news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
أنا ...وأمي...ومرتي...1..بقلم : أسماء أكتع
syria-news image

حدّو والست فطوم

في إحدى أحياء دمشق القديمة...يوجد شاب يتيم الأب، ربّته والدته بعد وفاة والده مع أخته الصغيرة..


ولم تقبل أن تتزوج، حتى تتمكن من تربية ولديها براحة مطلقة، وطبعاً وبعد أن بلغ ابنها سن الرشد،عرضت والدته عليه أن تزوجه من ابنة الجيران فاطمة، وهي فتاة في الربيع الخامس عشر من عمرها، يتيمة الأم ولديها زوجة أب ظالمة، وقاسية....

وبعد أن اعترض الشاب "حدّو" عدة مرات بحجة أنه لا يريد الزواج إلى أن يطمئن على أخته في عش الزوجية، وأنه لا يريد أن تتعذب والدته مع "الكنّة"، تعهّدت والدته له ألا تظلم زوجته وألا تتحدث عنها بكلمة سوء، وأن تردع ابنتها عن إزعاجها، فوافق حدّو على الزواج بعد إلحاح والدته الشديد..وتمَّ النصيب....

 وفي كل صباح بعد الزواج كانت فاطمة تسأل زوجها قائلة:

 *حدّو.....

 يجيبها قائلاً: - يا روحو لحّدو...امريني.

 فتقول : *بتحبني؟؟.

 - لك تقبري عضامي شو بحبك.

 *ههههه  لك تشكل آسي يا سيدي وتاج راسي يااااحق ....بس قلي ابن عمي قديش بتحبني؟؟

 - لك أنتي قيمتك عندي من قيمة طربوشي ودقني تقبريني.

 

فتبتسم ابتسامة خبيثة وتقول :

 *طيب قديه بتحب أمك وأختك ابن عمي؟؟

 

يجيبها قائلاً : رجلي اليمين أمي...ورجلي اليسار أختي...

 

وبعد أن سمعت هذا الكلام أخذها الغرور والجشع، فهو يعتني بلحيته وطربوشه أكثر من اعتنائه بقدميه...وبعد أن كانت فاطمة المسكينة...أصبحت الست فطوم....

 

وبعد ليالي العسل الحلوة...انتهت إجازة الزوج من عمله...وذهب إلى العمل...وفي صباح ذلك اليوم..صعدت الأم إلى غرفة فاطمة وطرقت الباب قائلة : - قومي لك بنتي....قومي ساعدي خديجة بشغل البيت الله يرضى عليكي وعليها..

 

فتطل الست فطوم من نافذة الغرفة وتقول : *نعم نعم نعم؟؟، شو تفضلتي يا خانوووم؟؟ شو أنا خدامة إلك ولبنتك؟؟، روحي أنتي ساعديها، مو هادا بيتكم يا بعدي؟؟ الواه الوااااااااه عليكي وعليها.

 

فذهبت الأم جارّة خلفها أذيال الخيبة...لتساعد ابنتها بالقيام بالواجبات المنزلية، حتى يتمكنوا من إتمام عملهم في لف ورق السكاكر للسوق، ويتكرر هذا يومياً بالإضافة إلى طلبات الست فطوم التي لا نهاية لها...فقد كانت تتذمر دائماً وتأمر خديجة ...*خديجة...قومي عمليلي أكل...خديجة...قومي شطفي الدّيار...خديجة....خديجة....

 

وفي كل مرة عندما يقترب موعد عودة زوجها من العمل تنزل الست فطوم من غرفتها متبخترة...تتمايل في مشيتها..و"يا أرض اشتدي ما حدى قدي"،تدخل إلى المطبخ وتبلل ثيابها بالماء...حيث يدخل زوجها المنزل ...ويراها تعمل في المطبخ، بينما أمه وأخته جالستين في "الليوان" يتجاذبن أطراف الحديث مع إحدى جاراتهن...اما هي فكانت عندما تراه ..تركض إليه قائلة : * أهلين وسهلين ابن عمي...تقبر قلبي ان شاء الله ...تعبان مو هيك؟؟ يالله تكّة وبتلاقي الأكل جاهز مع اني تعبانة ومو قدرانة أرفع إيديي... طول النهار شغل بها لبيت..

