من فيينا إلى عمان تدور عجلة
الدبلوماسية من جديد، في محاولة لحلحة أزمات المنطقة المستعصية، ووضع نهاية للأزمة
السورية من جهة، واحتواء الجنون الصهيوني في فلسطين، من جهة أخرى.
منذ اندلاع الانتفاضات الشعبية
الكبرى في العالم العربي، وسقوط عدد من الأنظمة الحاكمة، ودخول حقبة ما يسمي بـ
«الربيع العربي»، بل قبل ذلك بسنوات، عندما سقط النظام العراقي بفعل الغزو
الأميركي، والحديث لا ينقطع حول إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط. واليوم، أصبح
الحديث صراحة حول مخطط أوسع لتقسيم المنطقة، تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد.
أفهم أن تكون أميركا ودول
أخرى في الغرب منزعجة من التدخل العسكري الروسي في سوريا، ولكني لا أفهم أن تكون
مندهشة. لقد حاول الغرب على امتداد السنوات الماضية، وبخاصة السنوات التي أعقبت
مباشرة انهيار الاتحاد السوفياتي، تغيير قواعد السياسة في روسيا وتغيير مؤسساتها
وبنيتها الاجتماعية وتغيير رؤية الشعب الروسي لدور روسيا في العالم. حاول الغرب
وأنفق أموالاً طائلة، وكلها محاولات وأموال، لم تثمر سوى الفشل.
وضع الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين الولايات المتحدة والدول الأوروبية والعربية أمام أمر واقع بأن لا خيار
أمامهم سوى ما اختاره، لكنه قد يكون زج نفسه في زاوية. الرئيس الأميركي باراك
أوباما صمم أنه لن ينجرّ الى سورية ولا حلول في جعبته لما آلت إليه الأمور، فإذا
كان بوتين يعتقد بأنه يملك الحل، ليتفضل وبالتوفيق إذا نجح تكون واشنطن قادرة على
القول إنها ساهمت في الإنجاح...
كانت بضع دقائق كافية ليعطي
مجلس الاتحاد الروسي، المجلس الأعلى للبرلمان، موافقته بالإجماع في 30 أيلول
المنصرم على طلب الرئيس فلاديمير بوتين باستخدام القوات الجوية الروسية خارج
الحدود، بما فيها سوريا.