news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
هكذا هي الحياة... بقلم : أسماء أكتع

خرج من منزله هائماً على وجهه ...

"لا أعرف ماذا أفعل...حتى أنني لا أملك ثمن الطعام"


المسكين لقد بحث كثيراً عن عمل حاول أن يعمل بجميع الأعمال،منها المرهق والشاق،تلك الأعمال التي يعود منها إلى المنزل مساءً منهك القوى!!لكن القدر يعاكسه دائماً،قصد جميع الأبواب باحثاً عن الرزق،منها ما خرج منها مكتئباً محطّماً،ومنها ما خرج منها مطروداً مذلولاً...

 

"ما الحل؟؟ماذا سأفعل؟جلوسي في المنزل ليس حلاً"،يمشي بالطريق وبين هذه الحشود من الناس "للجميع عمل يكسب منه لقمة العيش،ما ذنبي أني لقيط؟؟ لماذا خلقت في هذه الدنيا،لِمَ أتعرض لهذا الاختبار الصعب؟"،يقف في موقف الحافلة  على غير علم إلى أين سيتجه،عندما وصلت الحافلة لم يعي صعوده إليها إلا عندما وصل إلى الكرسي،"مهلاً...هل لدي النقود لأدفع؟؟لا..لا..لا أريد أن أتعرض لهذا الموقف المحرج مرة ثانية"يتدخل بينه وبين أفكاره صوت السائق"أيها السيد...ألا تريد أن تدفع؟"،"حسناً انتظر لحظة رجاءً"...يبحث في جيوبه كلها يبحث ويبحث ثم يجد في جيبه المحظوظ خمس ليرات،"ربما أفادتني بشيء آخر ولكن.....لا بد أن أدفع"،يمد يده ويعطي تلك القطعة النقدية اليتيمة للسائق،الحافلة تمشي إلى مكان لا يعلم ما هو،أمّا هو فتعود به ذاكرته إلى كل وجه نظر إليه بقرف عندما عرف أنه لقيط"لا أم لي ولا أب...لا صدر حنون أغفو عليه في حزني،ولا ظهر يسندني في أوقات شدتي"،وفجأة يفقد توازنه،يحاول أن يستعيد قواه،ولكن لا فائدة،لقد ترنّح وهوى في أحضان فتاة مع والدتها على الكرسي المجاور،تلك الفتاة هلعت وخافت مما حصل إلا أنّ ملامح الحزن الذي تسكن وجهه وجسده النحيل،الهزيل،جعلها تخرج منديلاّ معطّراً وتمسح له وجهه به،لعل وعسى يساعده هذا على استعادة وعيه،عندما فتح عينيه كان سعيداً وحزين، إنه سعيد لأنها المرة الأولى التي يجد نفسه بحضن حنون،يحزن ويعطف عليه،وحزيناً لأنه استيقظ في هذه الدنيا المرة ....لأنه كان على يقين أن هذه الفتاة الطيبة ستبتعد وتبتعد إذا علمت أنه لقيط ...لا عائلة ....لا مكان....ولا وطن.

 

عندما استعاد توازنه أوقف الحافلة ونزل منها،ليستكمل مسيرته المؤلمة ،ناظراً نظرة شكر ٍ وامتنان لتلك الفتاة الطيبة الرقيقة التي منحته الشعور الذي لم يشعر به مطلقاً،"قليلون من هم من أمثالك أيتها الصغيرة،وكثيرون من يبغضون الناس لأشياء لا ذنب لهم بها،كثيرون من يحبون مصالحهم ويكرهون مصالح الغير...هكذا هي...نعم...هكذا هي الحياة".

Little princess

 

2011-08-10
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد