- مواطن عادي : يا أخي البعثي باعتباري مواطن بسيط أعتقد أن صوتي في الانتخابات سيكون لكم و لكن عليك أن تعرف لماذا أصوّت لكم.
- البعثي : أعرف ..لأننا نؤمن بالعروبة و بسبب عدائنا للصهيونية و الإمبريالية العالمية ..جاء في بعض المنطلقات النظرية كذا و كذا و كذا .....
- مواطن عادي : لا..لن أصوت لك بسبب هذه الأسباب النظرية . ولا أعرف شيئا عن ( بعض المنطلقات النظرية ) و لا يهمني لماذا اسمها ( بعض).
- البعثي : (باستغراب شديد) لماذا إذن ؟
- مواطن عادي : سأدعمكم لأن حزبكم يدّعي أنه يدافع عن مصالح طبقة العمال والفلاحين أو بالأحرى الفقراء و المسحوقين من الشعب و باعتباري شخص إنساني و متعاطف و ينتمي لهذه الطبقة فلا مفر من دعمكم ...
- البعثي : حسنا شكرا لك ..نحن نعيش مع الشعب ونشعر به ..
- المواطن البسيط :
بالطبع لا أيها البعثي ..لقد تحول حزبكم إلى حزب للنخبة ....قد تكون ( مؤامرة )
لتخريب الحزب لا أعرف , بماذا تفسر كيف كان الحزب يتطفل على موارد الدولة و ما هو
انطباع المواطن عندما يرى قيادات المستوى الأدنى تقود سيارات رباعية بوقود مجاني
على حساب الشعب ..؟ لا أيها البعثي
- البعثي : ولكن عليك
أيها المواطن أن تدعم فكر الحزب ..و هو الفكر الوحيد الذي يؤمن بالقومية العربية و
يريد تحقيق الوحدة و دحر إسرائيل ..أيها المواطن البسيط عليك أن تدعم توجهات الحزب
في عدائه للصهيونية و الإمبريالية العالمية
-المواطن العادي : أعرف أنك قرأت كتاب ( كيف تصبح بعثيا في خمسة أيام) و أعرف أنك حفظت هذا الكتاب عن ظهر قلب ..أرجوك لا تسرده على مسامعي فقد أُجبرت على قراءته عدة مرات في المدارس و الجامعات .. و لا تزاود عليّ بالقضية الفلسطينية , فلسطين هي جرحنا النازف , فلسطين في قلب كل مواطن سوري .....
- البعثي : حسنا ألم تقرأ الدستور الجديد ؟ لقد جاء في
المادة رقم كذا أن أولويات المرحلة القادمة هي ..............................
- المواطن العادي : لماذا تستشهد بمواد في الدستور كدفاع عن موقفك أيها البعثي؟ هل أنت وضعت الدستور ؟؟ الدستور و الدولة و المؤسسات هي فوق الأحزاب جميعها ..أرجوك لا تتصرف و كأنك مازلت قائد للدولة و المجتمع عليك أن تتنازل عن ذلك الوهم أيها البعثي ..لا أصدق انك مازلت خارج الزمن .
- سأنصحك نصيحة يا
صديقي البعثي و أرجو أن توصلها إلى قيادتكم في حال استطعت مع أنني أشك في ذلك.....
لماذا لا تغير اسم الحزب إلى حزب العمال مثلا ...و لماذا لا تتحرر من أهدافك
السابقة ( وحدة حرية اشتراكية )
- البعثي : ما هي مشكلتك أيها المواطن البسيط مع هدف ( الوحدة ) الأمة العربية هي أمة واحدة من المحيط إلى الخليج ....
- المواطن العادي : أرجوك دعنا لا ندخل في فلسفة عقيمة لا طائل منها ..لا تقل لي أن
هويتي القومية تحددها لغتي ..هل تريد أن أعطيك قائمة بدول في قارات مختلفة تنتمي
لقوميات مختلفة و لكنها تتحدث نفس اللغة .. و أرجوك أيها البعثي لا تقل لي أن هناك
مشاعر و آمال و مصالح مشتركة بيني و بين شخص في موريتانيا أو دارفور مثلا ....
