عذرا
لحياتك .. فقد أصبتها بسهم الملل وجعلت تفاصيلي المضجرة لون أيامك ..
عذرا
لوقتك .. فقد أضعت منه لحظات ثمينة كان الأجدى بها أن تمر لأنثى سواي ..
أنثى تتقن لغة وقتك وقضائه فيما يشبع كبرياءك ويلائم مزاجيتك ..
عذرا
لأيامي .. التي ماتت في عمر أسطوري .. كبرت فيه سنونا خرافية.. ولازلت أقف عند محطة حبك ..
عذرا
لقوتي .. فقد انتشلها انتظار أحمق للقاءات مكللة بزيف الأشواق ..
وهمسات خادعة كانت تخترق طيب أذناي ما بين دقيقة وأخرى ..
عذرا
لطهر شفتي .. فقد لوثتهما كلمات كانت إليك .. وحكايا في أضحوكة عشقك ..
عذرا
لعقلي .. الذي أثقلت عليه بهوس من ظننته ملاكا .. والأقذار البشرية تدنس كل ملمح به ..
عذرا
لنفسي فقد استدنت عزتها وكبرياءها .. وخذلتها .. ولم أرد ذلك الدين الثقيل بعد..
عذرا
ورودي .. التي ذهبت إليه .. شذاك أروع من أن تمسه أصابع تنفث سم الغدر أينما حلت ..
عذرا
فيروزتي .. أنت أغلى من أن يهدى شدوك إلى أﻤﹼﻲ ..
يجهل الفرق مابين أصبحة الصيف .. وأماسي الشتاء ..
يعجز أن يشتم أمطار كانون ..
أن يلامس أوراق أيلول ..
فهو في كون مهجور .. حيث لا شتاء .. لا دفء .. لا حب .. كون لا مكان للفصول به ..
إخوتي .. أصحابي ..
عذرا
لأني لم أحضر التشييع .. وقصرت في واجب العزاء ..
رفقا
بالنعش الذي تحملون ..
اقرؤوا عليه تراتيل الحرمان .. ولتكن خطاكم هادئة .. وأياديكم رقيقة ..
فأنتم تحملون نعش حبي الذي سرقه الموت مني ..
وذاك المثوى الأخير .........