news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
باتجاه الشمس ... بقلم : عدنان كامل شمالي

رغم اتساعها وضخامة مبانيها ,  كل شيء فيها ساكن.


فالشوارع خالية من المارة , والمحلات مقفلة , ولا شيء سوى الضباب الأسود يتصاعد . الصمت وحده يسود المدينة .

الناس نيام .  أو ربما أموات , ولا أحدا يدري ماذا جرى .  وأي مصير أحدق بالناس ؟!! ..

العمارات الشاهقة بنيت لتسكن , والمعامل الضخمة أقيمت لكي تدور, والأسواق أنشأت لتعج بالحركة .

ولكن كل شيء في المدينة جامد  . حتى أغصان الأشجار, هي الأخرى بدت ساكنة كونها اصطناعية حيث قطعت اشجار الطبيعة  واستبدلت بأشجار مزيفة.

 ثمة حركة وصوت  في إحدى الجهات .

 

تزداد الحركة  , ويعلو الصوت . يصبح الصوت  مجلجلاً . هادراً قويا  .

 ومن بين الضباب .  يظهر رجل قوي البنية ذو وجه مشرق.

يختار الرجل القوي طريقة , لم يسر في شوارع المدينة المعبدة

 

وإنما اختار الدرب الوعر.  فشوارع المدينة كلها تلتقي بمكان واحد .

والرجل القوي يريد أن يمشي باتجاه الشمس .

حقاً فلقد اختار الدرب الصعب. وحين بدأ مسيره سمع أصوات الكلاب تنبح .

في البدء نبحت الكلاب . ثم خرجت إليه من الأبنية العالية وركضت باتجاهه .

 

 تجمهرت حوله وأخذ يعلو نباحها .

 وقف الرجل الشجاع مكانه ونظر إلى الكلاب بنظرات حادة أرعبتها وجعلتها تتراجع .

 وقفت الكلاب فزعة لا تفعل شيئاً إلا النباح .

 حين ذلك تابع الرجل الشجاع مسيره باتجاه الشمس ,  تحركت الكلاب خلفه وهي تنبح

 الرجل الشجاع يمضي في طريقه  والكلاب خلفه تحاول أن تثنيه وتمنعه .

 

 توقف أكثر من مرة ناظراً اليها بغضب .

 وفي المرة الأخيرة قرر ألا يكترث بنباحها .   ولان الكلاب لا تستطيع أن تمضي في هذا الطريق فقد تسمرت بمكانها مكتفية بالنباح , بينما الرجل يمضي في طريقه .

 

 مازالت الكلاب تنبح, وما زال الرجل القوي الشجاع يسير في طريقه باتجاه الشمس. 

 

2011-10-03
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد