news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
أين أخطأت الدولة ؟... بقلم : نزار علي

من المعروف أن المشاكل التي حدثت في سورية مؤخرا مردها إلى تراكمات من الأخطاء حصلت على مر السنين و هذه الأخطاء في المعالجة و التشريع و التطبيق متفاوتة في مدى مساهمتها بتزكية الفوضى و الاضطرابات . منها أخطاء سياسية و منها أخطاء اقتصادية و ما إلى هنالك و لكن لم يعترف أحد بالسبب الرئيسي للمشكلة ...


في تعليق لأحد المفكرين العالميين و لدى سؤاله عن إمكانية تحول الصين الشعبية لقوة عظمى في المستقبل القريب أجاب بأنه من المستبعد حدوث ذالك و السبب في رأيه ( لأنه لا يوجد في الصين نشاطات تلهم    الشباب ) ففي الصين يعتبر العمل أو ( البزنس ) هو الشيء الوحيد الذي يستحوذ على اهتمام الشباب و لا يوجد شيء آخر يستطيع أن يحلم به الشاب إلا بأن يكون تاجرا ناجحا .و بالتالي حسب رأي هذا المفكر لا يمكن أن تتحول الصين إلى قوة عالمية يمكن أن تنافس الأقطاب الموجودة حاليا كروسيا و الإتحاد الأوربي و الولايات المتحدة.

 

في سورية يحدث شيء مماثل للصين فهناك حلمان يسيطران على الشباب أو هناك حلان وحيدان ليكون الشاب ناجحا إما أن تصبح رجل أعمال ناجح و إما أن تصبح شخصية عامة ناجحة ( فاسدة ) و إذا كنت غير ذالك ستكون مجرد رقم وطني مكتوب على بطاقة الهوية الشخصية.

 

و السبب في ذالك أن الدولة انكفأت على نفسها و تركت هذه الشريحة الهامة و الجوهرية للمجتمع عرضة لشتى الأفكار المنحلة و المنحرفة القادمة من الخارج و لم تحصنهم فبدلا من أن تعزز و تطور المنظمات التي كانت تحتوي الشباب سابقا قامت بتدميرها فقامت الدولة مثلا  بتقويض اتحاد شبيبة الثورة وبدلا من تفعيله قامت بتحجيمه و من المعروف أن هذا التنظيم كان يضم أغلبية الشباب السوري و كان يربي الشبيبة على الوحدة الوطنية و يعلمهم مبدأ المواطنة حيث كان الشباب يشعرون أنهم ضمن دولة و يشعرون بهويتهم الوطنية  . وعندما قامت الدولة بتدمير هذا التنظيم قامت بتشجيع الأفكار الغريبة التي أتت من خارج الحدود و بالتالي وجدت الفتنة مرتعا خصبا للتكاثر و الانتشار و تدمير كل شيء جميل في هذا الوطن.

 

 وقس على ذالك من الإجراءات التي كانت نتيجتها تدمير الشخصية القومية و الوطنية للإنسان السوري واستبدالها بالهوية العشائرية القبلية الطائفية المقيتة

الشباب يحتاج لجهة تتبناه من حيث الأفكار و العقائد و التنظيم يحتاج لجهة تنظم حياته الاجتماعية وعندما تنسحب الدولة من هذه المهمة فلمن تتركها ؟ لا يوجد أحزاب وطنية تقوم بذالك .. غير حزب البعث العربي الاشتراكي الذي انسحب أيضا من الحياة الاجتماعية و اتجه اتجاها آخر  .لم يجد الشباب إلا الفوضى .. لم يجدوا إلا الأفكار الغريبة المحملة بالرمال رمال ما وراء الحدود.

 

 

2011-07-11
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد