هاجرت الفصول .....
ليل تلو ليل .. شموع تقهقه هنا .. أفراح تنوح هناك .. سكون .. ضوضاء ..
تتوالى اللحظات .. وأنت لم تعد ...
رغم مر غيابك .. لا يزال رسمك ملئ عيني .. وجهك لا يغادرني ... نظرتك تلك تملؤني شغفا ...
أنفاسك تسكن أيامي فتجعلك قريبا ... وكأنك لم تغب ...
في كل مساء ... يجتاح روحي حنين يئن على أبواب الحرمان ... فيمسح ابتسامة خفية تحلم بالرجوع ...
ويتخذ الفراق دربي موطنا أبديا له ...
تعاندني نفسي ... فتتمرد على قيود أفكاري .. وتمزق حاجز المسافات الحديدي...
تركض إليك ... وتلقي بأشجانها على أكتاف لقاء وهمي من نسج الخرافة ..
اشتقتك .... يابستي تستجدي منك قطرة عطف ... تعيد إليها الحياة ..
في رحلة حبك .... سقط عقلي في أرض الضياع ... تاه قلبي في بحر آهات لا نهاية له ...
سلكت طريقا معتما .. ولم أرى نورا يهديني إلى أملي الموعود ... عصبت عيني وسرت ..ورأيت.....
رأيت سواد قلبك .... ونقاء نفسي ... لكن سعادتي - في تلك الرحلة- فقدت البصر...
ما أقسى الحرمان .. يغتال البسمة في ثنايا الياسمين ... يمنع الطير من عناق وليفه ..
حياتي بعدك تشبه الحياة ....
أعيش مع قطرات شاي غائم لطالما جمعنا .. وأحزان فيروزية كانت تحكي قصتنا...
أصارع احتضار أحلامي ... ويأبى أن يمنحني شرف الانتصار ..
أبحث عن عمري بين بقايا الشتاء ... فلا أجد سوى أوراق خريفية ذابلة ... باتت مداسا للأقدام ...
أقدام تسحقها .. ولا تدر كم ركع لنيل بضعا من خضرتها المنسية ... قبل أن تفترش الأرض مسكنا.....