- البعثي : نعم سأعطيك مثال ..أليس التخلص من الاستعمار ( بشكليه الحديث و القديم ) هو مصلحة مشتركة ؟؟
- المواطن العادي : نعم و أيضا الأرجنتيني له مصلحة بدحر الاستعمار فهل هذا يعني
أنني أنتمي إلى نفس قومية الأرجنتيني ؟؟
- البعثي : و ما هي مشكلتك أيها المواطن مع الحرية ....
- المواطن : عن أي حرية تتحدث ؟؟؟ هل تريد أن تعرف ما هي الحرية ؟؟ الحرية هي التحرر من المفاهيم و الفلسفة المهترئة الجامدة الغير متجددة التي تعاني منها أيها البعثي .....و يسترسل المواطن ..لماذا لم تذكر هدف الاشتراكية ؟؟
(هنا يصمت البعثي و يحاول التملص من الإجابة .).
ألا تشعر أيها البعثي أن فكركم يحتاج إلى تجديد ؟؟؟ لماذا لا تطرح أفكار جديدة بدلا من اللهاث وراء تجميع الأصوات الانتخابية و محاولة معاودة إحكام السيطرة على الدولة و المجتمع ..
أعرف أنكم تعانون من مشكلة تنظيمية هائلة تهدد حزبكم بالزوال , لماذا لا تتقدموا شأنكم شأن طبيعة الأمور ..الم ترفعوا شعار التقدمية ؟؟؟
هنا يتنهد البعثي و يقول بحزن : معك حق أيها المواطن نحن قيادات المستوى الأدنى لا نستطيع فعل شيء إلا بناءا على تعليمات القيادة .
- المواطن العادي :إذا كانت قياداتك العليا أيها
البعثي جامدة و متحجرة و (مستنقعية ) لماذا لا يتم التغيير من القاع باتجاه القمة
؟؟ لماذا دائما تنتظر التعليمات ؟ هل أنت بعثي لأنك وصولي و انتهازي ؟؟؟ فقط لتحقيق
مآرب شخصية و مصالح ضيقة أم أنك بعثي عن قناعة فكرية ؟؟
أفكاركم في الخمسينات و الستينات كانت عصرية ولكن الغريب كيف فشلتم في التطور ..حتى من ناحية الشكل لا أصدق أنكم مازلتم ترددون ( نشيد البعث الخالد) مع ضبط الإيقاع بواسطة التصفيق ..ألا تشعرون أنكم عبارة عن متحف حزبي متحجر ؟؟
إذا كنت أخلاقيا أيها البعثي عليك أن تعود إلى الناس الذين يدعموك و تدافع عن مصالحهم , و أول شيء عليك فعله هو التخلي عن الأفكار و الممارسات السيئة التي أدمنت عليها .. و عليك أن تضع نصاب عينك فكرة واحدة فقط وهي دعم المواطن و الدولة للعبور إلى التقدم و الحضارة.
في سوريا هناك حزب وحيد يرعي مصالح الأغلبية العظمى من الشعب و هو حزبكم و أعتقد أن هؤلاء الأغلبية سيصوتون لكم لأنه لا يوجد حزب آخر يحقق هذا الشرط و لكن عليكم أيها البعثيون أن تبادلوا اختيار الشعب لكم باحترام و امتنان .. لا أحد يستطيع أن ينكر إنجازات حزبكم فقد أنقذ طبقة كاملة من اضطهاد الإقطاعيين و الرأسماليين المتوحشين نحن كمواطنين عاديين نرفع القبعات لهذا الإنجاز و نشكركم عليه .
الشعب قرر إعطائكم فرصة ثانية قد تكون الفرصة الأخيرة .. عليكم أن تكونوا على قدر المسؤولية و لا تتصوروا أن الشعب يتوقع منكم العودة لمظاهر الماضي من فساد و اضطهاد و محسوبيات و جمود و تحجر في الفكر و الممارسة و تطفل على الدولة و مواردها ...الشعب يتوقع منكم العمل و دعم الدولة و المؤسسات و المجتمع ....