إن ذكرى السادس من تشرين ذكرى حرب تشرين التحريرية المجيدة والتي قادها على الجبهة العربية السورية القائد الخالد حافظ الأسد قد أتت هذا العام في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا الغالي من حرب كونية على الحضارة والمقاومة والانتصار على التآخي والقيم الدينية والرموز النضالية وعلى القرار الوطني الحر والمستقل
هذه الحرب التي ظهرت من خلال الصراع العسكري الإرهابي المسلح مروراً بالتمويل المالي والدعم التقني واللوجستي والتسليحي للمجموعات المسلحة وتهيئة الأرضية والمقرات والمعسكرات لانطلاقها إضافة الى المنابر الفضائية والفتاوى الدينية وزرع البذور الطائفية والأفكار الإرهابية الوهابية من تشجيع على القتل والتكفير والتقطيع واستباحة الأموال والأعراض .... والغريب انه في هذه الحرب الكونية قد تكالب علينا الشقيق والصديق قبل العدو نجد أن الظلم قد أتانا من ذوي القربى الذين أوقدوا نار هذه الحرب بدلاً من أن يكونوا صفاً واحداً معنا لمواجهتها كما كانوا في تشرين ....
ومن خلال استعادة الذكرى نجد أنها أتت بعد هزيمة حزيران عام 1967 والمسماة بالنكسة حيث سيطر على مواطني الأمة العربية الخوف والهلع وان هذه الأمة أصبحت في منحدر لن تخرج منه وان كرامتها أصبحت في الحضيض لاسيما وان الجيش الإسرائيلي استطاع أن يهزم عدة جيوش عربية في وقت واحد وان يحتل سيناء والجولان والضفة الغربية ولعل هذه الهزيمة النفسية هي اكبر وأعظم من الهزيمة التي مني بها العرب على الأرض وفي ساحة المعركة ولكن شاء القدر أن يكون في هذه الأمة رجال رجال آلوا على أنفسهم أن ينفضوا هذا الغبار عن المجد العربي وان يعيدوا الكرامة المسلوبة وان يثبتوا أن الأمة العربية امة حية متجددة لاتموت وان إرادة الصمود وإرادة التحرير جعلت هذه الانطلاقة لاستعادة الحقوق تكون في زمن قياسي فلو نظرنا الى الفترة الزمنية من عام 1967 الى عام 1973 لوجدناها ست سنوات وبالتالي فأي مشروع سكني أو استثماري لاحتاج الى هذه الفترة فما بالك بالتخطيط لحرب ..
في السادس من تشرين عام 1973 نهض الجندي العربي كالمارد ممتلكاً زمام المبادرة مثبتاً للعالم أن الحقوق غير قابلة للنسيان وان ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وان هذا الجندي قادر على استعمال السلاح بكافة صنوفه وان قادر على التعامل مع احدث الصناعات الحربية التكنولوجية ..
ولعل من ابرز الانتصارات التي حققتها حرب تشرين إضافة الى الانتصارات العسكرية المادية من قوى بشرية ومعدات حربية نجد أن حرب تشرين قد حققت الآتي :
· إعادة الأمل والتفاؤل الى إمكانية كتابة التاريخ من جديد وتحقيق الوحدة العربية من خلال تلازم المسارين العسكريين للجيشين العربي السوري والتلاقي والانسجام بين القيادتين العسكرية والسياسية في البلدين إضافة لمؤازرة بعض الجيوش العربية كالعراقي والأردني .
· تغيير مسيرة الصراع مع الكيان الصهيوني من خلال كون العرب دوماً في موقف الدفاع لا الهجوم أما في تشرين فقد امتلك الجندي العربي زمام المبادرة والمباغتة والقدرة على التخطيط وعلى اتخاذ القرار وتحديد ساعة الصفر وتوجيه الضربات القاصمة والحاسمة والسريعة للعدو
· تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لايقهر وأكذوبة تفوق سلاحه الجوي وانه اليد الضاربة التي لاتسقط وتجلى ذلك من خلال اجتياز الخطوط الدفاعية الهندسية العسكرية الإسرائيلية كخط بارليف وخط ألون واللذان يعتبران من أقوى الدفاعات وصادات الهجوم في العالم ومن خلال تساقط الطيران المعادي كالذباب بل أصبح كالدمى بيد الأطفال .
· المهارة والخبرة التي امتلكها المقاتل العربي من خلال قدرته على استخدام الأسلحة المتطورة والتنسيق ما بين قيادات صنوف الأسلحة ولاسيما عمليات الإنزال الجوي والطيران ومضادات الطيران والمدفعية والدبابات وسلاح الإشارة والمشاة والمغاوير .
· استمرار الحرب على الجبهة السورية ما يقارب 220 يوماً منها /80/ يوماً حرب استنزاف والاستبسال في قتال الجيشين الإسرائيلي والأمريكي وان كثيرين لايعلمون انه تم إنزال أفواج من المدرعات الأمريكية مع طواقمها خلف خطوط الجيش العربي السوري في القنيطرة المحررة في ضوء الهزيمة الوشيكة للجيش الإسرائيلي والذي قال احد قادتها يا إله إسرائيل نجنا من المدفعية السورية .
· تحرير مرصد جبل الشيخ ومدينة القنيطرة وسيناء إضافة الخسائر البشرية والمعدات من طيران واليات وجنود وبنى اقتصادية ومنشات والاهم من ذلك هزيمة الفكر الصهيوني .
· بروز العامل الاقتصادي المؤثر في المعركة واستخدام سلاح النفط كوسيلة لتوجيه دفة المعركة والضغط على القرار الأمريكي للاعتراف بالحقوق العربية المشروعة .
· انهزام الجبهة الداخلية الإسرائيلية والهلع والارتباك الشديدين للقيادات الإسرائيلية العسكرية والسياسية والهجرة المعاكسة التي حدثت من الأراضي المحتلة الى الدول الأخرى .
كثيرة هي انجازات تشرين وانتصاراته هو مدرسة للنصر وللقيم وللمجد . فتحية لتشرين ولقائد تشرين القائد الخالد حافظ الأسد وكل عام وامتنا بخير وعاشت سورية منتصرة بقيادة سيادة الرئيس بشار الأسد على العدوان القديم الجديد .