 

مضت الأيام...وأصبح حدّو ،يلاحظ آثار التعب والكآبة على وجه والدته وأخته،وكان دائماً يسأل أمه...: *يامو...فيكي شي؟، احكيلي....فاطمة زاعتلك شي؟..

 

فتجيبه قائلة : - لا تقبرني ما فيني شي وفاطمة قلبي وربي يرضوا عليها والله مو مقصرة علينا بشي...

 

وبعد سؤاله لوالدته عدّة مرات، قرر أن يتأكد من إجابتها...وفي صباح إحدى الأيام تظاهر بالمرض، وانتظر أن تذهب والدته إلى السوق،وزوجته إلى منزل أهلها،وسأل أخته عن سبب تعب والدته...

 

*خدّوج....شو فيها أمّك؟ ليش هيك تعبانة وزعلانة؟؟

 

- فتجيبه متلعثمة...: والله مو عرفانة شو بدي قلك يا اخي...

 

*يرد عليها غاضباً : لك أحكي...شو فيها الميمة؟؟.

 

- الصراحة....يا أخي أمك مزعوجة من مرتك لأنه كتير زودتها يعني...وشايفة حالها علينا...وما بتساعدنا بشغل البيت..وعلى طول على أوامر ومو عاجبها شي...وأمك مو رضيانة تحكي مشان  ما تدايقك...

 

فيرد قائلاً : *يا بااااطل...هالحكي مزبوط لك خديجة؟؟.

 

فتقول خائفة..:- ان شاء الله بموت يا اخي وبعدم نضري إذا عم زل عليك بحرف واحد..

 

وعندما سمع حدّو هذا الكلام "طلع الدم لراسه" وأراد أن يتأكد من كلام اخته خوفاً من أن يظلم زوجته فاطمة،وفي الصباح التالي تظاهر بأنه ذهب إلى العمل..واختبأ في "كتبية" غرفة الاستقبال...

 

وأصبح يشاهد الأمور على حقيقتها،وفي كل مرة حين يأتي موعد عودته من العمل يرى فاطمة تقوم بعملها المعتاد....تبلل ثيابها...وتتوجه مباشرة إلى المطبخ بانتظار عودته من العمل...

 

أما حدّو فقد كان مذهولاً مما رأى....

 

وعندما أشرقت شمس اليوم التالي...استيقظت فاطمة على صوت حدّو الذي يقول لها....*لك فاطمة...قومي جيبي عدّة الحلاقة...

 

فترد قائلة : *حاضر ابن عمي...بس ليش؟؟

 

- درملي  جيبي عدة الحلاقة وبلا كتر حكي.

 

أحضرت فاطمة عدّة الحلاقة و أصبحت تراقب حدّو وهو يحلق لحيته... ثمّ سألته متفاجئة ...

 

*يوه  لك ليش عم تحلق دقنك ابن عمي!!

 

أما هو فلم ينطق بحرف واحد، وقام برمي طربوشه تحت قدميه وداسه....

 

وقال لها : - شوفي يا بنت الحلال....دقني وطربوشي بقدر بستغني عنهم...بس رجليي التنتين اللي حامليني وهنن عندي من اول ما انولدت، ورح يشيلوا كبرتي...ما بقدر بستغني عنهم، بعدين شوفي يا حرمة كل يوم في مرة...بس ما في غير ميمة وحدة  بالعمر كله وما بتتعوض.. ،لك تعي لهون...شو اسمك أنتي؟؟

 

فتجيبه باكيةً :* اسمي ست بتّة ابن عمي...

 

فقال لها غاضباً :- أي روحي طالقة بالستة...

 

Little princess

2010-12-30
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد