفاء يحبون بلدهم ويدركون المعنى الحقيقي للمسؤولية .
آمل كما كل مواطن سوري عاشق لبلده أن تستمر الحملة ضد الفساد وتتسارع أكثر, لنتخلص ممن يضع العصي في عجلة التطور عندنا .
إنني كمواطن سوري أشعر بالاعتزاز والفخر بمواقف وثوابت هذا البلد العظيم قيادة وشعبا , وبمتانة جبهتنا الداخلية رغم كل الظروف والضغوط التي مرت على بلدنا وتجاوزناها وسنتجاوز القادم منها لإيماننا بصوابية مواقفنا تجاه جميع القضايا التي نتبناها ولقناعتنا بعدالتها , ولكن تظل هناك غصة في القلب عندما يأتي أحد ما ويتحدث عن الفساد عندنا الذي أرجوا أن نتحد جميعا للقضاء عليه , أو - لنكون موضوعيين - للحد منه قدر الإمكان , لننطلق وبخطى سريعة بعملية البناء في الإنسان .
ونتذكر كلام القائد الخالد (الإنسان هو منطلق الحياة وهو غاية الحياة ) وأيضا في البنية التحتية المتينة , مرتكزين على شرفاء يحبون الله والوطن وغايتهم الوحيدة هي الارتقاء بهذا البلد الحبيب إلى أسمى المراتب في المنطقة.