بينما كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يحاول أن يظهر نفسه وكأنه زعيم للثورات العربية أمام البريطانيين كان نتنياهو يظهر على منبر الكونجرس وكأنه زعيما لأمريكا, وفيما كان أوباما وزوجته يلعبون دور النادل في وليمة رئيس وزراء بريطانيا بتقديم الطعام لضيوف الأخير .
كان نتنياهو يستعرض عضلاته بنبرات المذبوح من هول المصالحة الفلسطينية وبنظرات المهزوم الذي يحاول أن يستعيد ثقته بنفسه أمام المهرجين أو الكومبارس ممن مول اللوبي الصهيوني حملاتهم الانتخابية من أعضاء الكونجرس الأمريكي , ويجعل من رئيسهم باراك أوباما وتصريحاته حول عملية السلام تفاهة لا يقبلها , ليهزم أوباما في جولة سياسية أخرى تضاف لجولاته الكثيرة , ولا أدري كم من جولات الهزيمة سوف يحتمل هذا الضعيف أوباما أمام النتن...ياهو
ومجلس الانتهازيين (الكونجرس) مكن نتنياهو ليبدو كزعيم يلقي خطابا بين أعضاء برلمان بلده , وعبروا عن ذلك بالوقوف والتصفيق وحرارة المصافحات والعناق والقبلات , وبتقديم المذيع الداخلي في قاعة الكونجرس لنتنياهو وكأنه مصارع أمريكي يدخل حلبة المنافسة .
عشية لقائه بنتنياهو ألقى أوباما خطابا مطولا في وزارة الخارجية الأمريكية فلم يكتفي بأن يرسم به سياسة الولايات المتحدة الأمريكية فقط ! بل (شطح) ورسم سياسة العالم أجمع ؟ فصنف دول وقادة وأعطى أوامره للجميع حسب السياسة الإمبريالية لدولته ومعاييرها , فتكلم عن أطفال إسرائيل الذين يموتون بصواريخ المقاومة (كدت أن أبكي) وأكد - بكل أدب ورقة - أن أمريكا ستحرص على إبقاء إسرائيل متفوقة على جيرانها , , وعن رؤيته لعملية السلام .
لكن مصارع الثيران نتنياهو ( كما وصفة المفكر غارودي ) رفض مقترحات أوباما حول الدولة الفلسطينية , وحل مكان أوباما كزعيم لأمريكا وأرسله بمهمة دبلوماسية , لإقناع حلفائه بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية فيما لو ذهب الفلسطينيين في هذا الاتجاه .
- لعل هذا يفسر خطاب الرئيس الأمريكي من وزارة الخارجية , وكأنها خطوة استعار فيها أوباما موقع وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون ولكن كوزير لخارجية إسرائيل هذه المرة -
حقيقة لم ألمس السياسة الأمريكية في يوم من الأيام الماضية أضعف و لا أغبى مما هي عليه اليوم , بداية بركوب موجة الثورات العربية التي سحقت المعتدلين الموالين لها , أو بمحاولة اللعب مع سورية آخر قلاع الممانعة العربية للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة , بإصدار مستر أوباما ( وشلته) عقوبات على سورية وبعض المسئولين السوريين ! في محاولة للضغط على القرار السوري مستعينا بذيول أمريكا وإسرائيل من حكام ووسائل إعلام وأبواق مأجورة .
وفي خطوة مثير للضحك صرح أوباما في خطابه من وزارة الخارجية بدعم أمريكا للثورة في مصر بمبلغ مليار دولار !؟
ما هذه النكتة وهذا الكرم يا مستر أوباما ؟ ( فوائد أموال مبارك في أمريكا أكثر من هكذا مبلغ ).
أقول : يا مستر أوباما... أنت تعلم أن سورية قرارها مستقل , ولا يجدي مع شعبها الترغيب والترهيب
فمهد الحضارات وحافظة الذاكرة العربية وراعية المقاومة , لن تتخلى عن موقفها المبدئي وموقعها التاريخي الذي تبوأته راضية ومستعدة لعواقبه لإيمانها بعدالته , معتمدة في ذلك على الله , وحكمة قيادتها , وقوة شعبها وصلابة جبهتها الداخلية .
فسورية يا مستر أوباما ليست ولاية من ولاياتكم , ولا من حزب معتدلينكم , ولا هي على قائمة مساعداتكم , ولا تودع أثمان النفط في مصارفكم وتحت تصرفكم , وسورية ليست ممن يحتضن قواعدكم , وهي ليست قاعدتكم المتقدمة خدمة لاستمرار تدفق النفط لكم .
أقول يا أصحاب الديمقراطية وحقوق الإنسان في غوانتنامو وأبو غريب , والرصاص المصبوب والفوسفور المنضب , والجدار العازل , والدولة اليهودية العنصرية , يا من تتصارعان في بيتكما الزجاجي ,
احذروا ....فحجارة المظلومين قوتها من قوة الله .