إقرأ، ما أنا بقارئ… إقرأ، ما أنا بقارئ… إقرأ، ما أنا بقارئ… مُعظمنا يعرف قصة هذه الآية التي أمر فيها الله تعالى نبيه محمد عليه وآله الصلاة والسلام أن يتفكر ويُعمل عقله.
إذن دعونا نلاحظ أنه طُلب منه أن يقرأ ويفكر ثلاث مرات، قبل أن يُطلب منه أي شيء آخر من صلاة وصيام وزكاة وغير ذلك من العبادات. وهنا كانت الكلمة إقرأ و الأمر إقرأ أول كلمة و أول أمر أُنزل في القرآن، وهذا دليلٌ على ضرورة العقل و التفكير و التدبّر في كل أمور حياتنا، فنحن إذن أمة إقرأ.
من هذا المنطلق أقول لأهلي الأحبة في سورية أنه حريٌّ بنا جميعاً أن نمتثل لهذا الأمر الإلهي سيما في هذا الظرف الصعب الذي يمر به بلدنا الحبيب الذي تكالب عليه شُذاذ الآفاق بسم الديمقراطية و الحرية والإنسانية. حريٌّ بنا أن نسمع الخبر ونفكر فيه، وأن نرى الصورة ونتمعن فيها، لأن هذا ما أمرنا به خالق الكون وهو الأعلم بأحوالنا وطرق سعادتنا.
وبما أنه طُلب منا أن نُحرك عقولنا لذا تعالوا نتذاكر معاً ما يُحاك ضد سورية (لأننا جميعاً في خطر، فالأمر يعنينا جميعاً دون استثناء، فالوطن وطننا فيه وُلدنا، وفيه تربينا، وفيه سندفن، فلا وطن لنا غيره)… تعالوا نتأمل ونفكر في كل ما نراه ونسمعه يومياً عملاً بالأمر الإلهي إقرأ:
1. تصريحات شيطانهم الأمريكي الأكبر (أوباما) أن الهدوء لن يعود إلى سورية إلاّ بعد أن يتخلى الرئيس الأسد عن دعمه لحزب الله وحماس ويفك تحالفه مع إيران؟ ثم كررت ذلك وكيلة وزارة حربه. ليقف كل واحد منا عند هذا التصريح الصريح، أليس هذا الكلام كافٍ لمعرفة حجم المؤامرة علينا وشخصياتها وأبطالها وأغراضها؟ ماذا نريد أكثر من هذه الصراحة والوقاحة لنقتنع؟ إنه يقول لنا بكل غطرسةٍ وجبروتٍ أننا نحن الذين أقمنا شارعكم ولن نقعده مادام رئيسكم لا يركع ويسجد لنا أسوة بكل حكام العرب الآخرين، فنحن الآلهة الجدد ونحن ولاة الأمر الذين تجب لهم الطاعة والويل لمن يعصي منكم. إلى متى سنظل نحن العرب مجرد دمى يتلاعبون بنا ويحركوننا متى شاؤوا وكيف شاؤوا و أنّى شاؤوا؟.
ما هكذا ترد الإبل يا عرب!! فإلى متى… إلى متى ونحن أمة إقرأ.
2. التقارير والجرائد، ألم تتحدث جرائدهم، كما ذكرت جريدة واشنطن بوست بعددها الصادر بتاريخ 18 نيسان2011، عن ملايين الدولارات التي دُفعت منذ عام 2006 للمعارضة السورية في الخارج والداخل؟ مجدداً ليقف كل منا عند هذه التقارير، هم يشهدون على أنفسهم بمبدأ وشهد شاهد من أهله، هم يتحدثون معنا بكل صراحة، أنريد صراحة أكثر من ذلك؟ هم يقولون لنا أننا نقتلكم و نقتلكم وسنظل نقتلكم، و نحن نقول لهم سمعاً وطاعةً ثم نسلّمهم أنفسنا كالخراف، فإلى متى تظل عقولنا تغطّ في سباتها؟ إلى متى… إلى متى ونحن أمة إقرأ؟
3. نشرات أخبار قنوات الفتنة، أخص تلك الناطقة بالضاد وعلى رأسها الجزيرة و أخواتها، التي تنفخ سمومها على مدار الساعة. هذه الأبواق التي تبث تقاريرها بطريقة استغبائية سافرة، تقارير جندوا لها بأموالهم شهودهم ومحلليهم و نشطائهم، تقارير تفتقر إلى المهنية والمصداقية وتتفاخر بكذبها وعهرها. ولا أدلّ على ذلك من طريقة تعاطي محطاتهم مع تلك التجمعات التي تُنظّم في الخارج، فهم يتناقلون جميعاً تلك التجمعات التي ترفع شعارات ضد النظام (مهما صغر حجمها)، أما تلك التي ترفع شعارات الولاء للنظام وإصلاحاته تراهم لا يأتون على ذكرها من قريب أو بعيد (مهما كبر حجمها). أضف إلى ذلك أنها كثيراً ما تُذيع الخبر قبل وقوعه، وتُميت من تُميت إما لتعذيبٍ أو لعدم إطاعة أمر، وكل يوم جمعة نراها تضع له شعاراً برّاقاً ثم تصنع أفلاماً جهنمية تخدم هذا الشعار، وعلى سبيل المثال كلنا يذكر أفلامها في ما أسمته جمعة الحرائر و جمعة حماة الديار!!!.
