ها قد أتى الشتاء وهبت نسائمه الباردة تحمل لي ما هو غال .. جاء مثقل بذكرياتي .. ألقى جميع ما يحمل بين ذراعي .. وددت أن أشكره .. لكن دموعي أقفلت شفتاي .. وأغلقت أبواب الكلمات في وجه أفكاري المبعثرة..
لطالما سئمت تلك النسائم الشتائية الانتظار المميت خلف قضبان الصيف .. سئمت تلوين الفرح في سواد عيني دون جدوى ..... فمحال أن يصبح للسواد لون .. في سحر تلك الليلة رأيتك .. في سكون تلك الليلة سمعت خطاك .. شعرت بصمت أنفاسك .. سرى عطرك إلى ضلوعي .. ركضت مسرعة أتبع وهم طيفك .. لكني لم ألحق به ..
فالدروب متخمة بالعقبات .. والخطا تفتقد النهاية .. حبيبي .. استيقظ .. لقد عاد الشتاء .. هل نسيت شتاءنا ذاك .. سأروي لك حكايته .. علك تستيقظ .. حبيبي : إنها ليلة شتوية باردة .. أنا وأنت معا .. نلتقي أول مرة .. هاهي حروفي تتسمر أمام رهبة عينيك .. هاهي روحي تقفز إليك .. هاهو خريف قلبي يزهر ..
مال هذا الكون انقلب حدائقا جنونية الألوان .. مال الفراشات تشدو والورود تقهقه .. أرى العالم ألوانا .. عطورا .. نسيما .. جمالا .... كان ذلك اليوم.. ليس سواه.. أهدانا الشتاء كوبين ساخنين من الشاي .. ووهبنا القمر همسات فيروزية .. استيقظ .. اسمعها .. علك تحيا ذلك اليوم الخرافي من جديد .. علك تعيه .. علك .... تذكرني .. همساتي الغالية ..المسي قلبه بذات السحر الذي لمستي قلبي به .. عانقي روحه عناقك روحي .. لا تؤرقي سباته .. لا تبتري أحلامه ..
ملاكي .. استيقظ أرجوك .. ألم تدر أن الشتاء عاد .. أم أن الفصول باتت متشابهة لديك !؟ .. أأنستك الغاردينيا رقة ياسميني !؟ أأنستك القصور دفء كوخي !؟ .. قد يحدث أن تشتاقني .. وتبحث عن الحياة تحت سقف كبريائي .. وتطلب الأمان في أحضاني .. لكن محال للزمن أن يتوقف .. فقد مر بي قبل قليل .. انتشل يدي ومشى .. كانت يده قاسية وجافة .. لكنها .. أرق من خشونة غدرك .. وأرأف من سراب حبك .. إن أردتني يوما .. إن أحببتني يوما..... فأنا بأمر حبيبي .. ستجدني رفيقة أحلامك .. وشمس أيامك ..... ولكن .... قل لشتائي أن يعود .........