حقاً إذا لم تستحي فافعل ما شئت، ألا تنتمي هذه المحطات للدين الذي يؤكد على أن (الدال على الخير كفاعله، و الدال على الشر كفاعله)؟؟ إلى متى تظل هذه القنوات تستغبينا و تستخف بعقولنا و تتلاعب بمشاعرنا؟ ، فإلى متى… إلى متى ونحن أمة إقرأ؟
4. عقوبات زعماء أمريكا وأوروبا، هذه العقوبات العتيقة الجديدة التي لطالما فرضوها ويفرضوها علينا إن لم نسجد لهم. هذه العقوبات التي يفرضوها بسم الدفاع عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وهم من كل ذلك براء، براءة الذئب من دم يوسف. هؤلاء معشر الغرب مازالوا يفكرون بطريقة المستعمر المتعالي، بطريقة أنهم هم السادة ونحن العبيد، هم الأوصياء الأتقياء ونحن الأراذل الأشقياء، فلهم العزة والحياة ولنا الخراب والموت.
لننظر إلى ديمقراطيتهم وحريتهم وإنسانيتهم في ليبيا والعراق ولبنان وفلسطين وباكستان وأفغانستان. فهم يكيلون بمكيالين، فدمهم ودم إسرائيلهم حرام ودمنا حلال، وأمنهم وأمن إسرائيلهم مصون و أمننا مباح. إلى متى سنظل نسترخص دمائنا، ونظل نركع ونسجد لهم؟ إلى متى لا نقرأ التاريخ لنتعلم منه، و لا نقرأ الحاضر لنسّعد به؟ إلى متى… إلى متى ونحن أمة إقرأ؟.
5. شهداء الجيش، وأخصه بالذكر لأنه وُلد ويولد كل يوم في رحم كل بيت سوريّ. من قاتل جيشنا ومن حارب إذن؟ كيف نزفت دماؤه، وكم سال من هذه الدماء الطاهرة؟ أيعقل أن يكون قّتل نفسه بنفسه كما يسوقون عبثاً لنا في جمعهم، وآخر مسلسل تقتيلهم لبعضهم كان البارحة في جمعة حماة الديار؟ أو هل يعقل أن يكون قاتل أشباحاً أو غزاة فضاء حتى سألت تلك الدماء؟ كل هذه الدماء الزكية التي نزفت وسالت ألا تكفينا لنتفكر و نتدبر في حجم المؤامرة علينا شعباً وقيادةً. فلنفكر قبل بلوغ السيل الزبى، وإن لم نفكر الآن فمتى يكون ذلك؟ إلى متى… إلى متى ونحن أمة إقرأ ؟.
أهلي الأحبة في سورية، بسبب ما جرى ويجري في بلدنا الحبيب، هناك دماء سقطت ولازالت، وهناك ممتلكات عامة وخاصة خُرّبت وحُّرقت ولازالت. كلنا مُتضررين مما يجري طلاباً كنا أو عمالاً أو فلاحين أو موظفين، كلنا تضررنا رجالاً ونساءً، وكل هذا ظلمٌ كبير، لذا علينا جميعاً أن نحذر لأن الحديث الشريف يقول (القائم بالظلم والمعين عليه و الراضي به شركاءٌ ثلاثة)، لذا علينا إن لم نكن قائمين بظلم ألا نعين عليه أو نرضى به، لأن الله تعالى وصف الظلم في قرآنه “بالشركٌ العظيم”. لذا دعونا لا نظلم أو نؤذي بعضنا بعضاً حتى لا نشرك بالله دون أن ندري. وما دمنا كلنا أبناء هذا البلد، دعونا ننشد الإصلاح بطرق أخرى غير طريقة التظاهر الغير منظم واللامسؤول.
كلنا نريد الإصلاح ونطالب به، ولكن لنكن واقعيين ومنصفين ألا نرى جميعاً أن عجلة الإصلاح قد دارت، وأننا مع إشراقة كل شمس صرنا نرى إصلاحات قائدنا، فقائدنا رائد الإصلاح الأول في الوطن العربي كما شهدت له بذلك وزيرة خارجية أوباما مؤخراً. فإلى متى يظلم بعضنا بعضاً ويؤذي بعضنا بعضاً وكلنا يعيش تحت سماء هذا الوطن؟ إلى متى يستمر ظلمنا ونحن أمة إقرأ؟ وإلى متى تظل أمة إقرأ لا تقرأ… إلى متى تظل أمة إقرأ لا تقرأ ؟!!!